شغب الجماهير في ملاعب كرة القدم المصرية هذا الموسم اصبح صداعا في رأس الرياضة المصرية.. فهو يستنزف أموال الأندية لصالح اتحاد كرة القدم ويضر فرق الأندية الشعبية في الحرمان من اللعب علي ملعبها وبدون جماهيرها.. ورغم العقوبات المغلظة ضد الفرق.. إلا أن شباب الألتراس بالأندية يصر علي الاستمرار وتحدي قرارات لجنة المسابقات. في السبعينات كانت أقصي درجات شغب الجماهير تأتي من خلال الهتاف الجماهيري.. شيلوا الرف » وكان هذا الهتاف يمثل استهجان واستياء الجماهير من قرارات الحكم.. ولم تشهد فترات السبعينات والثمانينات والتسعينات حوادث شغب جماهيري إلا في مرات قليلة لا تتعدي أصابع اليد الواحدة منها إلقاء حجر علي عمر عبدالله لاعب المحلة من جمهور الزمالك وتم إلغاء المباراة لصالح الاتحاد 2/صفر.. وفي بورسعيد ألقت الجماهير كراسي وزجاجات في الملعب بعد إحراز نصر إبراهيم هدفا للزمالك.. وهكذا لم تكن المدرجات مصدر قلق للأمن والاتحاد والأندية والإعلام.. ولكن في السنوات الأخيرة ظهرت الروابط الجماهيرية والألتراس ومعها ظهرت الصواريخ الملونة ثم الشماريخ والعبارات المكتوبة علي اللافتات التي تسئ للأندية الأخري.. ولكن للشغب حاليا ألوانا وأنواعا وأشكالا الاعتراضات والاحتجاجات .. حتي الأفراح.. والانتصارات يواكبها خروج عن النص عن طريق إشعال الشماريخ مع إحراز الأهداف أو الاعتراض علي قرارات الحكم.. ويصاحبها في الأزمات والمشاكل قذف الحجارة مع تحطيم المدرجات والمقاعد واللوائح.. ثم محاولات نزول الجماهير لأرض الملعب والاعتداء علي رجال الشرطة والقوات المسلحة.. ويليها تحطيم أتوبيس اللاعبين ثم إشعال النار في السيارات وتحطيم المحلات واللافتات في الشوارع المحيطة بالملعب وقطع الطرق.. وكلها تصرفات ليس لها علاقة بكرة القدم أو الأخلاق الرياضية. وفي الموسم الماضي وضعت لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم برئاسة عامر حسين بعض العقوبات التي كانت تشمل غرامات مالية علي الأندية التي تقوم جماهيرها بأعمال شغب وهي غرامات متضاعفة.. ولكنها كلها عقوبات مفيدة لخزينة اتحاد الكرة وتستنزف اموال الأندية.. وفي الموسم الحالي تم وضع عقوبات متصاعدة منها غرامات مالية ثم نقل مباراة خارج الملعب ومباريات بدون جمهور مع غرامات مالية.. وهي عقوبات لا تصدر إلا من الأندية الشعبية صاحبة الجماهيرية.. لأن أندية الشركات ليس بها جمهور.. لذلك تعرضت أندية الأهلي والزمالك والاسماعيلي والمحلة والمصري لعقوبات متنوعة.. ورغم كم العقوبات المالية ونقل المباريات خارج المحافظة للأندية.. إلا أن الجماهير لديها إصرار وتحد شديد في الاستمرار في إشعال الشماريخ والصواريخ والهتاف ضد الحكام واتحاد الكرة وسب الأندية المنافسة وكأنها تتعمد استنزاف خزينة انديتها فالمشجع لن يدفع مليما من جيبه.. ولا يخسر شيئا بنقل مباراة خارج الملعب.. ولا يهزه إقامة مباراة بدون جمهور لدرجة أن جماهير الأهلي والزمالك كتبت لافتات أنهم أصحاب المدرج ولن نكون مساجين في المدرجات، ونشعلها نارا باستمرار.. كلها لافتات تؤكد إصرار الألتراس والروابط علي الاستمرار في مخالفة تعليمات لجنة المسابقات حتي لو علي حساب أنديتهم. ولكن كيف يتم حل هذه الازمة.. وكيف عالجتها دول أخري؟ في تونس وبعد ثورة الربيع قامت بلعب جميع المباريات بدون جمهور وراحة البال للجميع وأن افتقدت الملاعب إلي الروح والمتعة.. وفي اسبانيا وبعدمقتل طفل بسبب شمروخ تم وضع رقابة صارمة قاسية علي أبواب الملاعب وفي المدرجات فانتهت ظاهرة الشماريخ.. وفي انجلترا وعقب وفاة مئات الجماهير في ملاعب الكرة الانجليزية.. تم عمل حملة قومية ضد شغب الملاعب حتي اختفت تلك الظاهرة نهائيا.. وفي مصر يجب أن لا تكون هناك عقوبات فقط ولكن مطلوب الردع ضد مرتكبي الشغب.