رغم الظروف التي تمر بها مصر داخلياً وهي خطيرة جداً بكل تأكيد. يجب أن يكون واضحاً تمام الوضوح لدي كل مصري مهتم بحاضر ومستقبل هذا البلد وخاصة العاملين في الأجهزة المختصة أن كثيراً من الأحداث التي تجري حولنا قد يكون لها تأثير بالغ علينا ويلزم الالتفات إليها. من ذلك علي سبيل المثال زيارة "سيلفا كير" رئيس جنوب السودان للكيان الصهيوني حيث استقبل استقبال الفاتحين وهو ما يعكس عمق العلاقات بين الجانبين منذ زمن بعيد. الأمر الذي نبهنا إليه وحذرنا منه عشرات المرات وخاصة أن ما كان يتم في السر قبل إعلان تقسيم السودان إلي دولتين أصبح يتم الآن علانية وتحت سمع وبصر العالم كله. كما أن "سيلفا كير" اعترف اعترافا صريحا لا يقبل اللبس ولا التأويل بأن إسرائيل كان لها فضل كبير في إنشاء هذه الدولة. ان الملفات المطروحة خلال هذه الزيارة كثيرة وخطيرة جداً علي أمننا القومي وفي مقدمتها ملف مياه النيل التي تعتبر قضية حياة أو موت بالنسبة للسودان أو ما تبقي منها. بالإضافة إلي مصر طبعاً وخاصة في ظل الحديث حول إنشاء سدود ومشروعات مختلفة تتعلق بنهر النيل وهو ما سيؤثر علينا لا محالة. إن ما يدور حولنا مما يستهدف مصالحنا يجب أن يكون دائماً علي مدار الساعة تحت سمعنا وبصرنا كما يجب التعامل معه في الوقت المناسب وبالشكل المناسب حتي لا تدهمنا الأحداث ونفاجأ بما لا يحمد عقباه. إن ما يحدث الآن في مصر قد يكون ذا علاقة وطيدة بما حدث في السودان ولايزال يحدث وكذلك بما يجري في الإقليم كله ويلزم التفريق بين ما هو مصري خالص وما تمتد خيوطه لتصل إلي عواصم أخري تشير كافة الدلائل إلي أن تل أبيب وواشنطن ليستا بعيدتين عنها. هذا تحذير هام. ربما يكون متأخراً عن اللازم نرجو ألا يضيع وسط الزحام. ألا قد بلغت اللهم فاشهد.