هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنف الغموض طرفيها.. والتي تحتاج إلي جهد مكثف من رجال البحث الجنائي لحل لغزها وكشف غموضها.. "المجني عليه" فيها رجل ملتح عثر علي جثته مصاباً بعدة طعنات بالصدر وجرح ذبحي بالرقبة.. ملقاة علي أطراف مدينة رفح من جهة الشرق.. ولم يتعرف علي شخصيته لعدم وجود أوراق أو مستندات تدل علي هويته. أيضا "الجاني" في هذه القضية مجهول الشخصية.. لم يتم التوصل إلي شخصيته.. أيضا لم يتوصل رجال المباحث إلي دوافع الجريمة أو ملابساتها وظروف ارتكابها.. كل هذا الغموض الذي يحيط بطرفي الجريمة يزيد من اثارتها.. ويجعل حل لغزها أصعب.. ويحتاج إلي جهد مضن من رجال مباحث رفح لكشف غموض "المجني عليه" أولاً ثم التحري عن الدوافع التي حتماً تقود إلي شخصية "الجاني". بدأ الشكف عن فصول الجريمة ببلاغ إلي الأجهزة الأمنية بمدينة رفح من أهالي "قرية الطويل" الواقعة شرق المدينة بالعثور علي جثة رجل ملتح مذبوح من الرقبة. أنتقل رجال الأمن إلي مكان العثور علي جثة "المجني عليه" بمنطقة صحراوية غير مأهولة بالسكان وكشفت المعاينة أن الجثة بها عدة طعنات نافذة بالصدر والرقبة بالاضافة لجرح ذبحي بالرقبة وأن "المجني عليه" يرتدي جلباباً أبيض.. وله لحية طويلة.. وحول الجثة بركة من الدماء. لم يستطع رجال الأمن من التوصل إلي شخصية "المجني عليه" حيث لم يعثر علي أي أوراق أو مستندات بملابسه أو بجوار الجثة تدل علي شخصيته.. كما لم يتعرف أي من الأهالي علي شخصية القتيل. باخطار النيابة انتقلت إلي مسرح الجريمة وأجرت معاينتها لمكان الحادث وقامت بمناظرة جثة "المجني عليه" وأمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة.. وبيان ما بها من اصابات والاداة المستخدمة في احداثها.. وان كانت هي سبب الوفاة من عدمه.. وساعة الوفاة.. وأعداد تقرير طبي عن الحادث. كما طلبت النيابة سماع أقوال المبلغ بالعثور علي الجثة.. والنشر عن صاحبها للتوصل إلي شخصيته.. وكلفت المباحث بسرعة التحري عن الواقعة وملابساتها وظروف ارتكابها.. والتوصل إلي شخصية "المجني عليه" وأيضاً فحص المشتبه فيهم.. وسرعة تحديد شخصية "الجاني" لتقديمه للعدالة للقصاص منه.. كما استدعت خبراء المعمل الجنائي لتصوير مسرح الجريمة والجثة.. ورفع بصمات "المجني عليه" لمعرفة شخصيته. علي الجانب الآخر.. راحت أجهزة الأمن برفح تفحص بلاغات الغياب بالمدينة وأقسام ومراكز الشرطة القريبة من مكان الحادث.. وبكافة أنحاء محافظة شمال سيناء.. كما راحت الأجهزة الفنية تعيد تشكيل صورة "المجني عليه" باوضاع مختلفة لمضاهاتها بصور الغائبين.. وأيضا صور المسجلين خطر جرائم متنوعة.. أو المطلوبين أمنياً. رجحت التحريات أن الجريمة جاءت نتيجة خلاف بين "المجني عليه" وبين "الجاني" لاسباب مجهولة انتهت بمشاجرة ومصرع القتيل علي يد "الجاني" المجهول.. ويشير إلي هذا بقعة الدماء التي روت الأرض في مسرح الجريمة. لم يستبعد رجال الأمن أن يكون "الجاني" من العاملين في مجال التهريب بين رفح وقطاع غزة وان خلافا ماليا أو حول البضائع أو العمولة أدي إلي الجريمة التي راح ضحيتها أحد طرفي الجريمة بينما هرب الآخر.. رغم امكانية ان يكون ليس من أهالي المدينة حيث لم يتعرف عليه أحد من سكانها وقد يكون وافداً عليها.. وشاء حظه أن تكون نهايته علي أرضها. كما لم يستبعد رجال الأمن أن يكون القتيل من العاملين في مجال تهريب المهاجرين غير الشرعيين إلي دولة إسرائيل المجاورة لحدود مدينة رفح.. وانه حصل علي مبالغ مالية منهم مقابل توصيلهم إلي منفذ جبلي علي الحدود لكنه لم يوف بوعده وحدث خلاف بينه وبين المهاجرين انتهي بمقتله. وعلي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري قامت أجهزة الأمن بفحص كافة الاحتمالات ودراسة التحريات والخيوط التي تجمعت بين أيديهم.. لكن أياً منها لم يؤد إلي كشف لغز الجريمة.. حيث كان الغموض الكثيف حول شخصية "المجني عليه" عائقاً أمام الجهد المضني الذي بذلوه لكشف غموض الجريمة أو دوافعها وملابساتها.. ليستمر "الجاني" أيضاً مجهولاً.. حتي الآن!!