التصريحات التي أدلي بها السفير أحمد أبو زيد. المتحدث باسم وزارة الخارجية. لقناة اكسترا نيوز. تشير إلي أن أزمة سد النهضة الأثيوبي أصبحت تمثل مأزقاً أمام مصر وأثيوبيا. فقد ذكر أبو زيد أن وزير الخارجية سامح شكري يعتزم زيارة أديس أبابا "هذا الأسبوع". للقاء نظيره الأثيوبي. من أجل طرح أفكار محددة حول كيفية تجاوز "المأزق الحالي" في المسار الفني. معرباً عن أمله في تجاوب الأثيوبيين مع الأفكار التي سيتم طرحها. للخروج من هذا الوضع. والحقيقة أن مصر. تتبع سياسة "النفس الطويل" في تعاملها مع أزمة سد النهضة ولا تسعي للتصعيد مع الجانب الأثيوبي. باعتبار أن العلاقات المصرية الأثيوبية هي علاقات مصيرية. بحكم الجغرافيا والتاريخ والمصالح المشتركة. ولعل أهم هذه المصالح تكمن في نهر النيل الذي يربط بين البلدين. والذي لولاه لما كان لمصر وجود في هذا المكان من العالم. وربما كانت مقولة المؤرخ اليوناني هيرودوت "مصر هبة النيل" تجسد هذا المعني. منذ أكثر من خمسة قرون قبل ميلاد المسيح عليه السلام. ومن بين تصريحات أبو زيد. تأكيده علي أن قضية "سد النهضة" تمثل تحدياً كبيراً يواجه الدولتين. فهذا الملف يمثل أولوية لأثيوبيا فيما يتعلق بمصالحها في مجال التنمية الاقتصادية. وأولوية لمصر أيضاً نظراً للتأثير المحتمل للسد علي موارد مصر المائية. وتأكيده علي أن مصر ليس لديها مصلحة في إعاقة بناء السد بل علي العكس. فإن مصر لديها مصلحة في انشاء السد لكي يعمل وينتج الكهرباء. ولكن بالأسلوب الذي لا يضر باستخدامات مصر في المياه. لأن 100 مليون مصري يعيشون علي هذه المياه. هذا الكلام يؤكد أيضاً أن مصر حريصة علي تحقيق مصالح الأشقاء في أثيوبيا وحقهم في التنمية وتوليد الكهرباء. وفي الوقت نفسه. إذا كان سد النهضة يمثل أحد جوانب التنمية والتقدم الذي تسعي إليه أديس أبابا. فإن المياه تمثل "الحياة" بالنسبة لمصر والمصريين. وأي تأثير بالسلب علي حقوق مصر من المياه سيكون له آثار كارثية علي 100 مليون مواطن يعيشون في دولة المصب. وعلي كل أشكال ومظاهر الحياة في أرض الكنانة. من هنا. تطرق المتحدث باسم وزارة الخارجية إلي القول بأن قضية سد النهضة تمثل تحدياً كبيراً أمام الدولتين. مشيراً إلي أن لدي مصر رؤية واضحة. في حال فشل المفاوضات. لكيفية التعامل مع الملف. ومؤكداً أن لدينا دراسات متكاملة لكافة السيناريوهات المحتملة ولكيفية التعامل مع التحدي إذا ما واجهنا مواقف مفاجئة تتعلق بمسار عمل السد. وأن مصر تتابع العمليات الإنشائية للسد بشكل يومي. مع ذلك. فقد أكد أبو زيد أن المصلحة المشتركة لمصر والسودان وأثيوبيا "تتمثل في استكمال هذه التجربة بنجاح". وهذا الكلام يعني إدراك مصر واستيعابها لمصالح أثيوبيا والسودان. وحرص مصر علي عدم تعكير صفو العلاقات معهما. وفي الوقت نفسه ليس لدينا أدني استعداد للتفريط في حقوقنا من المياه تحت أي ظرف من الظروف. لكن ماذا لو فشلت التجربة. لا قدر الله؟ يجيب المتحدث بقوله: "إذا فشلت التجربة فسيكون لذلك عواقب وخيمة علي مستقبل المنطقة. والانتقال إلي أزمة تؤثر علي استقرار الدول والشعوب". وربما كان الكشف عن ترتيبات لزيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الأثيوبي إلي مصر مؤشراً لأنفراج الأزمة الحالية. والمؤكد أن مصر لن تقف موقف المتفرج في مثل هذه الأزمة التي تمثل تهديداً وجودياً. وهي في الوقت نفسه تؤكد حرصها علي صفاء ونقاء العلاقات والمصالح المتبادلة للشعبين المصري والأثيوبي. ونحن نمد أيدينا للجميع في سبيل تحقيق التعاون المشترك والمصالح المتبادلة. دون تفريط في حقوقنا الواضحة والمحددة وغير القابلة للمساومة. ولعل الرسالة تكون قد وصلت بوضوح للجميع.