اللغة والهوية والتنمية محاور المؤتمر السنوي لتعريب العلوم
محيط - علي عليوة
الدكتور محمد يونس الحملاوى تحت عنوان (اللغة والهوية والتنمية) تعقد الجمعية المصرية لتعريب العلوم مؤتمرها السنوي الخامس عشر لتعريب العلوم بدار الضيافة جامعة عين شمس يومى السبت والأحد التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر والأول من شهر جمادى الأول عام ثلاثين وأربعمائة وألف هجريةالموافق الخامس والعشرين والسادس والعشرين من شهر أبريل عام تسعة وألفين ميلادية.
وفي مقابلة مع شبكة الاعلام العربية " محيط " اوضح الدكتور محمد يونس الحملاوي استاذ الحاسبات بكلية الهندسة جامعة الازهر و امين عام المؤتمر أن امتنا تواجه فى الوقت الراهن من التحديات ما لا يمكن التهوين من أمره ليس فقط للحاق بالتطور التقانى العالمى بل لإثبات وجودنا كأمة ذات رسالة حضارية.لافتا إلي أنه لا يمكننا أن نتناسى ما تتعرض له أمتنا من إجتياح واستهداف لمقوماتها بمختلف الوسائل الفكرية والمادية والعسكرية. ولنا فيما يحدث فى غزة الأبية خير شاهد.
واشار إلي أن اللغة العربية تمثل إحدى آليات استنهاض الأمة للقيام بدورها الحضارى غير متغافلين عما للغتنا العربية من خصوصية، ويمثل تفعيل اللغة الصحيحة، فى الحياة العامة والعلمية على حد سواء، مطلباً أساسياً للقيام بهذا الدور، بل وللحفاظ على اللغة العربية فى حد ذاتها. ومن ثَمَّ تنظم الجمعية المصرية لتعريب العلوم مؤتمرها الخامس عشر استمرارًا لأداء رسالتها فى دفع مسيرة التعريب فى مختلف ربوع أمتنا.
واوضح أن المحاورالتي تدور حولها بحوث المؤتمر هي : لغة التعليم والانتماء القومى والهوية القومية.، و اللغة القومية والهوية.، ولغة التعليم العام والجامعى فى المجتمعات العربية وفى الدول المتقدمة.، واللغة والتنمية إقليمياً وعالمياً ، ولغة التعليم وكفاءة العملية التعليمية.، و اللغات الأجنبية واللهجات العامية فى التعليم والمجتمع.
إلي جانب تعليم اللغة القومية واللغة الأجنبية فى الدول المختلفة.، وآليات تفعيل خطة التعريب.، التقنيات الحديثة وتعريب العلوم. ، و دور تعريب العلوم فى الحفاظ على اللغة العربية.، الجوانب القانونية والاقتصادية لمنظومة تعريب التعليم.، والمؤسسات القومية والمدنية وتعريب العلوم.، و اللغة العربية والتوصيف القياسى.
ولفت إلي أن الجمعية كعادتها ستقيم معرضا مصاحبا للمؤتمر للكتب والدوريات والبرامج الحاسوبية العلمية العربية مؤلفة أو مترجمة. وأن الجمعية ترحب بأصحاب دور النشر والمكتبات ومنتجى البرامج ومُسوقيها لعرض منتجاتهم والتعريف بنشاطهم. كما ترحب الجمعية بالهيئات العلمية العربية للتعريف بجهودها فى مجال التعريب.
اعادة العربية لمجدها .
واشارالدكتور الحملاوي إلي أن الدعوة عامة لحضور الجلسات العلمية وان للجمعية موقعا علي شبكة الانترنت لمن يريد متابعة المؤتمر وانشطة الجمعية ويريد المشاركة باوراق او ابحاث لنشرها بالموقع لدعم مسيرة التعريب في الوطن العربي . لافتا إلي أنه للحفاظ على لغتنا العربية تزمع الجمعية المصرية لتعريب العلوم وضع ملفات صوتية (قابلة للتحميل) فى خطوة لا تستهدف الربح على موقع الجمعية الحالى
وعن اهداف الجمعية اوضح أنها تستهدف تفعيل دور اللغة العربية فى المجتمع العربى عامة. وتضع فى أولى أولوياتها أن تكون اللغة العربية هى لغة التعليم الجامعى وقبل الجامعى فى مختلف ربوع أمتنا حفاظاً على هويتنا ورفعاً لكفاءة العملية التعليمية بهدف تنمية الأمة.
ونبه إلي أن الجمعية تقوم بعقد المؤتمرات والندوات بالمشاركة مع الهيئات العلمية المختلفة بهدف إيضاح الحقائق حول قضية التعريب. كما تقوم الجمعية بتناول مفردات قضية التعريب بالبحث والدراسة ونذكر منها الهوية والأرقام العربية والرموز العلمية والتوصيف القياسى للحروف والأرقام والرموز العربية وغيرها من مفردات قضية التعريب .
واضاف بأن الجمعية المصرية لتعريب العلوم تدعو كل المهتمين والقادرين علي تاليف كتب القراءة والمطالعة المقررة على طلبة التعليم العام (الابتدائى والإعدادى والثانوى) فى مختلف دولنا العربية باللغة العربية ان يرسلوا لها اسهاماتهم حتى نوفر للمدرس وللطالب نصوصاً عربية مقروءة قراءة صحيحة.لافتا إلي أن الجمعية تأمل فيمن يمكنهم المساهمة فى هذا المشروع الاتصال بها لترتيب العمل فى هذا الجهد الطوعى الذى نعتقد أنه قد يساهم فى إصلاح اللسان المعوج فى وطننا العربى.
الترجمة العلمية وتعريب العلوم
ونبه الدكتور الحملاوي إلي أن أمتنا العربية لايمكن أن تعودإلي سابق مجدها الحضاري الا بالعودة إلي سيادة العربية علي ارضها ، ولا يتناغم هذا المستهدف مع الوضع العلمى والتنموى فى منطقتنا العربية حيث تزاحم اللغات الاجنبية اللغة العربية في معاهد التعليم خاصة الجامعي علي حساب اللغة الام حتي بعد ان ثبت علميا ان التعليم الجامعي هبط مستواه ومستوي خريجية بسبب ذلك ونسي القائمين علي هذا التخريب التعليمي أن اللغة تمثل أحد آليات استنهاض الأمة للقيام بدورها الحضارى غير متغافلين عما للغتنا العربية من خصوصية.وان كل دول العالم تدرس المناهج العلمية والتقنية بلغاتها الام وليس باللغات الاجنبية ويمثل تفعيل اللغة فى الحياة العامة والعلمية على حد سواء مطلباً أساسياً للقيام بهذا الدورالحضاري المنشود ، بل وللحفاظ على اللغة العربية فى حد ذاتها.
ولفت إلي أنه من المفيد الإشارة إلى أن مختلف الدراسات التربوية ودراسات التنمية التى عالجت تأثير بنية المجتمع على تقدم الأمم تصب فى أحقية اللغة القومية فى أن تكون هى الوعاء الوحيد لمختلف مناشط المجتمع. ولا يعنى هذا انغلاقاً ومجافاةً للغات الأخرى بل على العكس يعنى ذلك وضع الأمور فى نصابها الصحيح من حيث كون اللغة القومية وعاءًا وحيداً لمختلف مناشط المجتمع وكون اللغات الأجنبية أدوات اتصال مع الثقافات والحضارات الأخرى.
وشدد علي أنه بات واضحاً أن أمتنا تواجه فيما تواجه من تحديات التحدى اللغوى المتمثل فى طغيان اللغة الأجنبية على لغتنا العربية الأم، ومحاولة التوسع فى استخدام اللغة الأجنبية على حساب اللغة العربية بدعوى الظن أن هذا هو السبيل إلى ملاحقة العصر بعلومه وتقنياته ومتطلبات حاجة السوق العالمى من خلال مهارات لغوية عالية. ومن هذا المنطلق يتطلب الأمر أن يتداعى كوكبة من علماء الأمة ومفكريها لمناقشة هذا الموضوع من جميع زواياه، واضعين مصلحة الأمة هدفاً أعلى.
ودعا إلي ضرورة نسليط الضوء ونركيز التفكير على واقع قضية الترجمة العلمية وتعريب العلوم، لفهم هذا الواقع واقتراح خطوات إجرائية محددة لحل قضية استخدام اللغات الأجنبية كوسيط تعليمى والتى يتفرد بها العالم العربى. ونأمل أن نصل إلى آليات عملية يمكن أن تقوم بها جامعاتنا العربية لحل هذه القضية وتقديم بعض الإجابات العلمية لما يثيره المؤتمر من أسئلة حول موضوعه، بحيث يمكن تنفيذ تلك الإجابات من المشاركين فيه وتقديم تلك الإجابات إلى المسئولين عن أمور اللغة العربية واللغات الأجنبية فى الوطن العربى، بهدف الخروج بخطة عملية وميثاق شرف بين المشاركين لدفع جهود تعريب العلوم التطبيقية والتقنية فى مختلف ربوع وطننا العربى.
واشار إلي أن النقاش داخل المؤتمر سيشمل وسائل تفعيل حركة ترجمة الكتاب الجامعى فى الوطن العربى والتأليف باللغة العربية ما لها وما عليها ولماذا أهملت الترجمة العلمية ولماذا أهمل تأليف الكتب العلمية بالعربية، و التعليم باللغة الأجنبية فى التعليم العام والتعليم الجامعى: كفاءته النسبية مقارناً بالتعليم باللغة القومية وأثره على الهوية والتنمية.، و التجارب الحديثة لتعريب العلوم (الخطوات والمعوقات) و حالات الجزائر والسودان وسوريا والعراق.، و تجارب الدول المختلفة فى تعليم اللغة الأجنبية.
وسيشمل النقاش ايضا حركة الترجمة فى بعض الدول المتقدمة: دروس مستفادة.و اللغة العربية فى الجامعات العربية: الخليج كدراسة حالة، والتعاون العربى فى مجال تعريب العلوم وترجمة وتأليف الكتب العلمية بالعربية: المعوقات وكيفية التغلب عليها.،الاستفادة من التقنيات الحديثة فى تعريب العلوم.، تعريب الدوريات العلمية، مساهمة المؤسسات المدنية فى تعريب العلوم.، وتعريب العلوم والبحث العلمى.
خطة عمل مبدئية
وطالب بتضافر الجهود لدفع مسيرة التعريب من خلال الخطة المقترحة التالية والتي تهدف إلى الإجابة على التساؤل التالى: لمن نتوجه وبم نبدأ؟؟ كما تسير الخطة على محورين رئيسيين أولهما التعريب: ولنبدأ بتعريب التعليم حيث سيتبعه تلقائيا تعريب كل ما يتعلق بالحياة العامة، وثانيهما اللغة العربية: ولنبدأ بالتوازى بالارتقاء بممارستنا للغة العربية.
وقال : حينما نتحدث عن تعريب التعليم فإننا نشير إلى التعليم قبل الجامعى وإلى التعليم الجامعى من طب، هندسة، صيدلة، تجارة... الخ، وفى خطتنا الحالية فإن البدء بالطب والهندسة لكونهما أكثر العلوم مقاومة للتعريب قد يكون من المستحبات. وقناعتنا أنه إذا ما تم تعريب الطب والهندسة فستسير بقية العلوم على نفس المنوال. وليكن ذلك من خلال تعريب الكتب ومستخلصات البحوث والمجلات العلمية والبحوث والنشرات العلمية
واضاف بأنه نظراً لتوفر قدر مقبول من الكتب العلمية بالعربية تغطى مختلف مناحى الدراسات الجامعية الأولى (فى سوريا على سبيل المثال) والدراسات قبل الجامعية (فى مختلف البلدان العربية) ونظراً لصعوبة البدء بتعريب غير ذلك من الكتب ولرغبتنا فى التوجه نحو هدف واقعى وغير مستحيل.. يمكن البدء بتعريب البحوث ومستخلصات البحوث والنشرات العلمية دون أن يغيب عن بالنا تعريب الكتب العلمية. وسيكون من ضمن ما يجب فعله فى هذا المجال الحصول على الكتب العلمية المنشورة بواسطة الهيئات القومية والوطنية فى مختلف بلداننا العربية ونشرها (بعد موافقة الجهات صاحبة حقوق النشر) على شبكة المعلومات العالمية كى يتمكن الكافة من الاستفادة من تلك الثروة العلمية. وبهذا نكون قد وضعنا أيدينا على خطوة عملية نحو الهدف...
ولفت إلي أنه لا يكفى الحصول على الكتب العلمية العربية وترجمة غيرها من الكتب والبرمجيات والبحوث إلى العربية وتحفيز الكافة للكتابة بالعربية فى تحقيق التعريب بل يلزم الترويج للقضية من خلال خلق سوق يستوعب تلك المواد المعربة.