كثيرة هي معارك الكرامة التي خاضتها مصر علي مر العصور والتي تثبت أن المصريين يرفضون رفضاً قاطعاً المساس بكرامتهم مهما كانت التضحيات وأياً كان العدو.. وما حدث يوم الثلاثاء الماضي في الواحات كان معركة كرامة جديدة نفذها باقتدار رجال قواتنا المسلحة ورجال الشرطة الأبطال للقضاء علي العناصر الإرهابية الذين استهدفوا رجال الشرطة في طريق الواحات.. لقد أبي شهر أكتوبر.. شهر الكرامة الوطنية أن يمر دون الثأر لشهداء الشرطة الذين سالت دماؤهم غدراً فجاءت عملية الثأر واسترداد الكرامة قبل أن يودعنا شهر أكتوبر بساعات قليلة. لقد نجح جيش مصر العظيم بالتعاون مع رجال الداخلية في تصفية عدد كبير من الإرهابيين في الواحات مع تحرير نقيب الشرطة محمد الحايس دون أي خسائر لتؤكد مصر لعناصر الشر والإرهاب ولمن يمولونهم ويدعمونهم أن يد مصر قادرة علي أن تطولهم ولو كانوا في حصون غير قابلة للاختراق وأن مصيرهم سيكون مثل مصير قتلاهم الذين حاولوا الفرار من النيران كالفئران. ضربات متتالية ناجحة للقضاء علي الإرهابيين شهدتها الأيام الماضية عقب معركة الكرامة والثأر لشهدائنا سواء في سيناء أو في الصحراء الغربية علي الحدود مع ليبيا تؤكد أن الإرهاب في طريقه إلي الزوال وبأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة وبأن الدول الداعمة والراعية للإرهاب فقدت أعصابها وأصيبت بحالة من الجنون بعد أن تيقنت من صعوبة تنفيذ خططهم القذرة ومؤامراتهم الدنيئة للنيل من مصر العصية علي الأعداء أياً كانوا ومهما كانوا. سوف ينحسر الإرهاب بمشيئة الله في شمال سيناء بعد ضبط الحدود مع قطاع غزة والقضاء علي جميع الأنفاق التي يتسلل منها الإرهابيون بمجرد ما تتسلم حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني مسئولية إدارة قطاع غزة طبقاً لاتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم توقيعه مؤخراً في القاهرة بين حركتي فتح وحماس بمباركة مصرية ولعل هذا ما يفسر زيادة النشاط الإرهابي القادم من الحدود الليبية في الآونة الأخيرة بعد إحكام السيطرة علي الحدود مع غزة. إن الضربة الناجخة الأخيرة وتصفية إرهابيي الواحات لا يمكن اختزالها في تحرير النقيب محمد الحايس فقط بل كانت عملية ناجحة لتحرير مصر من حالة الحزن والألم والغضب الذي أصابها من استشهاد رجال شرطتنا البواسل فكانت معركة الثأر والكرامة والأخذ بحق الشهيد.. رحم الله شهداء مصر.