على الرغم من سماح الأمن بحضور 30 ألف متفرج من جمهور الأهلى مبارة السوبر الإفريقى بين الأهلى والصفاقسى التونسى والأوضاع الأمنية التى تعيشها مصر ليكون أكبر حضور جماهيرى تشهده الملاعب فى القاهرة منذ مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها 72 شخصًا من جمهور الأهلى، فإن ما حدث من أولتراس أهلاوى فى استاد القاهرة تجاه قوات الأمن عقب المباراة تجاوز كل الحدود وبدأت المشكلات من خلال الهتافات المعادية للداخلية وهتافات ضد وزير الداخلية الحالى اللواء محمد إبراهيم ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى. بجانب محاولة بعض المشجعين الاندفاع لأرض الملعب فلاحقتهم قوات الأمن وألقت القبض على عدد منهم قبل أن تنجح فى إخلاء المدرجات وأمام ذلك أصيب 5 ضباط و13 مجندا. واستمرت المعارك خارج استاد القاهرة مع الأمن لتؤكد الأحداث حقيقة واحدة وهى ارتباط الأولتراس بجماعة الإخوان المسلمين ومحاولة إثارة الفوضى والمشكلات فى الشارع المصرى أسوة بفكر الجماعة المنحلة مؤخرا خصوصا مع ارتباط عدد كبير من أفرادها بالقيادات السابقة للجماعة لتبقى رسالة الأولتراس واضحة وهى تشويه صورة مصر من خلال مباراة كرة قدم قارية يراها ملايين المتفرجين فى أنحاء القارة الإفريقية وهى رسالة سياسية بعيدة عن كرة قدم. مع الوضع فى الاعتبار كل التجاوزات التى حدثت منهما فى الأوقات السابقة ومشكلاتهم وأزماتهم التى لا تنتهى فى الفترة الأخيرة وعلى الرغم من الإفراج عن عدد منهم بعد محاولة اقتحام مطار القاهرة والقبض على عدد كبير منهم ومحاولتهم إثارة أزمات مع الأمن قبل نهائى دورى أبطال إفريقيا أمام أورلاند بيراتس الجنوب إفريقى بجانب سفريتهم الخارجية وأزماتهم الأخيرة فى المغرب. وأصبح حضورهم أى مباراة للأهلى تشكل صداعًا وغرامات وعقوبات، ودفع الأهلى ثمن تلك التصرفات الطائشة بعد العقوبات التى وقعها الكاف عليهم بعد مباراة توسكر ثم العقوبات الأخرى التى وقعها بالحرمان من حضور الجماهير مباراتين وغرامة مالية قدرها 30 ألف دولار بسبب خناقة أولتراس أهلاوى وديفلز بالجونة قبل مباراة الأهلى وليوباردز الكونغولى فى الجولة الرابعة بدور الثمانية الإفريقى مما أرهق خزينة النادى التى تعانى بشدة من الأزمة المالية. وأصبحوا -كما هو واضح للجميع- كابوسا مخيفا يعكر صفو الحياة الرياضية الأولتراس عادوا ليزيدوا الاحتقان فى الملاعب المصرية، ويزيدوا الجماهير كرها فيهم ورفضا لوجودهم وهو الأمر الذى ظهر واضحا خلال مباراة الأهلى وتوسكر فى إياب دور ال32 من بطولة دورى أبطال إفريقيا العام الماضى بعدما دفعت الإدارة نصف مليون جنيه تقريبًا لتلفيات ملعب برج العرب التى تركها جمهور الأولتراس من قيامهم بتحطيم الكراسى وإحراق جزء من أرض الملعب بسبب إلقاء الشماريخ مع أول مباراة يعودون خلالها للتشجيع مرة ثانية وتجاوزاتهم ضد الجيش عندما قاموا برفع صورة المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى السابق، وكان السبب الرئيسى فى رفض القوات المسلحة استقبال أى مباراة للنادى الأهلى على ملاعبها ردا على الدخلة التى رفعتها رابطة أولتراس أهلاوى لإهانة طنطاوى لتصبح المشكلات والأزمات مرتبطة بحقيقة واحدة فقط هى الأولتراس. كل ما سبق يؤكد أنهم لا يحبون النادى الأهلى بل يحبون أنفهسم فقط وأن حضورهم المباريات من أجل الانتقام والتشويه وليس لمساندة الفريق لأنه منطقيا لا يوجد جمهور يحب فريقه يلقى الشماريخ داخل أرض الملعب ويحطم المدرجات وهو يعى تماما أن النادى ستوقع عليه عقوبات مالية كبيرة ولم يدرك الأولتراس أنهم السبب فى وفاة 74 مشجعًا داخل ملعب كرة القدم فى واقعة لم تشهدها الملاعب المصرية من قبل.