اقرأ غدًا في «البوابة»| رؤية موحدة.. مصر وقطر فى بيان مشترك: جهودنا مستمرة لإنهاء الأزمة الإنسانية فى غزة    الثقة والارتياح.. ميدو يكشف سر تعيين أيمن الرمادي لقيادة الزمالك    الإعدام لعاطل تخلص من حياة شقيقه في القاهرة    الأمين العام للجبهة الوطنية يطالب بإعادة النظر في تعديلات قانون الإيجار القديم    "خد أكبر من حجمه".. نجم الزمالك السابق يعلق عبر مصراوي عن أزمة زيزو    رئيس اتحاد الجودو: تعاون المدربين واللاعبين سرّ الإنجاز.. والميدالية رمز تعب    بولندا تنتقد بشدة سياسة الهجرة التي تنتهجها الحكومة الألمانية الجديدة    لمدة 6 أيام.. الفرقة القومية المسرحية بالفيوم تقدم ليالي العرض المسرحي «يوم أن قتلوا الغناء» بالمجان    سهير رمزي: "اشتغلت مضيفة طيران والزعيم لم يكن شخص عصبي"    بوسى شلبى لورثة محمود عبد العزيز: زواجى مثبت وعلاقتنا لا تخالف شرع الله    حسام موافي يوضح الفرق بين الشريان والوريد    تفاصيل احتفال دمياط بعيدها القومى فى ذكرى انتصارات الأجداد عام 1250م    رئيس جامعة مطروح يشيد بالمعرض التطبيقي لطالبات الطفولة المبكرة    المحامين": النقاش لا يزال مفتوحًا مع الدولة بشأن رسوم التقاضي    عمرو الورداني يقدّم روشتة نبوية لتوسعة الخُلق والتخلص من العصبية    نائب روسي: الاتحاد الأوروبي أصبح خليفة للرايخ الثالث    الجمعة.. قافلة طبية مجانية بقرية صلاح الدين في البحيرة    بإطلالة طبيعية.. مي كساب تخطف الأنظار في أحدث ظهور لها    انطلاق مباراة بي إس جي ضد أرسنال في دوري أبطال أوروبا    بمشاركة حمدي فتحي.. الوكرة يسقط أمام أم صلال بكأس أمير قطر    غموض موقف مدافع مانشستر يونايتد من لقاء بلباو    محافظ المنيا: حزمة تيسيرات جديدة للراغبين في ترخيص محالهم التجارية .. ولا تهاون مع المخالفين    مهرجان أسوان لأفلام المرأة يسدل الستار عن دورته التاسعة بإعلان الجوائز    الفوضى تسبب لهم التوتر| 4 أبراج فلكية لديها شغف بالنظافة والترتيب    حريق هائل في كسارة بلاستيك بالغربية - صور    أمين الفتوى: مفهوم الحجاب يشمل الرجل وليس مقصورًا على المرأة فقط    الآلاف يشيعون جثمان الطفل ضحية الطلق الناري من زملائه في كفر الشيخ    البغدادي تستعرض مع وفد جمهورية تشيلي استراتيجية تمكين المرأة    أفضل من القهوة والشاي- 4 مشروبات صباحية تنقص الوزن    رئيس جامعة مطروح يشيد بالمعرض التطبيقي لطالبات كلية التربية للطفولة المبكرة    البابا تواضروس: نحن مواطنون مصريون نعيش مع إخوتنا المسلمين فى وطن واحد    عدوان الاحتلال الإسرائيلي على طولكرم ومخيميها يدخل يومه 101    أوس أوس يطلب من جمهوره الدعاء لوالدته: «ادعوا لها تقوم بالسلامة»    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    عمر طلعت مصطفى: ننسق مع وزارة الشباب والرياضة للاستفادة من الفعاليات الكبيرة للترويج لسياحة الجولف    مبيعات أجنبية تهبط بمؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم.. فما الأسباب؟    وزير التموين يكشف تفاصيل عن تطبيق رادار الأسعار    أبطال «نجوم الساحل» يكشفون كواليس العمل مع منى الشاذلي..غدا    «الزيت يكفي 3.7 شهر».. وزير التموين: الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية آمن    جامعة كفر الشيخ تشارك في منتدى «اسمع واتكلم» بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف    محافظ قنا يشارك في احتفالية مستقبل وطن بعيد العمال ويشيد بدورهم في مسيرة التنمية    خلافات مالية تشعل مشاجرة بين مجموعة من الأشخاص بالوراق    رئيس "أزهرية الإسماعيلية" يشهد امتحانات النقل الإعدادى والابتدائى    ب12 هاتفًا.. عصابة تخترق حساب سيدة من ذوي الاحتياجات وتنهب أموالها    وزير البترول: التوسع الخارجي لشركة "صان مصر"على رأس الأولويات خلال الفترة المقبلة    هل يجوز أن أصلي الفريضة خلف شخص يصلي السنة؟.. المفتي السابق يوضح    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    بدء اجتماع "محلية النواب" لمناقشة عدد من طلبات الإحاطة    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    عضو مجلس الزمالك: كل الاحتمالات واردة في ملف زيزو    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    «قمة الإثارة».. أفاعي الإنتر تلتهم نجوم برشلونة وتتأهل لنهائي الأبطال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فصول خطيرة تنتظر الثورة المصرية بعد كل جمعة العباسية أصبحت ميدان البسطاء .. دفاعا عن الدولة وجيشها وضع مُفزع ونخبة منفصلة عن الناس
نشر في 25 يناير يوم 24 - 12 - 2011

قال الدكتور حسن أبو طالب الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية في تحليله المنشور في موقع " سويس أنفو " كعادة أيام الجمعة فى مصر، استعداد مسبق للتظاهر وحشد للشباب وتعبئة إعلامية صارخة، يصاحبه ترقب لما سيحدث، ثم تداعيات تنتهى غالبا بالإحتكاك والصدام مع قوات الأمن..

ويسقط الضحايا ويزداد الموقف سخونة وتتلقف الفضائيات الصور والمشاهد وتنشر القصص والأحاديث والتعليقات وبعد ذلك ترتفع الأصوات مرة تلو أخرى تطالب المجلس العسكرى بالإنسحاب الفورى من ساحة السياسة، وتقديم السلطة لمدنيين غير مُنتخبين لا يعرف أحد من هم ولماذا هؤلاء تحديدا.

قصة مكررة ومطالب عديدة
القصة نفسها حدثت مرارا من قبل، وما قد يحدث اليوم الجمعة 23 ديسمبر 2011 لن يختلف كثيرا عن السياق العام الذى تكرر من قبل، الإختلاف فقط هو فى تفاصيل المشهد وعدد الضحايا ومكان الأحداث، وبعض الشعارات التى قد تُرفع للمرة الأولى.

أما نجوم الحدث فهم أنفسهم الذين صالوا وجالوا فى كافة الجمع السابقة، وصاروا بعدها نجوما وكواكب فى عالم الثورة والإعتصام وانتقاد الجيش وتجريح قياداته والتأليب عليه كمؤسسة بقسوة غير مسبوقة، كما صاروا فى نظر دوائر الإعلام الساخن دائما أبطال المواجهة المستمرة مع قوات الأمن والجيش، والشرفاء الأنقياء الذين يمنعون الحكومة من أن تدخل مقر عملها الطبيعى بسبب أنها ليست حكومة الثورة، وإنما حكومة المجلس العسكرى.

هذه الجمعة يراها بعض منظميها لرد شرف النساء المصريات اللواتى تعرضن لإهانة كبرى بعد أن سُحلت إحدى المعتصمات فى مواجهة مع أفراد الأمن قبل خمسة أيام، وظهرت صورها وقد تعرّى جزء من جسمها تحت عباءة سوداء. ويراها آخرون جمعة بداية ثورة الغضب الثالثة وصولا إلى إسقاط الجيش المصرى وتقسيمه وإنهاء الدولة المصرية بكل مؤسساتها ومن ثم بناء دولة جديدة للعدل والحرية!

وبين هذين الطرفين تتراوح المطالب الثورية بين مطالبة الحكومة بأن تحقق فورا العدل الاجتماعى، رغم أنهم ينكرون الحكومة أصلا ويرفضونها، وأن يُقدم المتسببون فى العنف وإهانة الثوار والنساء وقتل الشهداء إلى المحاكم فورا والقصاص منهم، وأن يتم تسليم السلطة إلى مجلس رئاسى يقوده شخص بعينه لا يحصل فى استطلاعات الرأي العلمية المنهجية على أكثر من 1%، بينما يطالب البعض بأن يتم تسليم السلطة إلى رئيس مجلس الشعب حين يكتمل انتخابه بعد أسبوعين. وهو ما يرفضه حزب الحرية والعدالة الفائز الاكبر فى الإنتخابات حتى الآن باعتباره التفافا على الإعلان الدستوري.

التعبئة ضد الجيش المصرى
كم هائل من المطالب بعضها واجب التطبيق كمحاسبة المتسببين فى العنف الأحمق سواء من الأمن أو من المتظاهرين أنفسهم، والآخر يدخل فى باب المستحيلات كالتسليم الفورى للسلطة.

يحدث كل ذلك فى بيئة يسودها رغبة فى التصعيد المستمر ضد الجيش من قبل ائتلافات شبابية تعتبر نفسها قائدة للثورة الشعبية ولم تحصل بعد على نصيبها من الحكم، ومن قبل شخصيات تسعى لدخول السباق الإنتخابى المقبل للرئاسة وتصر على الظهور كفارس مغوار يمكنه أن يقود الثورة ويطهر البلاد من كل فساد، وفى الوقت نفسه تجاهل تام لنتائج الانتخابات التي أكملت جولتان من بين ثلاث جولات، وأسفرت على فوز أحزاب إسلامية بنسبة لا تقل عن 60%.

فى العباسية ميدان البسطاء .. دفاعا عن الدولة وجيشها
فى الجانب الآخر دعوة للتظاهر فى ميدان العباسية، دعت إليها ائتلافات الأغلبية الصامتة، من أجل حماية مؤسسات الدولة ودعم الجيش المصرى الذى يتعرض لحملة شرسة لم يتخيلها عموم المصريين من قبل.

هؤلاء هم بسطاء المصريين الذين يرون مصلحتهم فى استقرار الدولة وإتاحة الفرصة للمؤسسات أن تعمل فى بيئة أقل توترا من أجل العبور الآمن من المرحلة الإنتقالية إلى مرحلة المؤسسات المدنية المنتخبة، وهم الأكثر تضررا من وقف الحال الذى يسود البلاد، وهم الأكثر شعورا بقيمة الدور الذى تلعبه وزارة الداخلية والجيش فى حماية أمن البلاد، وهم الذين يرتابون فى دوافع الكثير من دعوات الإعتصام الدائم والثورة الدائمة رغم كل الخطوات المهمة التى اتخذت فى المرحلة الماضية، وهم الذين تتجاهلهم القنوات الفضائية والصحف السيارة تماما، بل يتفنن كثير من الإعلاميين البارزين والصحفيين الثائرين دائما فى سبهم ولعنهم واعتبارهم خونة للثورة وامتدادا للنظام السابق، وأنهم فى أفضل الأحوال مجرد عملاء لجيش البلاد يخرجون لتأييده بدافع من المال! وهنا الأأمر الغريب والعجيب، أن جاء على مصر زمن يُدان فيه من يحب جيش بلاده ويدافع عنه لأنه جيش كل المصريين.

ختام لفصل مثير .. وبداية لفصل خطير
إنها جمعة تختم فصلا مثيرا من الأحداث التى سبقتها والمرجح أنها سوف تفتح فصلا آخر تدل مقدماته على أنه فصل خطير بكل المقاييس. خاصة فى ضوء التحذيرات التى أطلقها مصدر مسؤول بأن جهات سيادية - أى أجهزة الرصد والمخابرات - قد رصدت تحركات لعناصر داخلية وجهات أجنبية واتصالات وتمويلات من أجل تنفيذ مخطط يوم 25 يناير المقبل يستهدف الصدام مع القوات المسلحة واشعال الحرائق وتخريب المنشآت العامة وإثارة الفوضى فى البلاد، وتهيئة مناخ يستدعى الطلب من جهات خارجية التدخل وفرض الوصاية على مصر.

كانت أحداث الاسبوع السابق تضمنت بالفعل مواجهات بين قوى الأمن والمعتصمين الذين أغلقوا مبنى مجلس الوزراء ومنعوا حكومة د. كمال الجنزورى من دخوله، وتطور الأمر إلى عمليات كر وفر فى محيط مجلس الوزراء ومجلس الشعب ومبان حكومية أخرى مهمة تقع فى شارع القصر العينى الشهير القريب من ميدان التحرير، ونتج عنها قتلى ومصابين كثر من المدنيين وجنود الأمن والضباط، مما ألهب المشاعر وأثار غضبا شديدا، وزاد الأمر سوءا أن أكلت النيران المجمع العلمى الذى بنى فى نهاية القرن الثامن عشر، وكان يحتوى على ما يقرب من 180 الف مخطط وكتاب ووثيقة وخريطة نادرة وموسوعات تراثية شهيرة.

المنظر الغريب والتساؤلات المفتوحة
انصب التركيز الإعلامى والسياسى على صورة الفتاة التى وقعت على الأرض وسحبها الجنود وكان الجزء الأوسط من جسدها عاريا، فى منظر ليس معتادا لأية بنت مصرية. وفى المشهد نفسه ذى الخمسين ثانية ظهر جندى يحاول تغطيتها بعباءتها المفتوحة نتيجة وقوعها على الأرض، وهو المشهد الذى اعتبر دليلا على عنف الشرطة والجيش، وضرورة للإعتذار ومحاسبة المتورطين.

وللوهلة الأولى يستدعى المنظر إدانة العنف والمحاسبة السريعة، لكنه يظل مثيرا لتساؤلات البعض حول أسباب أن تكون هناك إحدى المعتصمات فى هذا النوع من الملبس الذى لا يتناسب مع برودة الجو ولا طبيعة الإعتصام ذاته، ولا يناسب أسلوب الملبس لدى الفتيات المصريات.

التحالف مع أطفال الشوارع
لقد بدا المشهد كله مجرد بروفة لما قد يحدث لاحقا، خاصة الظهور الكثيف لأطفال الشوارع والعاطلين والمسجلين خطر كفاعلين أصليين فى الأحداث، لاسيما ما تعلق بالاستفزاز الدائم والمنهجى لقوات الأمن التى تؤمن المبانى الحيوية فى المنطقة، عبر إلقاء الحجارة المدببة وتوجيه السباب والشتائم لهم طوال الليل والنهار من خلال مجموعات تقترب من القوات لعدة ساعات، ثم تختفى وتظهر مجموعة اخرى تفعل الشئ ذاته، وشمل الأمر إلقاء قنابل المولوتوف على قوات الأمن والمبانى الحيوية بطريقة احترافية مما أدى إلى إحراق مبنى مجلس الشعب والمجمع العلمى ومبنى وزارة الطرق والكبارى وجزء من مبنى مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء.

المثير فى الأمر هذا الكم الهائل من الصور ومقاطع الفيديو التى تجاهلها الإعلام المصرى المكتوب والمشاهد إلا نادرا، والتى يظهر فيها الصبية الصغار وهم يقومون بإحراق المبانى ثم يرفعون علامات النصر وكأنهم فى مواجهة مع عدو بغيض، أو إلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف على قوات الأمن وهم فى فرح عارم ونشاط غير طبيعى يُحسدون عليه.

وكما اظهرت الصور وبعض ما تسرب من التحقيقات التى تجريها النيابة العامة أن الكثير من أطفال الشوارع والعناصر الخطرة كانت تمول من قبل أفراد غير محددين تماما حتى الآن من أجل القيام باحتلال ميدان التحرير والمشاركة فى الإعتصامات والقيام بالمواجهة مع قوات الأمن. وقد بدا الامر وكأن هناك تحالفا بين قوى شبابية ثورية وبين هؤلاء المشردين والعاطلين من أجل إبقاء الوضع ساخنا وقابلا دوما للانفجار.

ولعل ذلك هو ما دعا بعض الرموز ، كالدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل وعدد من نواب مجلس الشعب المنتخبين حديثا، إلى التوجه نحو المعتصمين من الشباب الثائر بأن يفضوا الاعتصام ولو لمدة وجيزة لمعرفة هوية هؤلاء الغرباء ولعزلهم ومن ثم الحفاظ على صورة الشباب الثائر نقية كما كانت سابقا فى إدراك المصريين. وهى دعوة لم تجد صدى إيجابى. ومع تكرر المحاولات من قبل مشيخة الازهر، بدأت استجابات بسيطة وهدأ الوضع نسبيا قبل يومين من جمعة جديدة، استعد لها الفرقاء، كل على قدر نواياه وطاقته فى الحشد والتعبئة.

الطرف الثالث .. من هو؟
من جهته، قدم المجلس العسكرى تقويما للوضع عبر مؤتمر صحفى لأحد قياداته مشيرا إلى حقيقة تكرار السيناريو ذاته الذى يبدأ بالدعوة إلى مظاهرة سلمية، يتخللها أعمال عنف مدبرة من طرف ثالث، تؤدى إلى قتلى مصابين وأعمال تخريب. ومشيرا إلى عمليات الإستفزاز التى يتعرض لها الجنود والضباط بطريقة باتت لا تحتمل، وربما كانت السبب فى سلوكيات غير منهجية للجنود اثناء اشتباكهم مع المعتصمين.

وللمرة الأولى يُظهر المجلس العسكرى صورة جنديّ وحالته خطيرة نتيجة إصابته فى كل أجزاء جسمه بآلة حادة، وجندى آخر وقد فقئت عينه نتيجة إلقاء الطوب، ومتسائلا أليس هؤلاء جنود الشعب المصرى يدافعون عنه وعن الوطن ككل؟

لكن الكثير من السياسيين والإعلاميين لم يعيروا الأمر أدنى انتباه، وتجاهلو البحث فى فكرة الطرف الثالث الذى تشير دلائل عديدة على وجوده، وأصر البعض منهم السخرية من وجود متآمرين يعملون ضد الوطن ككل، وأصروا على تحميل الجيش كل المسؤولية، وعلى التعبئة ضد المجلس العسكري وكأنهم قيادات جيش الأعداء وليس جيش الأبناء والأخوة.

وضع مُفزع ونخبة منفصلة عن الناس
وصل الأمر إلى ذروته فيما طرحه أعضاء ما يعرف بحركة "الإشتراكيين الثوريين" التى ظهرت على السطح حديثا، بأن تحقيق أهداف الثورة يعنى "إسقاط الجيش تماما وإثارة صغار الضباط على قياداتهم وتقسيمه وجعله مجرد ميليشيات تتحالف مع فقراء الوطن من الأقباط تحديدا والنوبيين، حتى تسقط الدولة تماما ومن ثم يُعاد بناؤها على أسس جديدة".

يبدو الوضع مفزعا، فأنصار الفوضى والتخريب وإسقاط الدولة وتقسيمها وتقديمها على طبق من فضة إلى أعدائها، لم يعودوا يعملون فى السر، بل هم فى العلن ودون خجل أو خوف، بل ويفتخرون بأنهم سيخربون بلدهم ويقسمونه وسيقلبون الجيش على بعضه بعضا.

يبدو الوضع مفزعا أيضا فى أن النخبة السياسية والإعلامية السائدة والمتحكمة فى الخطاب السياسى والاعلامى في مصر لا تشعر بفداحة الأمر، تجتزئ الأحداث وتركز على هوامشها وتنكر أصلها وجذورها، وتصر بشدة على أن الجيش مخطىء، وكأنهم هم الملائكة بلا أخطاء، وتصر على إهالة التراب على كل خطوة عملها المجلس العسكرى بما فى ذلك الانتخابات الحرة التى لم تشهدها مصر من قبل، وتعمل على تعبئة الناس ضد الحكومة وضد اختيارات المصريين كما ظهرت فى صندوق الانتخابات، وتمهد تصريحا وتلميحا لصدام قادم بين الجيش والأحزاب الاسلامية الفائزة فى الانتخابات، وكأنها تمهد لتفجير البلاد لتعيش على الإثارة والتوتر والخراب.

كما تصر على إدانة من يجرؤ على نقد الثوار وتحالفات البعض منهم مع أطفال الشوارع والمسجلين خطر، فيما تأكد لبسطاء المصريين أنها نخبة تعيش فى واد وأغلبية الشعب الذى يقدر الجيش ويحترم قياداته فى واد آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.