تشهد منافسات دور الستة عشر اليوم الاثنين مباراتين جديدتين حيث يلتقي في الرابعة عصراً بتوقيت القاهرةالبرازيل مع المكسيك ويليها في الثامنة مساءً بلجيكا مع اليابان. ينتظر الملايين من جماهير الكرة حول العالم تحديد مصير منتخب السامبا البرازيلي في مونديال روسيا 2018 المليء بالعجائب والمفاجآت المدوية ومعرفة هل سيستمر في مشواره نحو نهائي البطولة أم سيودع مبكراً ويلحق بالكبار الذين سبقوه في الخروج حامل اللقب ألمانيا من الدور الأول والوصيف الأرجنتيني والبرتغالي من دور الستة عشر والماتادور الإسباني الذين يتوالي توديعهم للمونديال الواحد بعد الآخر. باتت فرص السامبا في اقتناص اللقب كبيرة للغاية بعد خروج اثنين من أقوي المتنافسين ليصبح الطريق ممهداً أمام السامبا نحو بلوغ المباراة النهائية للمونديال. لن يجد لاعبو السامبا أفضل من هذا المونديال بظروفه الحالية لإضافة اللقب السادس للمونديال في تاريخهم الكروي الطويل في ظل خلو الساحة من بعض المنافسين الأقوياء. لكن هل يستغل البرازيليون بقيادة المدير الفني تيتي تلك الفرصة الثمينة أم ينضمون لقائمة الضحايا الكبار في هذا المونديال. المؤكد أن هناك حالة من القلق تسربت إلي داخل المعسكر البرازيلي سواء بين اللاعبين أو جماهير السامبا وذلك خشية أن يلقي الفريق نفس مصير ألمانيا والأرجنتين. زاد من حالة القلق أن السامبا البرازيلي يواجه أبناء المكسيك الذين سبق لهم أن قهروا حامل اللقب في الدور الأول منتخب الماكينات الألمانية وكانت تلك الهزيمة من أحد الأسباب الأساسية في التوديع المبكر من البطولة. دون شك تبدو كل الاحتمالات واردة الحدوث في لقاء اليوم سواء فوز البرازيل وتأهلهم أو المكسيك وصعودها إلي دور الستة عشر. علي الرغم من أن التاريخ الماضي يمنح الأفضلية بشكل قاطع للسامبا إلا أن المكسيك قد تقلب المائدة علي الجميع وتزيح البرازيل من طريقها وطريق المنافسين الذين تأهلوا أو سيتأهلون للأدوار التالية. التقي المنتخبان أربع مرات من قبل فازت البرازيل في ثلاث منها 4/صفر و5/صفر و2/صفر وتعادلا مرة وحيدة دون أهداف واهتزت شباك المكسيك 11 مرة بينما لم يدخل أي هدف في مرمي البرازيل. في الوقت الذي حقق فيه أبناء السامبا لقب المونديال خمس مرات لم يتمكن المنتخب المكسيكي من تجاوز دور الثمانية خلال مشاركاته الستة عشر من بينها نسختان استضاف فيهما البطولة علي أرضه ووسط جماهيره عامي 1970 و1986 بل إن هذا الفريق الذي يمثل منطقة الكونكاكاف التي تضم دول أمريكا الشمالية والأوقيانوس اختفي مرتين من قبل عن المونديال بلغت كل منها ثماني سنوات إلي أن عاد للانتظام اعتباراً من نسخة 1994 وحتي الآن. المنتخب البرازيلي دائم الظهور بالمونديال الوحيد الذي شارك في جميع النسخ مدعوماً كالعادة بتاريخه وهيبته الكروية ومهارات لاعبيه وعشق الملايين من الجماهير حول العالم لادائه الكروي الممتع. ما من نسخة للمونديال إلا وتقدم السامبا لاعباً أو أكثر ممن يحملون لقب لاعب بدرجة فنان كروي يمتع الجماهير بمهاراته وأهدافه وتمريراته. يحمل تلك الصفة حالياً النجم نيمار الذي يعلق عليه المدير الفني تيتي وكل البرازيليين كل الآمال في قيادة منتخب السامبا نحو الوصول إلي منصة التتويج وتعويض فقدان الكأس في نسخة 2014 والتي أقيمت بالبرازيل. بملك المنتخب البرازيلي أوراقاً أخري رابحة يملكون القدرة علي صنع الفارق أمثال ميراندا وتياجو سيلفا وفيليبي لويس وكاسيميرو وباولينيو وويليان. وكوتينيو وجابرييل جيسوس. يعلم أبناء السامبا جيداً أن المنافس المكسيكي لن يكون لقمة سائغة سيلتهموها سريعاً لاسيما وأن الفريق المنافس يقوده مدير فني كفء هو خوان كارلوس أوسوريو ويجيد التعامل في مثل هذه المواجهات الصعبة. ينتظر أن يطبق الفريق المكسيكي خطته التي نفذها أمام الماكينات الألمانية وحقق بها الفوز وهي احكام غلق الدفاع جيداً وتقليص المساحات الخالية أمام نجوم البرازيل حتي لا يتحركوا جيداً مع الاعتماد علي الهجمات المرتدة السريعة التي يجيدون تنفيذها لتمتعهم باللياقة البدنية المرتفعة. في المباراة الثانية يلتقي منتخبا بلجيكاواليابان للمرة الثانية في المونديال وذلك بعدما لعبا سوياً في نسخة 2002 المونديالية التي استضافتها اليابان بالشراكة مع كوريا الجنوبية ووقتها انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق في الدور الأول. تختلف المواجهة تلك المرة فلابد من فائز وخاسر اليوم فتلك هي مرحلة الاقصاء المباشر ففريق سيكمل مشواره إلي دور الثمانية والآخر سيودع روسيا عائداً إلي بلاده. تصب التوقعات في صالح المنتخب البلجيكي الذي احتل صدارة مجموعته محققاً العلامة الكاملة ثلاثة انتصارات بينما خدمت قواعد التأهل المنتخب الياباني الذي صعد إلي دور الستة عشر عبر قاعدة اللعب النظيف وبسببها حرم منتخب السنغال من التأهل لأنه أي السنغال كان أكثر حصولاً علي البطاقات الصفراء. يمتاز الفريق البلجيكي الذي كانت أفضل نتائجه بالمونديال الحصول علي المركز الرابع في نسخة 1986 بامتلاكه مجموعة من اللاعبين أصحاب المهارات والقدرات الكروية المتميزة مما جعلهم ينجحون في جذب الأنظار إليهم بقوة وتصاعد التوقعات بامكانية صعود بلجيكا إلي المباراة النهائي في أول مرة بتاريخهم الكروي لاسيما مع توالي خروج القوي الكروية التقليدية من المونديال في مقدمتهم ألمانيا والأرجنتين. يقود كتيبة البلجيك الطامحة في الوصول إلي أبعد مدي النجم إيدن هازارد ومعه كل من القاطرة البشرية المهاجم لوكاكو وكيفن دي بروين وميرتينيز وتوماس مونيير وكاراسكو واكسيل فيستل.