* يسأل عبدالحكيم الصاوي مدرس أول لغة عربية بمدرسة يوسف السباعي الثانوية: ينتشر في صعيد مصر استغلال الدائن لأرض مرهونة بزراعتها لحسابه الخاص حتي يؤدي المدين دينه ويفك الرهن.. علماً بأن هذا برضا الراهن وإذنه؟ ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة- أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: الرهن من عقود التوثيقات في الشريعة الإسلامية والتي ترسم سبل العدالة بين الناس ومن وسائل ذلك الحض علي تحصيل المال بطرق لا استغلال ولا احتيال ولا اغتيال فيها. وأرشدت إلي لفظ إذا كان ديناً بكتابته والإشهاد عليه. وأن يأخذ به رهناً يقوم مقام الكتابة للاستيثاق والحفظ. ونزلت في ذلك أطول آية في كتاب الله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلي أجل مسمي فاكتبوه.." إلي قوله سبحانه "وإن كنتم علي سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان مقبوضة.." الآية من سورة البقرة. وصح أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم اشتري وهو بالمدينة طعاماً من يهودي ورهنه درعاً من حديد. واتفق أئمة العلم علي أنه ليس للدائن أن ينتفع بشيء من العين المرهونة في الجملة لما صح أن رسول الله- صلي الله عليه وسلم- قال "كل قرض جر نفعاً فهو ربا" وبه قال جمهور الفقهاء سواء أذن المدين أم لا. وهو المعتمد. لأن انتفاع الدائن بالعين المرهونة مدة الرهن ربا محرم بقوله جل شأنه: "وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وإن كان ذو عُسرة فنظرة إلي ميسرة.." من سورة البقرة. وقد نص فقهاء الشريعة الإسلامية علي حرمة انتفاع الدائن بعقار مرهون لديه. مثل ما كتبه الشيخ الصاوي من المالكية وما قاله الإمام الدرديري رحمه الله تعالي- تحت مسألة: رهن الأرض والحائط هي المسماة بين الناس بالغاروقة وهي ممنوعة مطلقاً ولو شرط المنفعة في مدة معينة. لأنها في قرض لا بيع. ولا ينفع الدائن أن يقول المدين وهبتك المنفعة مادام دينك عليّ. لأنها حيلة باطلة وهي من الربا. فيجب علي واضع اليد علي العقار في نظير دينه. الإقلاع عنه وتركه لصاحبه. والاستمرار عليه محرم. إلا إذا حسب من أصل الدين حسب تقديره أجرة مثله. وعلي ضوء ما سلف فعلي المتعاملين بهذه المعاملة واقعة السؤال ومن يماثلهم أن يتقوا الله ويخشوا حربة لهم في الدنيا وعذابه في الآخرة. وليذكروا أن الرفق خير كله. فقد روي أن رسول الله- صلي الله عليه وسلم- رأي مكتوباً علي الجنة القرض بثمانية عشر والصدقة بعشر فسأل فقيل له إن للمسكين يسأل وعنده الشيء. أما المستقرض فيسأل ولا شيء عنه. فمن هنا فضل وضوعف الإقراض دون استغلال ولا احتيال "ومن ستر مسلما ستره الله ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة. * يسأل الطالب زين العابدين أحمد المقيم بأبنوب أسيوط فيقول: ما حكم صلاة الجماعة وهل للمرأة أن تصلي جماعة في مسجد؟ ** يا زين صلاة الجماعة سنة مؤكدة عند الأحناف ولها فضل عظيم علي صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة وإقامة الصلاة في جماعة علانية لها أثر كبير وثواب عظيم وعلي المسلم أن يحرص عليها ويسعي لتأديتها بكل جهده "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً" وليس للمرأة أفضل من صلاتها في بيتها ولهذا فقهاء الأحناف قالوا تصلي في بيتها حتي ولو كانت آمنة من الفتنة.