أربأ بصلاح عبد المقصود وزير الإعلام أن ينشئ التليفزيون المصري في عهده قنوات لها أسماء أفرنجية، وكأن اللغة العربية لا تسعفنا في اختيار أسماء مناسبة. فقد قرأت أن هناك قناة جديدة تنشأ اسمها NBC ولا أعرف ترجمة هذه الحروف أو ماذا تعني كاختصار لكلمات أخري . لقد ابتدع تلك البدعة أنس الفقي وهو في كل الأحوال لم يكن وزير إعلام محترفا أو مقدرا للغة العربية، فأنشأ قنوات النايل تي في وكلها كان يمكن تسميتها بأسماء عربية، فما الأفضل والأسهل للمواطن العادي أو حتي المتفرج، أن تسمي قناة معينة، النيل للأخبار، أو النايل نيوز !! هل هي غير فزلكة لا معني لها ؟. المفروض والواجب علي التليفزيون أن يكون أداة تنويرية تحافظ علي لغتنا وتحترمها وتقدمها في صورتها اللائقة حتي لا يفلت الزمام ونجد بعد قليل أن الناس هجرت اللغة ولم تعد لغة حية، فاللغات كالكائنات، إذا لم تستخدم وتفعل وتتعامل بحيوية، تفقد عناصر تجديدها وتذبل وربما تموت، وقد حدث ذلك مع الكثير من اللغات. لطالما نادينا، بل صرخنا لإنقاذ اللغة العربية، ودعونا المجمع اللغوي لتفعيل دوره بدلا من الجمود الذي يعيش ونعيش معه فيه. وطالبنا بتفعيل قانون اللغة العربية الصادر في 1958 والذي يلزم الجميع باستخدام لغتنا والحفاظ عليها . الغريب أن مصر هي التي قادت عملية التعريب في المغرب العربي، والآن تهمل مصر هذه اللغة. كتبت منذ أسابيع قليلة عن الفرق بيننا وبين إيران، في الوقت الذي نتخلي فيه عن لغتنا ونواريها خلف اللوحات والأسماء الأجنبية وحتي في إعلانات الصحف التي لا يقرأها الخواجات، نجد إيران تعتز بلغتها ولا تجد لافتات للمحلات أو المطبوعات بادئة أو مفضلة للغة أجنبية، بل الفارسية مفضلة ومكرمة. والعكس عندنا ولا أحد يأخذ علي عاتقه هذه القضية المهمة، بل نجد " العك " في استخدام اللغة والفزلكة في اختراع ألفاظ ما لها معني. لذلك أطالب الزميل صلاح عبد المقصود بأن يكون التليفزيون والراديو وهما أهم وسيلتين إعلاميتين أن يقودا عملية الحفاظ علي لغتنا وألا يكون معولا هادما للغة القرآن.