رئيسا جامعتي الأزهر وكفر الشيخ يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون العلمي وخدمة الطلاب    "الوطنية للانتخابات" تتيح خدمة التعرف على السير الذاتية للمرشحين بانتخابات الشيوخ    الزناتي: قريبا إعلان منظومة صحية بالكشف المجاني لأصحاب المعاشات    الأعلى للشئون الإسلامية يواصل رسالته التربوية للأطفال من خلال برنامج "إجازة سعيدة"    براتب 900 يورو.. آخر فرصة للتقديم على فرص عمل في البوسنة ومقدونيا    محافظ الغربية: أعمال رصف طريق «الشين» - قطور أشرفت على الانتهاء    وزير الإسكان يوجه بالمتابعة الدورية لصيانة المسطحات الخضراء في «الشيخ زايد»    أسعار السمك اليوم السبت 19-7-2025 في الدقهلية    إزالة 38 حالة تعدٍّ على الأراضي أملاك الدولة بالجيزة    عائلات الأسرى الإسرائيليين: على نتنياهو الكف عن التسبب في انهيار المفاوضات    تيسير مطر: مصر والسعودية حجرا الزاوية لتحقيق السلام في المنطقة    قوات العشائر تسيطر على بلدة شهبا بريف السويداء    "يتعلق بأحمد فتوح".. خالد الغندور يثير الجدل بهذا المنشور    عمر مرموش يواجه تحديا قاريا جديدا مع مان سيتي الموسم المقبل    أحمد رمضان يجمع بين تدريب منتخب مصر للكرة النسائية ووادى دجلة    التفاصيل المالية لصفقة انتقال راشفورد إلى برشلونة    المشدد 6 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لعامل بتهمة الاتجار فى الأفيون بسوهاج    "التعليم" تكشف حقيقة تسريب نتيجة الثانوية العامة 2025 من الكنترول    غلق 47 منشأة طبية مخالفة بالبحيرة وإنذار 24 أخرى    "رفضت طريق المخدرات" تفاصيل إنهاء حياة سيدة حامل علي يد زوجها بالمعادي    آحلام توجه رسالة ل آمال ماهر قبل إطلاق ألبومها الجديد    جنات تطرح ألبومها الجديد "ألوم على مين" خلال أيام    فستان جريء ومكشوف.. 5 صور ل نادين نجيم من حفل زفاف ابن ايلي صعب    "بالمايوه".. منة فضالي تنشر جلسة تصوير على البحر    تامر حسني يكتسح تريند يوتيوب بألبوم "لينا ميعاد".. ويزيح عمرو دياب من قائمة الTop 5    ورشة عمل لأطباء الروماتيزم وإنقاذ مرضى الجلطات بمستشفى الزقازيق العام    يومًا من البحث والألم.. لغز اختفاء جثمان غريق الدقهلية يحيّر الجميع    ضبط 20 سائقًا يتعاطون المخدرات في حملة مفاجئة بأسوان (صور)    دون إبداء أسباب.. روسيا تعلن إرجاء منتدى الجيش 2025 إلى موعد لاحق    الأهلي يعلن استقالة أمير توفيق من منصبه في شركة الكرة    وفد الناتو يشيد بجهود مصر في دعم السلم والأمن الأفريقي    الحكومة تسعى لجذب 101 مليار جنيه استثمارات خاصة بقطاع تجارة الجملة والتجزئة    روسيا: مجموعة بريكس تتجه نحو التعامل بالعملات الوطنية بدلاً من الدولار    صدقي صخر صاحب شركة إعلانات في مسلسل كتالوج    هل يجوز للمرأة أن تدفع زكاتها إلى زوجها الفقير؟.. محمد علي يوضح    دعاء أواخر شهر محرم.. اغتنم الفرصة وردده الآن    بلغة الإشارة.. الجامع الأزهر يوضح أسباب الهجرة النبوية    القسام تعلن استهداف جرافة عسكرية إسرائيلية ودبابتين ميركافا في مدينة جباليا    "نقلة طبية في سوهاج".. افتتاح وحدة رنين مغناطيسي بتقنيات حديثة (صور)    وزير الصحة يوجه بتعزيز الخدمات الطبية بمستشفى جوستاف روسي    محافظ كفرالشيخ ورئيس جامعة الأزهر يتفقدان القافلة الطبية التنموية الشاملة بقرية سنهور المدينة بدسوق    ليلى علوي نجم الدورة 41 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط    داعية إسلامي يوضح أسرار الصلاة المشيشية    وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لأعمال توفير التغذية الكهربائية لمشروعات الدلتا الجديدة    "بائعة طيور تستغيث والداخلية تستجيب".. ماذا حدث في المعادي؟    الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يُقر تعويضات إضافية لعملاء الإنترنت الثابت    إعادة الحركة المرورية بالطريق الزراعي بعد تصادم دون إصابات بالقليوبية    ليفربول يعزز هجومه بهداف أينتراخت    اتفاقية تعاون بين جامعتي بنها ولويفيل الأمريكية لإنشاء مسار مشترك للبرامج    بسبب تشابه الأسماء.. موقف محرج للنجم "لي جون يونغ" في حفل "Blue Dragon"    خبر في الجول - جلسة بين جون إدوارد ومسؤولي زد لحسم انتقال محمد إسماعيل للزمالك    هل خصم فيفا 9 نقاط من الإسماعيلي؟.. النادي يرد ببيان رسمي    الصحة: إجراء 2 مليون و783 ألف عملية جراحية ضمن المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار    وظائف خالية اليوم السبت.. مطلوب صيادلة وأفراد أمن وخدمات معاونة    أسعار اللحوم اليوم السبت 19-7-2025 بأسواق محافظة مطروح    كل ما تريد معرفته عن مهرجان «كلاسيك أوبن إير» ببرلين    سوريا وإسرائيل تتفقان على إنهاء الصراع برعاية أمريكية    أحمد كريمة عن العلاج ب الحجامة: «كذب ودجل» (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد اقترابنا من تصدير الكهرباء مواجهة ساخنة.. حول مشروع الضبعة النووي

تعالت الأصوات مؤخرا مطالبة بوقف إنشاء محطة الضبغة النووية بعد أن اقتربنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء واتجاهنا إلي التصدير للدول العربية لأن استمرار الإنشاء بتكلفته الباهظة سوف يحمل الأجيال الجديدة الكثير من الأعباء الاقتصادية والبيئية والأمنية.
حول هذه القضية وما تضمه من آراء أجرت "المساء الأسبوعية" مواجهة ساخنة بين م.ابراهيم تاج الدين الأستاذ بهندسة القاهرة رافضا بشدة لاستمرار المشروع وبين د.محمد منير مجاهد نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا مدافعا بشدة عن استمرار المشروع.
المهندس ابراهيم تاج الدين يؤكد ان استمرار مشروع الضبعة له أضرار اقتصادية وبيئية وأمنية هائلة وأنه يحمل الأجيال القادمة مليارات الدولارات لن تقل عن 25 مليار دولار كديون كتكلفة للإنشاء بجانب جوانب التكلفة الأخري مثل عملية النقل للكهرباء المنتجة من الضبعة إلي الوادي.
اضاف اننا سوف نتكبد خسائر باهظة عند "تكهين" المفاعلات النووية التي لا يزيد عمرها الافتراضي عن 45 عاما في أحسن الأحوال وانه اصبح لدينا وفرة من الغاز تكفينا لمدة 25 عاما قادمة فلا داعي لتحمل مخاطر المحطات النووية خاصة ان العالم يتجه منها الآن ويتجه للبدائل النظيفة والأمنة.
د.محمد منير مجاهد يؤكد ان الحديث عن الاضرار كلام مغلوط وغير حقيقي لأن التكنولوجيا الحديثة التي وصلت إلي مراحل متقدمة للغاية تمثل الضمانة وأنه ليس عدلا ان نستمر في حرق البترول لتوليد الكهرباء ونحرم الأجيال القادمة وان تكلفة النقل لن تكون باهظة لأن النقل لن يكون مباشرا ولكن من خلال محطات علي طول المسافة المقامة بالفعل.
اضاف ان كل شيء في عملية إنشاء و"تكهين" المحطات محسوب بدقة وهناك صندوق خاص لهذا الغرض دون تحميل الدولة أي أعباء اضافية واننا رغم امتلاكنا لكميات هائلة من الغاز فهي ليست كافية وهل يمكن ان نعيش في ظلام إذا انتهت هذه الكميات وانه ليس صحيحا ان العالم يتوقف عن الاستعانة بالمحطات النووية للحصول علي الكهرباء بدليل ان الصين تقوم حاليا بإنشاء 26 محطة جديدة والهند 33 محطة.
م.إبراهيم تاج الدين.. الأستاذ بكلية الهندسة:
الأضرار الاقتصادية والبيئية.. والأمنية.. ليس لها حدود
* لماذا الرفض من جانبكم لمشروع الضبعة النووي واستكمال مصر الخطوات لدخول العصر النووي؟
** قمنا كمجموعة من الخبراء تضم 12 خبيرا متخصصا منذ 4 سنوات بدراسة متكاملة عن مشروع الضبعة والذي أثار الانتباه بداية هو اصرار مجموعة من العاملين في مجال الطاقة النووية علي الانفراد باتخاذ القرار لتمرير المشروع وعدم الاستماع لوجهات النظر المخالفة لهم وقد كشفت دراستنا عن ان للمشروع اضرارا عديدة سواء من الناحية الاقتصادية والبيئية والأمنية لم تأخذ حقها من الدراسة الواجبة لكي يكون الرأي العام علي علم بكل تفاصيل المشروع وايجابياته وسلبياته ناهيك عن ان الكثير من دول العالم المتحضر ومنها ألمانيا وفرنسا وايطاليا وبلجيكا واسبانيا قرروا ان يستغنوا عن الطاقة النووية واستبدالها بالحصول علي الطاقة من المصادر الجديدة المتجددة مثل الرياح والمياه والشمس فعلي سبيل المثال قررت المانيا بحلول عام 2020 ايقاف تشغيل 18 مفاعلا كذلك فرنسا المعروفة بأن لديها أكبر شركة في العالم لبناء المفاعلات لم تقم منذ عام 2002 ببناء أي مفاعل جديد في فرنسا بالاضافة إلي أن بعض دول أوروبا الغربية بالتعاون مع ألمانيا وفرنسا يسعون لإنشاء ناد دولي للدخول تدريجيا في تصنيع واستخدام وسائل الطاقة الجديدة للرياح والخلايا الضوئية فمن المعروف ان تصنيع تكنولوجيا الطاقة النظيفة زبسط وغير معقدة مقارنة بتكنولوجيا المحطات النووية.
مشروع ضخم
* وما هي تحديدا الأسباب الاقتصادية وراء الاعتراض علي المشروع؟
** من المعروف ان تكلفة انشاء 4 مفاعلات تتجاوز 30 مليار دولار وتحصل علي الانتاج بعد 5 سنوات كاملة من بداية انشاء أول مفاعل وتحصل علي انتاج المفاعل الرابع بعد 7 سنوات بالاضافة إلي أن المفاعل الواحد ينتج 2.1 جيجا أي ان الأربع مفاعلات سينتجون 8.4 جيجا في الوقت الذي يوجد لدينا مشروع سيمنس لإنتاج الغاز الطبيعي من الأراضي المصرية بالبحر المتوسط والذي سيوفر 14 جيجا ولن تصل التكلفة إلي هذا المبلغ الرهيب وسيكون الانتاج بعد 3 سنوات فقط وسيؤدي إلي وفرة في انتاج الكهرباء ليس لفترة مؤقتة ولكن يتوقع الخبراء ان تستمر استفادتنا من هذا المشروع لمدة تزيد علي 24 عاما وبالتالي لا يجب ان نحمل الأجيال القادمة أعباء مادية ضخمة في إنشاء هذه المفاعلات في الوقت الذي يوجد لدينا البديل الارخص والأمن بجانب اننا في سيناء نمتلك الرمال التي تستطيع من خلال انتاج الخلايا الضوئية المولدة للطاقة الشمسية وهذا كله أرخص من تكنولوجيا الطاقة النووية.
مسافة شاسعة
* وماذا تقصدون بالتكاليف الاضافية المتعلقة بطول الشبكة الخاصة بنقل الطاقة النووية؟
** من المعروف ان المسافة بين الضبعة والوادي طويلة للغاية ومن حيث تكلفة إنشاء الشبكة وتأمينها ونسبة الفاقد التي تزيد كلها زاد طول الشبكة فإننا سنتحمل الكثير من الأعباء الاقتصادية التي ستضاف أعباء علي المواطنين بالاضافة إلي تكاليف وأعباء ومخاطر تفكيك المفاعلات عند انتهاء عمرها الافتراضي وتطهير المكان من الآثار الاشعاعية فهذا يمثل عبئا اقتصاديا وبيئا وأمنيا فبريطانيا مثلا قدرت تكلفة تفكيك وتطهير موقع 19 مفاعلا نوويا بنحو 100 مليار جنيه استرليني وفرنسا قدرتهم ب 30 مليون يورو ناهيك عن الصعوبات التقنية والبيئية التي يجب أن توضع في الاعتبار عند دراسة الدخول في هذا المجال بالاضافة إلي أن عمر المحطة النووية ليس 60 عاما كما يؤكدون ولكنه لا يزيد علي 45 عاما ويصل في بعض الأحيان وفي حالات قليلة إلي 50 عاما وبعدها تتحول إلي "خرابة" لأن الإزالة مكلفة للغاية.
كلام موثق
* لكن المؤيدين للطاقة النووية يؤكدون أن العالم يمضي في التوسع في إنشاء المحطات النووية فما رأيك؟
** هذا ليس صحيحا بل العكس هو الأصوب وهذا الكلام ليس مرسلا ولكن يعتمد علي أمثلة منها قيام الصين حاليا بإنشاء أكبر محطات لاستخراج الطاقة الكهربائية من الرياح وكذلك المانيا قامت علي أرض الجزائر بإنشاء أكبر محطة طاقة شمسية وتنقل الكهرباء من الجزائر إلي كافة دول أوروبا من خلال كابلات بحرية مرورا باسبانيا فكيف يدعون ان أوروبا تزيد من إنشاء المفاعلات النووية بالاضافة إلي انه من المعروف انه لا يوجد علي مستوي العالم سوي 4 شركات متخصصة تنتمي إلي أمريكا وروسيا وفرنسا وانجلترا لديهم الخبرات التكنولوجية لعملية الإنشاء والانتاج ولا اعتقد انهم سيقومون بمنحها إلي أي دولة في العالم وحتي في بعض الدول المجاورة ومنها إسرائيل التي تمتلك مفاعل ديمونة مازالت تعتمد بصفة اساسية علي البترول والغاز لإنتاج الكهرباء وعلينا أن نتعلم ونستفيد من هذه التجارب وإذا كنا نبحث عن ضمانة حقيقية لاستقرار الكهرباء في مصر سيظل مشروع سيمنس لانتاج الغاز هو الأفضل لنا.
الغبار النووي
* وما هي من وجهة نظرك الآثار السلبية علي منطقة الضبعة عند إنشاء هذا المشروع؟
** الضبعة تضم مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ذات الخصوبة العالية ويمكن ان تتأثر بشدة من الاشعاعات الناتجة عن تشغيل المفاعل النووي كما ان المياه الباردة الناتجة عن عملية التشغيل سوف تصب في البحر الأبيض المتوسط وسيكون لها طبقا لآراء المتخصصين في هذا المجال آثار خطيرة علي الكائنات الحية في هذه المنطقة من البحر بالاضافة إلي أن المنطقة مجاورة لمناطق سياحية عديدة ويمكن ان تتأثر البيئة هناك جراء إنشاء المفاعل بل ان هناك بعض الدراسات العلمية التي تؤكد ان الغبار النووي إذا لا قدر الله وانفجر أي مفاعل أثناء عملية التشغيل ستصل آثاره المدمرة إلي القاهرة والجيزة في ساعات قليلة حيث لا تتجاوز المسافة 300 كيلو متر وستقوم الرياح والسحب بنقل هذا الغبار.
تسرب إشعاعي
تم توقيع اتفاق إنشاء المفاعل فلماذا الاصرار من جانبكم علي الاعتراض؟
** أولا روسيا هذه لها سابقة في حادثة التسرب الاشعاعي من مفاعل تشرنوبيل ورغم ان كل الابحاث تؤكد وجود نسبة أمان من الاشعاعات المتسربة لكن الأمر لا يسلم من حدوثها والتكنولوجيا تختلف من مكان لآخر وكل نظام تكنولوجي له عيوبه وإذا كان هناك اصرار من جانب القائمين علي اتمام المشروع ودخول العصر النووي فلابد من البحث عن مكان آخر أكثر أمانا والاكتفاء بمفاعل واحد وليكن جنوبا في البحر الأحمر ويجب أولا ان نكون صرحاء مع الناس ونبين لهم السلبيات والايجابيات مع الاصرار علي الضبعة فهو من وجهة نظري يمثل مؤامرة علي الأمن القومي ولن تكون المفاعلات النووية سبيلنا كما يؤكدون لاحداث التنمية المستدامة فهذه مقولة حق يراد بها باطل.
* وما هو البديل من وجهة نظرك للطاقة النووية لتوفير احتياجاتنا من الكهرباء؟
** البدائل عديدة والعالم يعرفها وعلي رأسها الرياح والشمس ونحن والحمد لله نمتلك امكانيات كبيرة وهائلة في هذا المجال يحسدنا عليها الكثيرون ولكن للأسف لا نقوم باستثمارها الاستثمار الأمثل ونقوم بالتقليد للآخرين دون مراعاة ظروفنا الحقيقية وحقوق الأجيال القادمة التي يمكن أن تتعرض للخطر من الناحية الاقتصادية والبيئية إذا اصررنا علي استكمال مشروع المفاعل النووي بالضبعة وإذا كنا نريد الحفاظ علي التنمية المستدامة يجب اللجوء إلي الطاقة البديلة لأنها متجددة وليس لها آثار بيئية مدمرة كما في الأنواع الأخري.
د.محمد منير مجاهد.. نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا:
هذا كلام مغلوط.. التكنولوجيا الحديثة الضمانة
* لماذا الاصرار علي الاتجاه للطاقة النووية وتحميل الأجيال القادمة أعباء ضخمة رغم اقترابنا من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء؟
** دعونا نتفق ان السبب الرئيسي لإنشاء أي مشروع صغر أم كبر هو وجود جدوي اقتصادية تؤكد فائدة المشروع وأي مستثمر لن يقدم علي الاستثمار في مجال ما الا بعد ضمان النجاح وبصفة عامة هناك 450 محطة نووية علي مستوي العالم تعمل إلي جانب 70 محطة تحت الإنشاء وكل الشركات التي تقوم بتشغيل هذه المحططات مؤسسات اقتصادية وليست غير هادفة للربح ونحن الأشد حاجة إلي إنشاء المحطات فصحيح انها تكلفة الإنشاء أو ما يطلق عليها التكلفة الاستثمارية عالية بالفعل لكن تكلفة التشغيل قليلة جدا مقارنة بأنواع الطاقة الأخري وعموما ليس هناك أي تحميل للعبء علي الأجيال القادمة وليس عدلا ان ننظر إلي تحت اقدامنا فقط ولا نستعد للمستقبل فمعدل احتياجنا السنوي من الكهرباء يزداد 7% وما يقال عن وصولنا لمرحلة التصدير للكهرباء مستقبلا للدول العربية يعود إلي أن هناك مشروعات للربط مع الدول العربية المجاورة لتبادل الكهرباء بحيث نعطيهم في فترة الذروة لديهم كهرباء ونحن في المقابل نحصل علي كهرباء من عندهم في فترة الذروة لدينا ومعني هذا أننا لسنا مصدرين للكهرباء ولكن هذا تبادل بين الطرفين ويؤدي عموما إلي تقليل عدد المحطات الاحتياطية.
الجدوي الاقتصادية
* لكن كيف يقال ان تكلفة تشغيل المحطات النووية للحصول علي الكهرباء أقل من الأنواع الأخري؟
** بحساب عناصر التكلفة المختلفة بما في ذلك تكلفة التشغيل والصيانة وتكهين المحطة فإن تكلفة الكيلو وات/ساعة المنتج من المحطة النووية أقل من الكيلو وات/ساعة المنتج من المحطات التقليدية باستثناء المحطات التي تستخدم الطاقة المتجددة مثل المياه والرياح والشمس وقد أثبتت الدراسة الاقتصادية للجدوي لإنشاء محطة الضبعة أكدت علي هذه النتيجة وبالتالي كان القرار السياسي بإنشاء المحطة النووية بالضبعة بعد تأخرنا لسنوات طويلة في هذا المجال.
* وماذا عن التكاليف الاضافية المتعلقة بطول شبكة نقل الطاقة بعيدا عن تكلفة الإنشاء والتشغيل والصيانة؟
** ليس هناك علاقة مباشرة بين نوع محطة الكهرباء وطول الشبكة ولا يوجد فرق بين الكهرباء المنتجة من محطة نووية أو مائية أو غازية أو الفحم أو شمسية أو رياح والتي تضخ في الشبكة الكهربائية الموحدة ومحطات الكهرباء بصفة عامة التي تنتشر في مصر من أسوان لبني سويف ومن القاهرة للاسكندرية ومدن القناة والساحل الشمالي تربط بينهم شبكة موحدة وبالتالي لن يكون هناك تكلفة زائدة في عملية نقل الكهرباء الناتجة عن المحطات النووية.
ضريبة الفقر
* لكن الجميع يؤكد ان تكلفة المحطة النووية أو الكهرباء الناتجة عنها هي الأعلي سعرا فلماذا الاصرار عليها؟
** صحيح ان العالم يتجه إلي المحطات التقليدية التي نحصل علي الكهرباء فيها من خلال حرق البترول والفحم وغيرهما وهذه هي ضريبة الفقر حيث ان الدول لا تستطيع تحمل التكلفة العالية لإنشاء المحطات النووية رغم انخفاض مصاريف التشغيل فيما بعد ولذلك يلجأون إلي حرق مشتقات البترول وهي ثروة للأجيال القادمة يجب ان نحافظ عليها وعموما المحطات النووية لم يتجاوز عمرها السبعين عاما وبدأت في روسيا ولذلك هي مجال يعتبر جديدا ولكن المستقبل له لأنها تكنولوجيا جيدة ولا تؤدي إلي حرق المواد الأولية مثل البترول والفحم وحرمان الأجيال القادمة من نصيبها ويجب ان نضع في اعتبارنا ونحن نصر علي الدخول إلي عالم جديد ان نستخدم مفرداته وأدواته خاصة وان المجال النووي ليس قاصرا علي الاستخدامات العسكرية لكن المستقبل يؤكد انه سيكون الأكثر انتشارا في الاستخدامات السلمية.
تطهير المكان
* المحطات النووية لها عمر افتراضي وعند تفكيك هذه المحطات تمثل عنصرا هاما للتكلفة فما ردك؟
** بالطبع المحطة النووية لن تستمر إلي الأبد ولكن تحتاج بعد فترة إلي "التكهين" واستبدالها بأخري وهذا يستلزم تطهير المكان من المواد الاشعاعية الموجودة به وحتي الآن تم ايقاف عشرات المحطات النووية علي مستوي العالم بسبب انتهاء عمرها الافتراضي وتكنولوجيا تفكيك وتكهين المحطات النووية معروف ومجرب وكذلك تكاليفها وفي البلدان التي سبقتنا في هذا المجال يتم اضافة مبلغ 1 من الألف من الدولار علي كل كيلو وات/ساعة منتج وتجنب الحصيلة في صندوق خاص لهذا الغرض طوال فترة تشغيل المحطة وفي نهاية فترة عمل المحطة أو العمر الافتراضي تستخدم هذه المبالغ لتغطية تكاليف التكهين ومن ثم لن تتحمل خزينة الدولة أي أعباء اضافية باختصار في العمل أو المجال النووي كل شيء محسوب بدقة ولا مجال للاجتهادات فالأمر مدروس في الحاضر والمستقبل.
حزب الخضر
* هناك الكثير من الدول مع حلول 2050 سوف تتخلص من المحطات النووية فما تعليقك؟
** هذا الكلام غير دقيق فما أعلن علي مستوي دول العالم وتحديدا في ألمانيا فقط ومع حلول 2020 سوف يتم تكهين المحطات النووية لأن لها وضعا خاصا حيث ان حزب الخضر المعروف بمعاداته للطاقة النووية يسيطر علي مقاليد الأمور وهذا من منظور سياسي فقط وليس له علاقة بالتكاليف أو توافر عناصر الأمان من عدمه كما أعلنوا انه لن يتم اضافة محطات جديدة ولكن سيتم الابقاء علي الموجود منها وإجراء التجديدات المطلوبة لها وعلي الذين يروجون لاستعداد العالم للتخلص من المحطات ان يكلفوا انفسهم ويطلعوا علي الموقع الالكتروني الخاص بالوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث سيتعرف علي عدد وخصائص المحطات النووية القائمة أو التي تحت الإنشاء وخطط الدول المختلفة لإنشاء محطات جديدة ويكفي ان نعرف ان الصين وحدها حاليا تقوم بخطوات جادة وحثيثة لإنشاء 26 محطة نووية وسوف تدخل تباعا خلال 10 سنوات الخدمة والعمر الافتراضي للمحطة 60 عاما أي أن المحطات باقية لما بعد 2050 كذلك الهند لديها 21 محطة نووية ولم تكتف بذلك بل تسعي لبناء 6 محطات نووية جديدة قدرتها 4300 ميجاوات إلي جانب 33 محطة بقدرة 3634 ميجاوات وايضا اليابان حتي بعد حادث فوكوشيما الشهير لم تتوقف عن العمل في هذا المجال حيث قامت بتجديد ال 8 محطات الموجودة لديها ويجب الا ننسي ان حادث فوكوشيما لم يكن نتيجة تصرف اشعاعي أو خطأ بشري لكن نتيجة كارثة طبيعية تمثلت في زلزال ضخم ومد بحري.
النقد البناء
* وبماذا تفسر نبرة الهجوم الشديدة علي مشروع الضبعة؟
** لا اعتراض من حيث المبدأ علي النقد البناء فهذا هو السبيل للبناء والاستفادة من الرأي الآخر ولكن الهجوم علي مشروع الضبعة يعود إلي أصوات بعض الراغبين في الاستيلاء علي موقع المشروع المتميزة ولذلك يثيرون الشكوك حول المشروع من أساسه ولكن سوف تخيب ظنونهم لأن القائمين علي المشروع لديهم إيمان جازم بدور البرنامج النووي السلمي كقاطرة للتقدم في مصر ويكفي ان نعرف ان كيلو جراما فقط من اليورانيوم ينتج 235 طاقة حرارية والتي توازي ما ينتجه 1200 طن بترول و2400 طن فحم وبالتالي فإن هذا يؤكد ان استمرار اعتمادنا علي البترول والفحم في انتاج الطاقة الكهربائية المطلوبة يمثل استنزافا لمواردنا من البترول كما ان الاعتماد علي الطاقة النووية سيلعب دورا كبيرا في تطوير الصناعة من خلال برنامج طويل المدي تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلي مما يحدث طفرة في جودة الصناعة المصرية وهذا المشروع لن يمثل أي عبء علي الاقتصاد الوطني حيث ان الاتفاقية مع الجانب الروسي لإنشاء المفاعلات في الضبعة تنص علي التسديد للقرض سيتم من خلال فترة سماح طويلة وبنسبة فائدة منخفضة بجانب التزام الجانب الروسي بتدريب العمالة المصرية علي التكنولوجيا الحديثة وعلينا ان ننهي حالة الجدل العقيمة حول الدخول في العصر النووي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.