لن أعود لأحداث سابقة مثل البالون أو ماسبيرو أو محمد محمود وان كانت كلها تصب في خانة واحدة.. ولكن سأكتفي بالتعليق علي أحداث مجلس الوزراء. وبعيداً عما استعرضه امس اللواء عادل عمارة مساعد وزير الدفاع خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده لشرح ملابسات الاحداث منذ يوم الجمعة الماضي في محيط مجلس الوزراء والذي قد يؤخذ كلامه علي انه دفاع عن الجيش رغم انه اتهام غير صحيح.. فإنني اتوقف امام الشريط الذي تم عرضه للمتهمين في الأحداث والذين وضح ان معظمهم دون العشرين عاما وكلهم اما من اطفال الشوارع أو البلطجية.. وتبين من الشريط ومن واقع اعترافاتهم الآتي: * ان هناك من كان يستخدمهم مقابل أجر يومي وكان يمدهم ايضا بالمال لشراء البنزين وتعبئة زجاجات المولوتوف والقائها علي اماكن حددها لهم وهي المواقع التي احترقت بالفعل مثل المجمع العلمي ومبني هيئة الطرق والكباري وديوان حي بولاق وسرقة محتوياتها. أو اصابتها اضرار فادحة مثل مجلس الشعب وسور مجلس الوزراء نتيجة ضرب هذه المواقع بالمولوتوف وانابيب البوتاجاز. * انهم حددوا اشخاصا بعينهم كانوا يستأجرونهم.. ومن المهم سرعة التوصل لهؤلاء الاشخاص والقبض عليهم والتحقيق معهم. * انهم لايعرفون الاهداف الحقيقية من وراء تكليفهم بهذا العمل الاجرامي الذي استهدف نشر الفوضي واسقاط الدولة وهيبتها. * انهم لايدركون قيمة الاماكن التي هاجموها ولاتربطهم بها اية صلة.. بدليل انهم كانوا يرقصون في هستيريا تحت تأثير المخدرات رافعين علامات النصر بما يعني انهم حققوا المطلوب منهم بنجاح باهر. هذا ماظهر من الشريط ومن اعترافات المتهمين.. ولابد من كشف المحرضين.. اليوم قبل الغد لفك الغاز المؤامرة.. سواء كان المتآمرون دولاً عظمي وصغري هي التي دفعت تمويل العملية أو كانوا رجال اعمال وشخصيات عامة كما اثير أمس في الصحف وعلي الانترنت. وهناك عدة حقائق لابد من التطرق اليها: * الأولي.. ان قادة المؤامرة المزروعين بالداخل ينفذون منهجا دقيقا يستثمر المظاهرات والاعتصامات السلمية ويبدأ في التحرش بالقوات التي تؤمن المواقع ثم سرعان مايتحول هذا التحرش اللفظي الي موقعة.. وهذا تكرر في كل الأحداث السابقة. * الثانية .. لابد من الاهتمام بالدعوات التي تبث عبر الانترنت وتحرض علي مهاجمة المنشآت الحيوية والمرافق مثل محطات الكهرباء والبنك المركزي ووزارة الداخلية والبرلمان ومقر الحكومة.. والتوصل الي اصحابها واخضاعهم للتحقيق. * الثالثة .. كلنا تابعنا.. ان هذه المؤامرة ترتكز علي اعادة الانفلات الامني واسقاط القضاء ثم القوات المسلحة وبالتالي تسقط الدولة نفسها تلقائيا.. ارجعوا للأحداث. * الرابعة .. ان الدعوة لاسقاط المجلس العسكري تأتي في هذا الاطار.. واؤكد ان هناك فرقا كبيرا بين الدعوة لاسقاط المجلس أي اسقاط الجيش نفسه وبين المطالبة بعودة الجيش الي ثكناته وفق برنامج زمني محدد.. الأولي تعني تعرية الدولة بحيث تصبح بلا مظلة تحميها والثانية تؤكد علي رفض استمرار الحكم العسكري وهذا حق ويمكن التحاور حول برنامج العودة للثكنات. * الخامسة.. قلناها ونؤكد عليها مرة اخري.. ان من حق قوة الحماية التي تؤمن اية منشأة استخدام كل الوسائل للدفاع عنها وعن انفسهم وذلك وفق القانون.. ولذا.. فانني اطالب المجلس العسكري التعامل مع أي مهاجم للمنشآت بمنتهي الشدة والقسوة لانه "بلطجي" وليس ثائراً بأية حال.. لكن في نفس الوقت مرفوض تماما فض المظاهرات والاعتصامات السلمية لا بالقوة ولا حتي بالفاظ قاسية فهذا حق الثوار الدستوري والقانوني.. وهناك فرق بين السرقة والفوضي. * السادسة .. ان علي الثوار ان يطهروا صفوفهم من المندسين حاملي المولوتوف وتسليمهم فورا لأقرب قوة شرطة أو جيش. اقول للبعض من القوي السياسية والاعلامية.. اتقوا الله في مصر.