ليت فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قد طلب زيارة ميانمار نفسها للتحدث مع المسئولين فيها وعلي رأسهم أونج سان سوتشي رئيسة وزرائها وإقناعهم بالعمل علي حل أزمة مسلمي الروهينجا وعودة مئات الآلاف الذين هاجروا إلي بنجلاديش إلي بلادهم مرة أخري. ولست أشك في قدرة شيخنا الجليل وحكمته ومنطقه علي إقناع مسئولي ميانمار بالتراجع عن موقفهم العدائي لمسلمي الروهينجا الذين يعانون من البطش والقمع والتطهير العرقي وهو الأمر الذي دفع المجتمع الدولي إلي إدانة ميانمار بانتهاك حقوق الإنسان. زيارة فضيلة الإمام الأكبر هذه لو تمت بعد زيارته لمسلمي الروهينجا في بنجلاديش ومعرفة ظروفهم وأوضاعهم والمعاملة اللا إنسانية التي عوملوا بها من قتل وإحراق قراهم وتجويعهم والزج بهم إلي الفرار من أراضيهم.. كل هذا سيكون سلاحًا في يد شيخ الأزهر يقنع به المسئولين في ميانمار بأن هذه الأعمال ليست إنسانية. ويجب أن يغيروا من إجراءاتهم لتكون مسيرتهم متوافقة مع الركب الإنساني والحضاري. وإذا رأي فضيلة الإمام الأكبر من خلال محادثاته مع المسئولين في ميانمار أن تكون هناك وساطة بينهم وبين زعماء مسلمي الروهينجا في "راخين" وهي المنطقة التي يقيم فيها المسلمون فليعمل علي عقد هذا الاجتماع لتتم تصفية الأمور ويعيش الجميع في سلام. هذه الزيارة لو تمت سيكون لها أبلغ الأثر في حل أزمة مسلمي الروهينجا ومنع التنكيل بهم وتعذيبهم وستكون فخرًا لرسالة الأزهر الشريف وعلامة له علي وأد الفتن الطائفية ورفع راية التسامح بين مختلف الديانات لتتفرغ الإنسانية للبناء والتنمية وتنعم الشعوب بالأمن والاستقرار.. وهذا ما نأمله من أزهرنا الشريف. بالأمس قام سيجمار جابرييل وزير خارجية ألمانيا ومارجوت الستروم وزير الخارجية السويدي وفيديريكا موجيريني وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي بزيارة مخيمات اللاجئين من مسلمي الروهينجا في منطقة بازاركوكس ببنجلاديش والاطلاع علي ظروفهم المعيشية في ظل الأزمة التي يعانون منها داخل بلادهم ميانمار. ونحن نريد أن تكون زيارة فضيلة الإمام الأكبر لدولة ميانمار نفسها عملاً يكرس الحق والعدل ولا نشك لحظة في أن نتائج هذه الزيارة ستكون إيجابية. وخلال أيام قليلة في شهر نوفمبر الحالي سيتوجه الدكتور أحمد الطيب للقيام بزيارة تاريخية لمعسكرات لاجئي الروهينجا في بنجلاديش وتفقد أحوالهم وتقديم مساعدات إغاثية ودوائية لهم. وصرح فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر في مؤتمر صحفي بأن الأزهر لم يكن غائبًا عن أحداث ميانمار وأية حادثة تخص المسلمين وغيرهم في شتي بقاع الأرض. وقال إن الدكتور أحمد الطيب التقي سفير ميانمار بالقاهرة خمس مرات للبحث عن حلول لإنقاذ مسلمي الروهينجا. وأن المشيخة عقدت مؤتمرات جمعت كل الأطياف من ميانمار بالقاهرة في مطلع العام الحالي لكن للأسف زاد التنكيل بالمسلمين وتدخل الجيش في عملية التطهير العرقي هناك. أضاف أن الأزهر يوقن تمامًا أن حل جميع المشكلات يكون عبر الطرق السلمية. وأن الأزهر هو أول من تحدث عن مشكلة مسلمي الروهينجا ووضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته. وأنه يقف بقوة مع مسلمي ميانمار حتي تحل جميع المشكلات الخاصة بهم. وسوف تكون زيارة شيخ الأزهر القادمة لها مغزي سياسي وديني وسوف تسلط الضوء علي ما يعانيه مسلمو الروهينجا من اعتداءات ممنهجة. ووجه الدكتور علي النعيمي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمشيخة الأزهر الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية لدعمها إنجاح زيارة شيخ الأزهر لمسلمي الروهينجا في بنجلاديش. ووسط نيران التطهير العرقي التي تكوي أجساد مسلمي الروهينجا طالبت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي السلطات البورمية بوقف هجماتها ضد أقلية الروهينجا المسلمة. والصورة التي بثتها وكالة رويتر لآثار التخريب والمعاناة أن هؤلاء المسلمين يتعرضون منذ عقود طويلة إلي التمييز في بورما التي يدين غالبيتها بالبوذية حيث يمنعون من الحصول علي الجنسية وينظر إليهم علي أنهم مهاجرون بنجاليون. إننا نتساءل: إلي أي مدي يعيش هؤلاء المسلمون في ضنك وسط عجز المجتمع الدولي عن إنصافهم؟!!