رؤية ثاقبة، وجهود دؤوبة للقيادة السياسية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للارتقاء بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، وقد توجت هذه الجهود بتحول غير مسبوق في القطاع مع اقتراب إطلاق خدمات الجيل الخامس 5G للاتصالات، مما يُرسّخ مكانة مصر كمركز إقليمي رائد في هذا المجال الحيوي. ويُمثل إطلاق وتوسع تقنية الجيل الخامس (5G) للاتصالات في مصر، علامة فارقة في مسيرة التنمية الرقمية للبلاد، خاصة وتدشن هذه التقنية، آفاقًا واسعة للابتكار والتقدم في مختلف القطاعات الحيوية، وتعد قفزة نوعية في جودة الحياة، والخدمات المقدمة للمواطنين. - الجيل الخامس 5G والاقتصاد القومي وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن إتاحة تقنيات الجيل الخامس، ستنعكس بالإيجاب على الاقتصاد القومي وعلى ترتيب مصر بالمؤشرات الدولية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية في تعزيز البنية الرقمية للدولة. وأضاف وزير الاتصالات، أن تقنيات الجيل الخامس سيكون لها بالغ الأثر على تحقيق التحول الرقمي حيث تُتيح شبكات الجيل الخامس سرعات فائقة من شأنها دفع عملية التحول الرقمي وتحقيق رؤية مصر لأهداف التنمية، كما تُعتبر تقنيات الجيل الخامس عاملًا محوريًا في تعزيز وتوسيع خدمات إنترنت الأشياء، والذي يعد من أهم ركائز الثورة الصناعية الرابعة، حيث يتيح تشغيل منظومات المدن الذكية، والخدمات الرقمية بقطاعات الدولة المختلفة. هذا وبلغ إجمالي قيمة تراخيص تشغيل شبكات الجيل الخامس !5G للهاتف المحمول الممنوحة للشركات الأربع حوالي 675 مليون دولار مقابل تراخيص الجيل الخامس وتجديد رخص الأجيال السابقة، لمدة 15 عامًا دون منح أحياز ترددية جديدة، وذلك بعد أن شهد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت، توقيع منح رخصة تشغيل خدمات الجيل الخامس للهاتف المحمول، بين الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والشركة المصرية للاتصالات، فى يناير الماضى. - شبكات الجيل الخامس 5G مقابل الرابع 4G وتتفوق تطبيقات شبكة الجيل الخامس 5G على سابقتها الرابعة 4G بوضوح، خاصة ويوفر الجيل الرابع 4G سرعات تصل لجيجابت واحد في الثانية، بينما يقدم الجيل الخامس 5G سرعات تتراوح بين 10-20 جيجابت في الثانية، أي أسرع بما يصل إلى 20 ضعفًا. كما أن زمن الاستجابة في 4G يبلغ 50 مللي ثانية، مقابل 1 مللي ثانية فقط في 5G، وهو فارق هائل يتيح استجابة شبه فورية. - قدرات فائقة وتطبيقات ثورية شبكات الجيل الخامس، تتفوق أيضًا من ناحية سعة الشبكة، حيث تدعم ملايين الأجهزة لكل كيلومتر مربع، بينما تقتصر الرابعة على الآلاف فقط، وهذا الدعم الواسع يجعلها مثالية لانتشار تطبيقات إنترنت الأشياء (IoT) على نطاق واسع. هذا وتمكن شبكات الجيل الخامس 5G من دعم تقنيات مثل الواقع الافتراضي (VR)، والذكاء الاصطناعي (AI) بشكل أفضل، في حين تقتصر شبكات الرابعة 4G على الاتصالات الأساسية والفيديوهات. كما تتميز شبكات 5G بسرعات تنزيل مذهلة تفوق سرعات 4G بكثير، مما يتيح تحميل الملفات الضخمة وبث الفيديوهات عالية الدقة بشكل فوري. وإلى جانب السرعة الفائقة، تتميز شبكات 5G بزمن استجابة أقل بكثير، مما يجعلها مثالية للتطبيقات التي تتطلب استجابة فورية مثل الألعاب عبر الإنترنت والواقع الافتراضي. - آفاق جديدة للابتكار وتفتح هذه الميزات الرائعة التي تقدمها شبكات الجيل الخامس 5G أفاقا جديدة للابتكار والتطور في العديد من المجالات، بما في ذلك المدن الذكية، خاصة وتستخدم شبكات 5G لتوصيل أجهزة الاستشعار، والكاميرات الذكية، لتحسين إدارة الموارد الحضرية. هذا بالإضافة إلى القطاع الصناعي، حيث يمكن ل 5G تمكين المصانع الذكية والروبوتات الصناعية، هذا إلى جانب تطبيقات الرعاية الصحية، فيمكن استخدام 5G في الجراحات عن بعد وتقديم الرعاية الصحية عن بعد، كذلك السيارات ذاتية القيادة، حيث تعتمد السيارات ذاتية القيادة على الاتصال بالشبكة بشكل مستمر لاتخاذ القرارات في الوقت الحقيقي. وعلى الرغم من أن الأجهزة المتوافقة مع 5G تكون أغلى ثمنًا في البداية، إلا أن الفوائد التي تقدمها تفوق التكلفة، ومن المتوقع أن تنخفض أسعار الأجهزة تدريجيًا مع زيادة الطلب. وختامًا، تمثل شبكات الجيل الخامس 5G قفزة نوعية في عالم الاتصالات، وتفتح الباب أمام العديد من التطبيقات، والخدمات الجديدة، التي ستغير حياتنا اليومية. اقرأ أيضًا | «حروب ذكية».. هل تمثل «الدرونز الزراعية» الصينية تهديداً لأمريكا؟