"لغز يحتاج إلى وقفة".. هكذا رأى طاهر أبو زيد، وزير الرياضة، الصراع بين روابط الأولتراس وقوات الأمن، والذي تجدد اليوم عقب مباراة الصفاقسي والأهلي في كأس السوبر الإفريقي، بعدما ردد أفراد أولتراس أهلاوي هتافات معادية للشرطة، وألقوا زجاجات المياه ومقاعد الإستاد والألعاب النارية والشماريخ على القوات المكلفة بتأمين المباراة، ما أسفر عن إصابة 10 ضباط و15 مجند. أحداث بورسعيد مثلت منحنى جديد في العلاقة بين تجمعات الأولتراس وجهاز الشرطة، الذي تتهمه تلك المجموعات، بالضلوع في أحداث المذبحة، التي أسفرت عن مقتل العشرات من أفرادها. كانت أولى المواجهات بين الطرفين، حينما تجمع الآلاف من أعضاء "أولتراس أهلاوي" أمام النادي الأهلي ينتظرون حكم مذبحة بورسعيد.. "إما القصاص أو الفوضى". وقضت هيئة المحكمة بإعدام 21 متهمًا، وبالسجن المؤبد 25 عامًا ل 5 متهمين، والسجن 15 عامًا ل 10 آخرين بينهم عصام سمك، مدير أمن بورسعيد الأسبق، والسجن 10سنوات ل 6 متهمين، و5 سنوات لمتهمين اثنين، وسنة مع الشغل لمتهم، والبراءة ل 28 متهمًا. حريقا "الجبلاية" ونادي الشرطة، كانا أول الصراع الفعلي بين الجانبين بعد مجزرة بورسعيد، فلم يرد أعضاء الأولتراس أن يمر يوم الحكم 9 مارس مرور الكرام، فأشعل المئات منهم النيران في واجهة العقار الذي يسكن به اللواء محمد إبراهيم يوسف، وزير الداخلية الأسبق، بميدان المساحة، تنديدًا بأحداث "المجزرة" التي حدثت في عهده، فيما أشعل عدد منهم النيران في نادي ضباط الشرطة بالجزيرة، بالقرب من برج القاهرة، وكذلك قاموا بإحراق مقر الاتحاد المصري لكرة القدم بالجزيرة، وتوافدوا على ميدان التحرير، وشارع محمد محمود، وقطعت مجموعة كبيرة منهم شريط المترو بمحطة السادات، وأوقفوا حركة القطارات بعد افتراش القضبان الحديدية. وعقب عودتها للمدرجات لأول مرة منذ مجزرة بورسعيد، جهزت مجموعات الأولتراس لافتات من أجل الدخلة الشهيرة لها في المباريات، تضمنت عدة رسائل موجهة لوزارة الداخلية، في لقاء الأهلي أمام توسكر الكيني، على ملعب برج العرب. هدأت الأوضاع قليلا بين الطرفين عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، إلا أن الأمن كان له رأي آخر، بعدما ألقى القبض على 25 من أعضاء الأولتراس في مطار القاهرة، أثناء تواجد المجموعة لاستقبال فريق كرة اليد بالنادي الأهلي، بعد العودة من البطولة الإفريقية. "مجموعة مشاغبين وخارجين عن القانون".. هكذا رأى الخبير الأمني خالد عكاشة مجموعات الأولتراس، مطالبا الداخلية بتوقيع أقصى عقوبة على المخالفين ومرتكبي العنف. لم يقبل عكاشة، خلال تصريحه ل"الوطن"، التعاطف مع الأولتراس، مبررًا ذلك بقوله: "هو الأمن عمل إيه للأولتراس عشان يعمل الفوضى دي وهما كسبانين الماتش.. الأمن معملش تجاوزات عشان يحصل كل ده"، مضيفًا أن "بيان الداخلية يحمل رؤية مختلفة للتعامل مع مجموعات الأولتراس، وخصوصًا ألتراس أهلاوي". ويرى الخبير الأمني أن أفراد الأولتراس يرتكبون جرائم جنائية تستوجب أقصى عقوبة عليهم، مشيرًا إلى أن أزمة اليوم ستبعد التفكير مجددًا في عودة الجماهير للملاعب.