الشغب.. كلمة أصبحت تهدد الملاعب المصرية بعد ان تزايدت في الفترة الأخيرة ولجأت الجماهير إلي استخدام الألعاب النارية والشماريخ بالاضافة إلي العنف تجاه رجال الأمن لحظة دخولها إلي الأماكن المخصصة للجماهير للتصدي للأفراد المثيرين للشغب. مباريات الموسم الماضي شهدت احداث عنف كثيرة وشغب من قبل الجماهير واتلفت منشآت عديدة وأصيب خلالها الآلاف وتم التصدي لبعضها ولكن لم يتم القضاء عليها حتي الآن لضعف اللوائح التي تدير هذه المنظومة من قبل لجنة المسابقات باتحاد الكرة وخلوها من اللوائح التي تعاقب بعض تصرفات الجماهير. وما شهدته مباراة الاهلي الودية أمام كفر الشيخ الاسبوع الماضي من احداث شغب متعددة واشتباكات عنيفة بين جماهير الالتراس الاهلاوي ورجال الشرطة واصابات بالغة من الطرفين آثار تساؤلات عديدة قبل انطلاق الموسم الجديد مطلع الشهر المقبل.. وهل هناك لوائح جديدة للقضاء علي هذه الظاهرة وماهي أسباب عودتها بهذا الشكل من جديد.. الأخبار تفتح »الشغب« وتبحث كيفية القضاء عليه لتنظيم موسم جديد ومشرف للكرة المصرية. عقوبة مشددة يؤكد عامر حسين رئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة أن اعمال الشغب منتشرة في كل الدوريات العالمية بل وبصورة كبيرة ولكننا سنسعي خلال الموسم الجديد للمحاولة للقضاء علي هذه الظاهرة من خلال اللوائح الصارمة والعقوبات المشددة لعقاب ومحاسبة المخطئين والتصدي لكل المحاولات التي تثير الشغب والعنف بالملاعب المصرية.. وقال ان هناك بعض المخالفات لم يكن لها عقوبة مخصصة ولها نسب معينة فكانت تعامل معاملة مخالفات أخري مثل اللافتات المسيئة كانت تعامل معاملة السب والقذف. وأشار إلي أنه تم رفع العقوبات وقيمتها للتشديد عليها وفرض صرامة أكثر علي اطراف اللعبة مشيرا إلي انه تم رفع عقوبة استخدام الشماريخ والألعاب النارية لتكون بدايتها من 05 ألف جنيه وفي حالة تكرارها سيتم اللجوء إلي اللعب بدون جمهور.. كما سيتم تحميل النادي تكاليف اصلاح التلفيات التي احدثها جمهوره بناء علي التقرير الذي سيتم اعداده عقب كل مباراة.. كما تم رفع عقوبة السباب الجماعي من الجماهير حيث تبدأ من 01 آلاف جنيه وفي حالة قيام الحكم بايقاف المباراة لاستمرار الجماهير في توجيه السباب سيتم تغليظ العقوبة إلي 01 ألف جنيه بالاضافة إلي محاربة العنصرية بعد ان تم تخصيص لها نسبة خاصة بعد ان كانت غير متواجدة باللائحة السابقة وكانت تعامل معاملة السب والقذف وستكون عقوبتها بداية من 03 ألف جنيه والمضاعفة في حالة تكرارها وهو ما حدث بالفعل خلال مباراة الاهلي والزمالك الأخيرة بالكأس بعد ان رفعت جماهير الاهلي لافتات ضد جماهير الزمالك تم توقيع عقوبة عليها كما تنص اللائحة وهي 5 آلاف جنيه. وانتقد رئيس لجنة المسابقات قيام مسئولي الاندية بالذهاب إلي اقسام الشرطة واخراج الجماهير المقبوض عليهم بعد قيامهم باعمال شغب لان ذلك سيؤكد لهم انه سيخرجون في أي وقت بعد تدخل مسئولي الأندية. اللوائح ليست كافية ويقول محمود بكر عضو مجلس ادارة اتحاد الكرة السابق ان الجماهير المصرية بمختلف انتماءاتها عندما تجد المناخ المناسب وحينما تشعر بالمعاقبة أو الحساب الفوري تلتزم في اسلوبها وحوارها وهو ما حدث بالفعل خلال مباراة شبيبة القبائل الجزائري والاسماعيلي ببطولة دوري الابطال الافريقي وظهور مشرف لجماهير الدراويش علي الرغم من هزيمة فريقها علي أرضه ووسط جماهيره، انها قامت بتحية الفريق الجزائري وساعدت كثيرا في خروج المباراة إلي بر الأمان خاصة وانها أول مباراة بين الفرق الجزائرية والاحداث التي شهدتها الفترة الأخيرة بين مصر والجزائر في التصفيات الافريقية لنهائيات كأس العالم. واضاف بكر ان الجماهير إذا احست الجماهير بانها إذا تخطت الخط الأحمر سيتم معاقبتها بالشكل القانوني فإنها لن تلجأ إلي ارتكاب أي مخالفات وستخشي من العقوبة. واشار إلي ان الأجهزة الأمنية عليها دور كبير خلال المرحلة المقبلة ولابد من أن تفرض سيطرتها علي جميع اجزاء الملعب بالاضافة إلي أهمية توعية وسائل الاعلام للجماهير بأساليب التشجيع المثالي وأهميته في مساندة فريقه مشيرا إلي ان الانسان المصري يستجيب للتحذيرات ويخشي من العقاب والمحاسبة الفورية ويلتزم بالتعليمات الأمنية. وقال ان اللوائح ليست كافية للتصدي لهذه الظاهرة التي تزايدت في الفترة الأخيرة مشيرا إلي العقوبة الفورية وستتعود عليها الجماهير في وقت سريع. مهمة صعبة يقول الدكتور محمد عامر رئيس نادي الزمالك السابق ان كرة القدم تتميز عن الالعاب الأخري بجمهورها الكبير والغفير ولكن حينما يتحول الجمهور إلي أفة تضر المحبين بالساحرة المستديرة وتقضي عليها. ويرجع إلي ان هذه الظاهرة نشأت لاسباب متعددة أولها ان الأندية تفرض نفسها علي ادارة اللعبة مستغلة قدرتها الجماهيرية الكبيرة لذا لابد من استغلال ذلك بقيام مسئولي الاندية بتوعية الجماهير بأساليب التشجيع المثالي مشيرا إلي انه عندما تولي رئاسة الزمالك عقد عدة جلسات مع رؤساء الروابط الجماهيرية في كل انحاء العالم وتعرضت للنقد كثيرا وعملنا علي الاهتمام بالتشجيع المثالي والالتزام بالمبادئ والأخلاق لانه من الممكن ان يضيف الجمهور إلي فريقه بالتشجيع المثالي وليس العكس. وأوضح د. عامر ان الظاهرة زادت بشكل كبير خلال المرحلة الماضية لما فيها من بعد سياسي حيث ترغب بعض الجماهير في التعبير عن نفسها والتنفيس عما بداخلها وينعكس ذلك علي سلوك الجماهير من خلال حالة الشارع وظروف البلد. كما اوضح ان الظاهرة من الممكن ان ترجع إلي الناحية القبلية حيث تثير الجماهير أعمال شغب كثيرة في المدن البعيدة عن القاهرة مثل بورسعيد والاسماعيلية حيث تعتقد الجماهير ان من الخطأ ان يخسر فريقها وسط ارضه وجماهيره ويأتي فريق من الخارج ويخطف نقاط المباراة الثلاث فيتحول ذلك في حالة الهزيمة إلي شغب واعمال عنف. ويطالب الدكتور محمد عامر أن يتعاون ويتكاتف مسئولو الاندية مع الأجهزة الأمنية ومسئولي اللعبة متمثلين في اتحاد الكرة من اجل التصد لذلك بابلاغ الأجهزة المعنية باسماء وقيادات روابط المشجعين المعروفين للجميع والعمل علي منعهم من الدخول إلي الاستاد بعد الجلوس معهم وتوعيتهم بمخاطر اعمال العنف التي يثيرونها في المدرجات. كما اشار إلي ضرورة معاقبة المخطئين فوريا وعدم السماح لهم بتكرار هذه الأعمال