التصريحات التي أدلي بها مصيلحي عليوة وكيل الجهاز المركزي للمحاسبات. حول مكتبة الإسكندرية. خطيرة للغاية ولا يمكن السكوت عليها. وإلا فقل "علي مصر السلام". الرجل الذي أفاض في كشف الفساد المستشري في المكتبة تعجب من أن مديرها د. اسماعيل سراج الدين لايزال يتمتع بحصانات وامتيازات واسعة لا يعرف حتي الآن سببها. وقال: إن الحكومة الحالية تدار بنفس أسلوب النظام القديم وتتجاهل كافة جرائم الفساد المالي. وكيل الجهاز وصف المكتبة في تصريحاته ل"اليوم السابع" بالتكية الخاصة بسوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع. وقال: إن الرقابة عليها كانت شكلية وغير جادة. وانها -وياللعجب- تمتلك 3 شركات تجارية بالمخالفة للقانون. انشئت لتكون ستاراً لأعمال غير مشروعة. وسمحت لثلاثة من كبار الموظفين بتملك أسهماً فيها وحصصاً بالمخالفة لنصوص القانون وقواعد المحاسبة المالية والحكومية. تصريحات الرجل خطيرة ومرعبة ولا يمكن السكوت عليها. وهي توجه إتهاماً صريحاً ومباشراً وواضحاً للحكومة بأنها تتسر علي الفساد. فلماذا تصمت الحكومة.. ولماذا يصمت السيد النائب العام ولا يحقق في هذه الاتهامات إلا إذا كان هناك تواطؤ فعلي مع مدير المكتبة وسيدته زوجة الرئيس المخلوع! وبغض النظر عن المخالفات المالية الجسيمة التي تحدث عنها الرجل وقدّرها بعشرات الملايين من الجنيهات. فإن هذه المكتبة في الأساس لم يكن لها. منذ افتتاحها وحتي الآن. أي أثر ثقافي لافت. فقد كانت مجرد "عزب" واقطاعيات تم توزيعها علي المحاسيب. وكانت أشبه بالقلعة الحصينة التي لا يدخلها إلا المرضي عنهم ومن يدورون في فلك مديرها وأتباعه. لقد كتبت منذ عدة سنوات مقالاً بعنوان: "مكتبة الإسكندرية.. العدد في الليمون" .. مشيراً فيه إلي الأنشطة الشكلية الكثيرة التي تقيمها المكتبة ولا يحضرها سوي موظفي المكتبة الذين يتم استدعاؤهم لشغل المقاعد الفارغة في القاعات.. لم ترد المكتبة واكتفي مديرها بأن استدعي عشرات الاعلاميين ومنهم أغلب رؤساء تحرير الصحف القومية. وعينهم فيما أسماه "اللجنة الاعلامية للمكتبة" ربما ليكفوا عنه شر المقالات التي تهاجم المكتبة وتفضح تداعيها وفراغها. إلي أي قوة يستند مدير مكتبة الإسكندرية.. ولماذا لا يتم التحقيق فيما هو منسوب إليه من مخالفات.. وبغض النظر عن صحة الاتهامات من عدمها.. فإن المكتبة علي يديه ويد أتباعه هي مجرد "جعجعة بلا طحن".. استطاع الرجل عبر سنوات توليه إدارتها أن يخرس كبار المثقفين بوضعهم في لجان وهمية لا تفعل شيئاً وأغدق عليهم المكافآت السخية والاستضافة في أفخم فنادق الإسكندرية ليشتري سكوتهم.. وقد سكتوا فعلاً.. فمتي يتم فتح "الملف الثقافي" للمكتبة.. فضلاً عن الملف المالي الذي يبدو أن هناك أسماء كبيرة متورطة فيه وبعضها مازال في موقع المسئولية؟!!!