حملت الساعات الأولي من عام 2017 البشري والفرحة لأهالي كفر الشيخ خاصة قرية الكفر الشرقي التابعة لمركز الحامول بعودة أبنائها الستة المختطفين في ليبيا من قبل عصابات مسلحة أطلقت سراحهم عقب دفع الفدية 15 ألف دينار عن كل منهم. عاد المختطفون إلي مطار برج العرب الليلة الماضية واستمعت الأجهزة الأمنية لأقوالهم وتم الافراج عن 4 منهم بينما انتظر كل من أحمد محمد عبدالنبي وسيد عبدالحميد. فيما عاد الأربعة الآخرون في الساعات الأولي من صباح اليوم إلي منازلهم وعمت الأفراح ودقت الطبول وانطلقت الزغاريد في قرية الكفر الشرقي حيث امتزجت مشاعر الفرحة والبكاء واستقبلت الأسر أبناءهم بالأحضان بعد رحلة معاناة وقلق وتوتر استمرت 10 أيام هي عمر احتجازهم في ليبيا حيث تحولت القرية إلي قاعة أفراح وامتلأت منازل العائدين بالجيران الذين جاءوا من كل مكان ليقدموا التهنئة. "المساء" التقت مع العائدين والذين سجدوا لله سبحانه وتعالي شاكرين علي عودتهم للحياة من جديد وكتب الله لهم شهادة ميلاد جديدة. قال أحمد الشحات من المفرج عنهم: شفنا أيام صعبة وتعرضنا للضرب والاهانة والتعذيب بأبشع الصور وكنا نعيش وكأننا في كابوس فالحكاية بدأت حينما فوجئنا بمجموعة من الأشخاص الملثمين يحملون الأسلحة النارية وجاءوا إلينا في محل الجزارة الذي نعمل به وسألونا عن شخص ما وقلنا لا نعرفه فطلبوا منا ان نذهب معهم تحت تهديد السلاح ثم صعدوا إلي السكن الخاص بنا وخطفوا الخمسة الآخرين معي وذلك في منطقة غوط الشعان بطرابلس واقتادونا إلي كتيبة ومنها إلي مكان مهجور ومظلم وكأنه نفق وبدأت المعاناة والآلام لا أكل ولا شرب ولا يوجد حتي دورة مياه. أضاف زميله محمد أحمد عبدالنبي بدأت العصابات والميليشيات المسلحة في التفاوض معنا لاطلاق سراحنا وطلبوا منا التواصل مع أسرنا لإرسال أموال حتي نخرج وإلا سيكون مصيرنا القتل واحداً وراء الآخر وضربونا ضربا مبرحا وطلبوا 15 ألف دينار عن كل شخص وبعد ان علم الخاطفون ان المكان الذي يتم احتجازنا فيه انكشف ثاروا وظلوا يضربوننا وكنا نري الموت 100 مرة في اليوم بالاضافة إلي الإهانة بأبشع الألفاظ والسب لنا ولأسرنا. محمد يوسف الشامي: نجونا باعجوبة من موت محقق ولم نكن نصدق اننا سنري النور مرة أخري خاصة ان ليبيا بها العديد من العصابات المسلحة التي تخطف المواطنين وتقتلهم في حالة عدم دفع الفدية وكنا ندعو الله سبحانه وتعالي ليلا ونهارا وكنا نري كوابيس ودائماً أشاهد أمام عيني صور أسرتي وهم ينادون علي ويقولون وحشتنا يا محمد.. انت فين احنا بنموت.. يالا ارجع لينا وسارت الأيام والتي وصلت إلي 10 أيام ولم نكن نعرف الليل من النهار حتي فوجئنا بمجموعة أخري مسلحة تقوم بتهريبنا بعد ان حصلوا علي فدية فهناك في ليبيا العصابات هي المسيطرة وبالطبع غيرنا السكن حتي لا يأتوا الينا مرة أخري وفور ركوب الطائرة عادت الروح من جديد. السيد عبدالحميد: لم يرحمنا الخاطفون ولم تشفع كل توسلاتنا عندهم وطوال فترة التعذيب لم يغب عن عيني أطفالي الخمسة وزوجتي وأسرتي وكنت أول المفرج عنهم حيث أعادوني للحوش الذي نسكن فيه بعد ان غموا عيني وربطوني بالحبال وكأننا "عبيد" مضيفا ان الوضع في ليبيا صعب جداً وأنصح كل شخص يريد السفر واقول له بلدك أولي بيك لا تذهب للبهدلة والإهانة وحتي لو اشتغلت عامل افضل وأهون من السفر إلي ليبيا والحمد لله اننا رجعنا بالسلامة بعد قصة عذاب تصلح ان تكون فيلما سينمائيا أو مسلسلا تليفزيونيا. عبدالحميد علي جبر نطقنا الشهادة أكثر من مرة بعد ان فقدنا الأمل في العودة فنحن سافرن بحثا عن لقمة العيش وليس للنزهة والفسحة ومن كان أجره علي الله فلا يحزن.. وخلاص لن نسافر مرة أخري و"مصر" أولي بينا وسنعمل في بلدنا حتي لا نتعرض للمأساة التي عشنا فيها علي مدار 10 أيام "حيرة ورعب وتوتر واهانات وضرب وقلة أدب من الميليشيات المسلحة". يتفق معه زميله العائد من ليبيا محمد عبدالوهاب محمد محفوظ قائلا: توبة نفكر في السفر مرة أخري ولم يرحم الخاطفون توسلاتي والحالة الصعبة التي نعيش فيها لدرجة انهم شاهدوا الاعاقة في قدمي ورغم ذلك لم تشفع عندهم اصابتي. قال محمد الشحات شقيق أحمد المفرج عنه: في البداية اقول الحمد لله وأسجد لله شاكرا فضله بعودة شقيقي والخمسة الآخرين ولكن لابد ان أشير إلي دور جريدة "المساء" والتي كانت تتواصل معنا بصفة يومية منذ بداية الأزمة حتي عاد أبناؤنا بسلامة الله إلي قريتهم سالمين حيث كانت تنقل صوتنا للمسئولين وهمزة الوصل مع وزارة الخارجية وحتي كنا نطمئن علي الجديد من "المساء". قالت ميرفت قناوي زوجة السيد عبدالحميد العائد من ليبيا: أطفالي الخمسة لم يصدقوا ان والدهم عاد بسلامة الله وكنت اعيش في رعب وتوتر شديد ولم أنم طوال فترة الاختطاف حتي تعرضت لحالات اغماء عديدة كلما أري واسمع عن سوء الأوضاع في ليبيا ولكن الحمد لله زوجي رجع ولن اتركه يسافر مرة أخري. يوسف الشامي والد محمد العائد من ليبيا: الحمد لله مليون مرة علي عودة ابني بالسلامة فشفنا أيام لم اتوقع ان نكون فيها كلها غم وحزن وألم وسواد بمعني الكلمة وكنا نعيش علي الأمل ولن يسافر مرة أخري خلاص محمد رجع لحضني واحمدك يارب العالمين حياتنا رجعت تاني وروحنا عادت بعد عذاب استمرت 10 أيام. يقول عبدالحميد علي والد السيد المفرج عنه: الحمد لله ان كتب الله لي عمرا حتي اشاهد ابني مرة أخري قبل ان أموت وهذه كانت أمنيتي في الحياة ان أخذ نجلي في حضني وأبكي من الفرحة الشديدة ولم أصدق حتي رأيته فكنا نسمع وعوداً كثيرة بخروجهم من محبسهم من العصابات المسلحة وشكرا لكل من وقف مع أبنائنا حتي عادوا إلي قريتهم بسلامة الله. قال اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ ل "المساء" أقول في البداية للعائدين وأسرهم في قرية الكفر الشرقي بمركز الحامول حمدا علي سلامتكم ونورتم بلدكم فهي أولي بيكم وبإذن الله سأستقبلكم في مكتبي وأبحث كل مطالبكم فأنتم أبنائي ولن اتأخر عنكم في أي مطالب فقد عشت معكم الأزمة منذ أول يوم وكنت اتابع يوميا مع المسئولين في الخارجية والجهات المعنية تداعيات الأزمة حتي العودة بالسلامة وكنت أتابع يوميا "المساء" والتي تواصلت معي لكشف الجديد عن أبنائنا في ليبيا.