في كل بيت، تبدأ معركة المذاكرة اليومية بين الأهل والأبناء مع بداية العام الدراسي. ورغم أن نية الوالدين دائمًا نابعة من الحرص على نجاح أطفالهم، إلا أن بعض الأساليب الخاطئة في التعامل أثناء المذاكرة قد تأتي بنتائج عكسية، فتزرع في الطفل النفور من الدراسة بدلًا من حبها. وفيمايلي تستعرض لكم بوابة الفجر الإلكترونية أبرز الأخطاء التي يقع فيها الأهل، وكيف يمكن تحويل المذاكرة إلى تجربة إيجابية تنمي شخصية الطفل وتزيد من ثقته بنفسه. التعامل مع الأطفال أثناء المذاكرة: بين الصبر والتحفيز لبناء مستقبل ناجح أولًا: الصراخ والضغط النفسي يظن بعض الآباء أن الصوت العالي أو التهديد وسيلة فعالة لجعل الطفل يذاكر، لكن الدراسات التربوية تؤكد أن الخوف يؤدي إلى فقدان التركيز والذاكرة المؤقتة. الطفل في هذه الحالة لا يتعلم بدافع الحب أو الفهم، بل فقط لتجنب العقاب، مما يقتل شغفه ويجعله يربط المذاكرة بالتوتر. الحل هو استخدام لغة هادئة ومشجعة، والاتفاق على نظام مكافآت بسيط يحفّزه بدلًا من تخويفه. أخطاء الأهل أثناء المذاكرة مع الأطفال: كيف نحول الضغط إلى دعم؟ ثانيًا: المذاكرة في أوقات غير مناسبة كثير من الأطفال يُجبرون على المذاكرة فور عودتهم من المدرسة أو قبل النوم مباشرة، وهما وقتان يكون فيهما العقل مجهدًا وغير مستعد للاستيعاب. الأفضل هو منح الطفل فترة راحة قصيرة بعد العودة ثم تحديد وقت ثابت يوميًا للمذاكرة عندما يكون في حالة نشاط. الاستقرار في المواعيد يساعد المخ على الاستعداد النفسي والعقلي للتعلم. ثالثًا: المشتتات أثناء المذاكرة استخدام الهاتف أو تشغيل التلفاز أثناء المذاكرة يقلل من تركيز الطفل بنسبة كبيرة. كما أن كثرة المقاطعات من الأهل أنفسهم (كالحديث أو الملاحظات المستمرة) تضعف قدرة الطفل على الاستيعاب. من المهم تخصيص مكان هادئ بعيد عن الضوضاء، مع إغلاق الأجهزة الإلكترونية تمامًا أثناء وقت الدراسة. التعامل مع الأطفال أثناء المذاكرة: بين الصبر والتحفيز لبناء مستقبل ناجح رابعًا: المقارنة بين الأطفال من أكثر السلوكيات ضررًا أن يُقارن الطفل بأخيه أو بزميله الذي "يحصل على درجات أفضل". هذه المقارنات تزرع الإحباط وتضعف الثقة بالنفس. كل طفل يملك قدرات عقلية مختلفة وأنماط تعلم متنوعة، ودور الأهل هو اكتشاف ما يناسب طفلهم لا الضغط عليه ليكون مثل غيره. خامسًا: التركيز على الحفظ دون الفهم يخطئ بعض الآباء في إجبار الطفل على الحفظ السريع بدلًا من الفهم التدريجي، ظنًا أن ذلك يوفر الوقت. لكن الحفظ الآلي يزول سريعًا، بينما الفهم العميق يبقى يفضّل أن يطرح الوالدان أسئلة تساعد الطفل على التفكير، مثل: "لماذا حدث هذا؟" أو "كيف يمكننا تطبيق ذلك في الحياة؟"، مما ينمّي مهاراته العقلية ويجعله أكثر تفاعلًا مع الدرس. سادسًا: إهمال الدعم العاطفي التحفيز النفسي هو الوقود الحقيقي للتفوق الدراسي كلمة طيبة، أو لمسة تشجيع، أو مكافأة بسيطة بعد المذاكرة، يمكن أن تغيّر نظرة الطفل نحو التعليم بالكامل. أما تجاهل مشاعره أو التقليل من إنجازاته فيترك أثرًا سلبيًا يدوم طويلًا. يجب على الأهل أن يتذكروا أن بناء الثقة أهم من جمع الدرجات. سابعًا: غياب القدوة الإيجابية الأطفال يتعلمون بالمشاهدة أكثر من التوجيه، فإذا رأى الطفل والديه يهتمان بالقراءة والتعلم، فسيقلدهما تلقائيًا. أما إذا كان الوالدان يشتكيان من الدراسة أو يسخران من التعليم، فسيكوّن الطفل انطباعًا سلبيًا عنها. لذلك، من الضروري أن يرى الطفل في والديه قدوة في الانضباط والاهتمام بالمعرفة. التعامل مع الأطفال أثناء المذاكرة: بين الصبر والتحفيز لبناء مستقبل ناجح النتيجة: المذاكرة فرصة لبناء العلاقة وليس ساحة معركة المذاكرة ليست اختبارًا لقدرات الطفل فحسب، بل اختبارًا لذكاء الأهل في إدارة العلاقة معه. حين يتعامل الوالدان مع الأمر بهدوء وصبر، تتحول ساعات المذاكرة إلى وقت للتعاون والتقارب، لا إلى مصدر توتر ودموع. إن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالدرجات فقط، بل بالقدرة على تربية طفل يحب التعلم، ويفكر بثقة، ويواجه الحياة بابتسامة.