تنشر "الشروق" تفاصيل التمثال الضخم للملك أمنحتب الثالث، الذي أُعيد نصبه أمام الصرح الثاني لمعبد ملايين السنين الخاص به، بالقرب من تمثالي ممنون الشهيرين، في مشهد يعيد إلى المكان هيبته التاريخية. ونظمت منطقة أثار مصر العليا في الأقصر احتفالية رسمية للإعلان عن عودة التمثال إلى النور، بعد أن ظل مدفونًا تحت الأرض لما يقرب من 3 آلاف عام، في حدث يعكس عظمة الحضارة المصرية وقدرتها المتجددة على إدهاش العالم. يضم معبد ملايين السنين للملك أمنحتب الثالث بالبر الغربي في الأقصر تمثالين جالسين ضخمين للملك، -أحدهما التمثال الذي تم الإعلان عنه اليوم والثاني غير مكتمل كليا- أقيما عند بوابة الصرح الثالث للمعبد، ويتميزان عن غيرهما من التماثيل العملاقة التي تعود إلى عصر حكمه بكونهما منحوتين من حجر الألباستر المصري، المستخرج من محاجر حتنوب في مصر الوسطى. ويُعد التمثالان حالة فنية فريدة، إذ جرى استكمال بعض أجزائهما بقطع نُحتت بشكل منفصل، ثم ثُبتت في الكتلة الرئيسية باستخدام نظام دقيق يعتمد على الانزلاق والتعشيق. وأُقيم كل تمثال على قاعدة من الألباستر، شُيدت فوق أساس سفلي من كتل الجرانيت الضخمة، نُقشت عليها نصوص تحمل اسم المعبد والمحجر الذي استُخرج منه الحجر. وتعرض التمثالان لدمار كبير عقب زلزال عنيف وقع نحو عام 1200 قبل الميلاد، ما أدى إلى سقوطهما وتحطم أجزاء منهما وتفرق كتل قواعدهما، حيث أُعيد استخدام بعض هذه الكتل في معبد الكرنك، قبل أن تُسترجع لاحقًا وتُدمج ضمن القواعد الحديثة الحالية. ويبلغ الارتفاع الإجمالي للتمثال الشمالي، شاملًا القاعدة، نحو 14.5 متر، بينما يصل ارتفاع التمثال الجنوبي إلى 13.6 متر. ويظهر الملك أمنحتب الثالث جالسًا، ويداه مستقرّتان على فخذيه، مرتديًا غطاء الرأس "النمس" يعلوه التاج المزدوج، وتنورة ملكية ذات طيات، ولحية احتفالية مخططة، وذيل الثور التقليدي. وترافق التمثالين تماثيل لأفراد من الأسرة الملكية، حيث تقف الزوجة الملكية العظمى "تي" بجوار الساق اليمنى للملك، مرتدية ثوبًا طويلاً ضيقًا وتحمل رموزًا ملكية مميزة. كما يظهر في التمثال الجنوبي عدد من العناصر الرمزية المرتبطة بالملكة، في حين كان يوجد قديمًا تمثال للملكة الأم "موت إم ويا" بجوار الساق اليسرى للملك، إلا أنه تهدم مع مرور الزمن. ولا تزال بقايا ألوان أصلية، من الأحمر والأصفر، واضحة على بعض تفاصيل التماثيل، لاسيما تسريحات الشعر والقلادات والزخارف، فضلًا عن مشاهد "السماتاوي" التي تزين جوانب العرش، في دلالة رمزية على توحيد أرضي مصر العليا والسفلى، ما يعكس ثراء الفن والنحت في عصر الدولة الحديثة.