يبدأ المسلمون في عيش أيامٍ عظيمة تُسمّى أيام التشريق، مع نهاية يوم النحر، والتي تتزامن مع ثاني وثالث ورابع أيام عيد الأضحى (11 و12 و13 من ذي الحجة)، وعلى الرغم من أنها تأتي في ظل أجواء العيد والفرحة، فإن لها مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، من حيث أحكامها وفضائلها وأفضل ما يُفعل فيها. وأيام التشريق هي ختام لموسم من أعظم مواسم العبادة وهو موسم الحج، ففيها يجتمع الذكر والطاعة والفرح والتقرب إلى الله، فلا تُفوّت هذه الأيام، واملأها بالذكر والدعاء، واجعلها جسرًا روحيًا ينقلك من موسم الطاعات إلى عام جديد من القرب. متى تبدأ أيام التشريق؟ ومتى تنتهي؟ تبدأ أيام التشريق من فجر يوم 11 من ذي الحجة، أي بعد يوم النحر (يوم العيد)، وتنتهي بغروب شمس يوم 13 من ذي الحجة، لتُختتم بها مناسك الحج، وتُختم بها أيام الأضحية أيضًا، إذ يُسمح بذبح الأضاحي حتى غروب هذا اليوم. لماذا سُميت "أيام التشريق" بهذا الاسم؟ سُمِّيت "أيام التشريق" نسبة إلى تشريق اللحم، وهي عادة كانت متبعة عند العرب قديمًا، حيث كانوا يشرّقون لحوم الأضاحي، أي ينشرونه تحت الشمس لتجفيفه وحفظه أطول فترة ممكنة، في غياب وسائل التبريد، وهناك رأي آخر يقول إن التسمية تعود إلى صلاة العيد، التي لا تُصلى إلا بعد شروق الشمس، فكانت تُنسب الأيام إلى ذلك. هل يجوز الصيام في أيام التشريق؟ اتفق جمهور العلماء على أن صيام أيام التشريق محرّم على غير الحاج، باستثناء حالة واحدة، وهي للمتمتع أو القارن في الحج إذا لم يجد الهدي، فيجوز له أن يصومها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله" — رواه مسلم، فلا يُشرَع فيها الصيام لأنها أيام فرح وعيد، بل يُستحب فيها التوسعة على النفس والأهل. ما أفضل العبادات في أيام التشريق؟ من أفضل العبادات في أيام التشريق هي ذكر الله تعالى وتحديدًا التكبير بعد الصلوات، وهو سنة مؤكدة تبدأ من فجر يوم عرفة (9 ذي الحجة) وتستمر حتى عصر يوم 13 ذي الحجة، فالدعاء في هذه الأيام مستحب، ويُرجى فيه القَبول، كما يُستمر في الذبح المشروع حتى نهاية اليوم الثالث من التشريق، والتوسعة على الأهل وإظهار البهجة، وزيارة الأقارب وصلة الرحم.