لم يكن الفوز الذي حققه فريق الكرة بالنادي الأهلي علي الترجي التونسي في عقر داره والذي منحه كأس أفريقيا للمرة السابعة هو فقط الفائدة التي عادت علي بطل القرن ولكن هناك مكاسب كثيرة أحرزها هذا الفوز للأهلي وللكرة المصرية محلياً ودولياً. بداية اريد ألا أتحدث عن النتيجة التي حققها الأهلي فقط فهي في نظري أقل ما كان يجب أن يحدث أمام الأداء والمستوي الراقي.. المرتفع.. العالي الذي قدمه الفريق.. ولم يظهر هذا المستوي في شوط واحد كما تعودنا في مرات سابقة سواء الشوط الأول أو الثاني ولكن كان علي مستوي الخمس والتسعين دقيقة بظهور لاعبي الأهلي مرده علي أرض رادس وأرغموا جمهورها علي تأييده وتشجيعه رغماً عنهم وهم يشاهدون فريقهم لا حول له ولا قوة أمام المارد المصري العملاق.. لكن كان المكسب الأساسي والرئيسي الذي كان أولا وراء الفوز وثانيا وعاشراً هو الذي أعاد الاحترام للكرة المصرية.. وأعاد لها مكانتها بين دول وأندية القارة من جديد وجددت للأهلي لقب بطل القرن وأحق من يمثلها في بطولة العالم للأندية.. ثم والأهم أعاد تصنيف الكرة المصرية زعيمة للقارة. واكدت أن الفرعون المصري عندما يستفيق فإن أحداً لا يستطيع الوقوف في وجهه. لقد أطاح فوز الأهلي علي الترجي في تونس بكل استعداد فريق وجماهير وخطط مدربه نبيل معلول وغروره حتي بأنه أشرك لاعباً غير جاهز ليؤكد أن فريقه قادر علي كسر الأهلي بلاعب مصاب.. أقول لقد ذكرني ما أحدثه الأهلي علي ملعب رادس بتحطيم الجندي المصري لخط بارليف الذي أوهمونا أنه الجيش الذي لا يقهر وأنه الخط الذي لا يمكن عبوره واختراقه.. نفس الموقف الذي أحدثه الأهلي في عقر دار الترجي وفي بلده الشقيق ليقضي علي غرور معلول وتهديداته. ثم جاء أول ثمار إنتفاضة الأهلي وأدائه الاسطوري وفوزه الكاسح بأن تعلن رئاسة الجمهورية أعلي مسئولية في الدولة السماح بعودة نشاط كرة القدم في أي وقت يحدده اتحاد الكرة بعد أن اطمأنت أعلي سلطة في البلاد أنه في الامكان عودة نشاط الكرة بلا خوف أو تردد بعد أن منحهم الأهلي الثقة في اللعب وعدم الخوف من أي شغب يمكن ان يعكر الصفو وبعد تعلم الجميع الدرس وذاقوا الحرمان من أداء المباريات ومشاهدتها.. وعرفوا انه بالاصرار والتحدي والتحلي بالأخلاق والتركيز وأداء المباريات من أجل المتعة كما فعل الأهلي يمكن ان يتحقق الاستقرار والأمان وتعود عجلة الإنتاج لذا كان قرار رئاسة الجمهورية بالسماح بعودة الدوري أملا أن تكون كل الأندية مثل الأهلي وكل اللاعبين مثل لاعبي الأهلي الذين صنعوا مجداً لأنفسهم وتاريخاً جديداً للكرة المصرية.