حينما يتدلي لغده. ويطلق جعيره في الهواء الطلق. أو في وجه مذيعة ساذجة أو جاهلة تستضيفه. يظنه المشاهد علي شيء من العلم. ويتوهمه المتابع مفكراً وباحثاً ثبتاً.. وأظنه هو نفسه اعتقد في نفسه شيئاً من هذا العلم والفكر!! الجهلاء لا زيدان هذا وحده متجرئون دائماً علي التحدث في التاريخ والفلسفة والأدب والفن والطبيعة والسياسة.. ويقمعونك قمعاً إذا شئت أن تستوقفهم بالحقيقة. أو تعلمهم روح العلم وما يحمل من تواضع ومن شك. ومن استبعاد لليقين المطلق في كل شيء.. يقمعونك لأنهم حسب تصورهم يملكون "اللغد" الأعظم. والنهيق الأكبر. والكرش الأضخم!! فلم لا يكونون علماء ومفكرين؟! ما الفارق بينهم وبين كامل الشناوي وثروت أباظة مثلاً وقد كانا مبدعين عظيمين. وكانا ضخمي الجسد؟! وبم يمتاز عنهم طه حسين والعقاد وحافظ إبراهيم وقد كانوا جميعاً أصحاب أصوات جهورية؟! بهذه المؤهلات انطلق "زيدان" الممتلئ فراغاً في الآفاق وراح بيقين مطلق يصنف عرابي خائناً والقدس ليست إسلامية ويجرح صلاح الدين الأيوبي والشيء المستقر تاريخياً ليس شيئاً.. حتي إنه قد يخرج علينا يوماً ليؤكد أن الأهرامات الثلاثة لا تقيم وتستقر في الجيزة منذ آلاف السنين. بل مكانها المفضل هو تل أبيب. وما نراه في الجيزة ما هو إلا ظلالها!! قيل للجاهل المهجاس سارق الروايات المطرود من عمله: انطلق في الأرض مشوهاً ومشوشاً للتاريخ والجغرافيا والهوية العربية والإسلامية والوطنية المصرية.. قيل له من الصهاينة: انطلق فانطلق.. فإذا لم ينل جوائزهم الدولية الكبري نال الشهرة والذيوع والتفات الناس إليه: عقلائهم قبل بسطائهم للرد والتفنيد والمجادلة.. وكأن زيدان شيء مذكور. وكأن نهيقه كلام. وكأن لغده هذا لغده فعلاً!!وليس مجرد اسفنجة لو شددتها بأصبعك ستخرج بين يديك!! في كل هذا ليس زيدان المخطئ الوحيد. بل من يظنه علي شيء. ومن يقدم له ميكروفون قناة تليفزيونية ليبتلعه في حلقه. ومن يهبط إلي مستوي الرد الجاد علي ترهاته حتي لو كان العلامة المؤرخ الوطني الكبير الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقي. فأنا ألوم عاصم الدسوقي.. وألوم الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلي للإعلام إذا لم يأمر بإجراء الحوارات مع زيدان في حظيرة الحمير الوحشية بحديقة الحيوان أو في مصحة للأمراض النفسية!!