قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من تعلم لغة قوم أمن مكرهم".. بالتأكيد فإن الرسول عليه الصلاة والسلام.. كان يقصد أن يتعلم العرب لغة الشعوب الأخري حتي يدركوا معني ما يسمعونه ويتقونه إذا كان ضدهم. كذلك لكي يفهم العرب ما يحاك ضدهم عند سماعهم للغة قوم ما.. فهموها وتجنبوا ما يسيء إليهم. هذا هو الواقع الديني لتعلم لغة أجنبية ولكن الذي حدث ان هذه اللغة اصبحت تستخدم في اغراض غريبة فعلا.. اما للمباهاة بأن المتحدث باللغة الأجنبية معناها ان الشخص راق ويجيد اللغات الافرنجية وقد سبق ان كتبت في هذا المكان أكثر من مرة أندد باستخدام اللغات الأجنبية بدلا من لغتنا الوطنية وطالبت بضرورة احترامها بعد أن تكرر استخدام أي لغة اجنبية بمناسبة وبدون مناسبة وبشكل واسع. المحلات التجارية في أي مكان تكتب اسمها باللغة الانجليزية أو الفرنسية بشكل بارز ومضيء ولا تكتب الاسم باللغة العربية.. كأن هذا المحل أجنبي وأصحابه خواجات وايضا زبائنه خواجات وليسوا مصريين أو عربا.. يحدث هذا عندنا في حين ان القوانين في بلاد العالم تلزم اصحاب المحلات التجارية بضرورة كتابة اسمها باللغة الوطنية بشكل بارز ولهم بعد ذلك ان يكتبوا الاسم بأي لغة أخري ولكن الأساس هو اللغة الوطنية ومن المهازل الأخري ما شاهدناه مؤخرا في الشوارع التي تم اعادة رصفها وتجديدها وتطويرها بأن كتبوا علي الأرض كلمة "SLOW" أي ببطء.. كل عدة أمتار وبصراحة لقد توقفت كثيرا أمام هذه الكلمة "الخوجاتي" وتساءلت: ما المقصود بكتابة هذه الكلمة علي الأرض.. فهل هذا الطريق متخصص للأجانب فقط أو ان منفذيه كانوا أجانب والذين قاموا بتطويره وتنفيذه ثقافتهم انجليزية ويجهلون اللغة العربية ولهذا كتبوا كلمة ببطء باللغة الانجليزية حتي يفهمها الناس واعتقدوا بالتالي بأن قادة السيارات لا يفهمون غير الانجليزية. ومن المهازل الأخري أن نجد سيارة قديمة أو متهالكة وقد كتب صاحبها كلمة للبيع باللغة الانجليزية أو الفرنسية وكأن هذه السيارة "التعبانة" سيأتي من الخارج أحد الأجانب خصيصا لمشاهدتها وشرائها. والأعجب ان تنشر بعض الصحف المصرية الناطقة بالعربية اعلانات مختلفة سواء عن وحدات سكنية أو معارض محلية أو...... أو.......... باللغة الانجليزية وكأن قراء هذه الصحف من الأجانب ولهذا هم لا يفهمون العربية.. بصراحة منتهي الاستفزاز خصوصا وان بعض المحطات الفضائية التليفزيونية الخاصة ويمتلكها مصريون وعرب اطلقت اسماء اجنبية عليها.. وكأن الأسماء اختفت من اللغة العربية.. افهم ان نستخدم اللغة الأجنبية عند نشر اعلان ما.. ان يكون موجها إلي طلب وظيفة مثلا لشخص يجيد اللغات ولكن ان يكتب اعلان باللغة الانجليزية عن شقة للايجار أو للبيع فمعني هذا ان صاحب الاعلان لا يريد مصريين. وأنا أعلم ان في مصر قانونا يمنع استخدام اللغة الاجنبية سواء عند تسمية الاطفال أو عند استخدامها في أي أمر من الأمور ورغم هذا الكل يتجاهل هذا القانون. تذكرت هذه المهازل التي تحدث في بلادنا نتيجة الاعتقاد الخاطيء بأن اللغة الاجنبية أهم من اللغة العربية في حين ان العالم احتفل باللغة العربية في الأسبوع الماضي بما فيهم إسرائيل. هم في الخارج يعتبرون اللغة العربية لغة الفصاحة والروعة في البلاغة والنطق والغريب ان في الوقت الذي يحتفل العالم بهذه اللغة نجدها عندنا تواجه كثيرا من مظاهر الاقصاء والابتعاد.. ويبدو ان ذلك مجاملة للغات الأجنبية الأخري. عموما قرأت ان مجمع اللغة العربية في مصر قرر الاحتفال باللغة العربية اليوم السبت وذلك بمناسبة اليوم العالمي لهذه اللغة كما ان منظمة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم في باريس احتفلت ايضا بها. أما عندنا فمن المقرر ان يكرم المجمع عددا ممن يساهمون في نشر الثقافة العربية بلغة عربية سليمة والحقيقة ما أحوجنا نحن إلي الاهتمام باللغة العربية التي هي لغة بلادنا منذ مئات السنين وما أحوجنا بالفعل إلي قانون حماية اللغة العربية لمواجهة هذا النكران الذي ابتدعه البعض ولحمايتها من التلاعب بها والاعتداء عليها.. ولا أدري حقيقة لماذا لا ينفذ قانون التسمية بغير الأسماء الافرنجية؟ المهم.. هو ان تبقي هذه اللغة شامخة يحترمها الجميع خصوصا نحن قبل غيرنا.