اعتقدنا ذات وقت ان الأمور قد عادت لطبيعتها وأن الجمهور استوعب درس حرمانه من المدرجات ومن مباريات فريقه المهمة وغير المهمة. اعتقدنا بعد طوال هذه السنوات أننا وضعنا أيدينا علي العلاج الشافي للمرض اللعين الذي كنا نعاني منه وتعاني منه ملاعبنا والذي يسمي بالشعب الذي يعكر صفو هذه الملاعب ويطرد علينا حياتنا الرياضية. أن ما حدث في مباراة الأهلي ومونانا في بطولة أفريقيا يجب ألا يعامل بمثل التعاملات من أحداث مماثلة سابقة بحرمان الجمهور أكثر مما هو عليه الآن من حضور المباريات.. فالواضح ان هذه العقوبة ماعادت تجدي.. لأنه عندما يعود.. يعود بنفس قوة الانتقام وإثارة الفتنة.. فلا تأدبت الجماهير ولا استوعبت. لا أقصد كل الجماهير ولكن هناك من يحرك تلك العناصر المشاغبة في الوقت المناسب الذي يري انه سيصيب في مقتل.. لذا فلم يجد سوي تلك الفترة الدقيقة التي تمر بها البلاد استعدادها لإجراء الانتخابات الرئاسية ومع اقتربنا من كأس العالم التي عدنا إليها بعد غياب أكثر من ربع قرن لتكون إحدي الضربات في قلب الرياضة. لا يجب منع اللعب علي ستاد القاهرة.. والذي شهد عودة الشغب بوجهه القبيح.. وكنا قد نسيانه بعد المشاهد الجميلة والصورة الرائعة لجماهيرنا الوفية بحق في مباريات المنتخب بالذات.. وأيضا في المباريات الحساسة للأهلي والزمالك في بطولة افريقيا تلك المباريات التي كانت سببا في مطالبتها بإعادة الحركة للملاعب عن طريق الجمهور وهو ما تم الاتفاق عليه.. ثم تنفيذه بأعداد محدودة في مباريات الدور الثاني الدوري. ما حدث في مباراة الأهلي ومونانا ما كان إلا تشوها بل تلطيخا للصورة الجميلة في المباريات الكبري.. رغم ان المباراة نفسها لم تشهد ما يستدعي ان يحدث فيها ما حدث الأهلي فائز والأهداف مريحة والمباراة سهلة وكل شئ مثالي فلماذا ماحدث؟هذا مايجعلنا نقول بأن هناك من يتلاعب ويحرك المشاغبين في هذا الوقت ..مثلما فعل من قبل في مباريات حد صعبة مستغلا عصبية وتعصب قلة من الجماهير وكان من نتيجته احداث بورسعيد. لن نلقي باللوم علي الألتراس ليس لأنهم أعلنوا عدم تحملهم مسئولية ماحدث وبرأوا أنفسهم منها..ولكن لأنه ليس هناك مايدعوهم لتحطيم وتكسير كراسي.. لأن ماحدث من شغب الهدف منه ليس الكراسي ولكن كما قلت انتقام وإثارة فتنة.. ومحاولة تحطيم قوانين وضعناها وأردنا تنفيذها بحذافيرها . العقوبة لا يجب ان تطول الجماهير والاندية أو ان تعيدنا للخلف او حتي توقفنا في مكاننا دون أن نتحرك خطوة للإمام.. لأنهم -من فعلوا ذلك- يريدوننا هكذا خائفين من عودة الجمهور لتكون رسالة لكي يصطاد في الماء العكر بأن الحياة "ليست بمبي" كما نراها وأن هناك أشياء خطأ فيها ويريدون تحطيم أفكارنا معها. يجب أن تكون العقوبة رادعة وضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه وحاول تعكير صفو رسالتنا.. يجب ان يستمر اللعب علي ستاد القاهرة وعلي كل ملاعبنا وألا تقتصر المباريات المهمة التي ستقام بجمهور علي ملاعب القوات المسلحة فقط حتي يعود المشجع إلي الملاعب وتعود حياتنا الطبيعية إلي طبيعتها وألا نجعلهم يحققون مايريدون بالاستمرار في حالة الجفاء.. لأن الخاسر في النهاية هو كرة القدم.