حالة من الحزن والفرح والألم عاشها أهالي الشباب المفرج عنهم بعد اختطافهم من المليشيات الليبية بقريتي سعدة والعزابوة بمركز اطسا بمحافظة الفيوم. في عزبة "العزابوة" التابعة لمركز اطسا بالفيوم يعيش أسر 9 شباب عادوا ليبيا في منازل ريفية بسيطة أنهكها الفقر وأتعبها. ودفع أبناءها إلي السفر إلي دولة ليبيا ليوفروا لأسرهم عيشية خاصة وأن معظمهم غير متعلمين ودفعهم الفقر إلي تحمل الأوضاع الصعبة في ليبيا بحثاً عن لقمة العيش. أسر المختطفين أكدوا علي أنهم علموا بعودة أبنائهم من خلال وسائل الإعلام وأرسلوا بتحياتهم إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي للإفراج عن أبنائهم. فجر الأهالي مفاجأة بإعلانهم عن دفع فدية 113 ألف جنيه لأبنائهم التسعة عن طريق إرسالها في حوالة بريدية مقابل تحرير أبنائهم من يد الخاطفين مؤكدين أنه لا يوجد مصادر دخل لهم واستدانوا تلك الأموال من أجل عودة أبنائهم سالمين. مطالبين المسئولين بسرعة إلقاء القبض علي الشخص الذي تم تحويل المبلغ باسمه وهو مصري الجنسية ويدعي أحمد سيد عبدالتواب جابر ومحاسبته. قال سعداوي جعفر كامل 57 سنة شقيق العائد جمعة جعفر إن شقيقه لديه 4 أبناء وخرج منذ 14 شهراً للعمل في ليبيا وتحديداً في مصراته ولكنه تم اختطافه من قبل جماعات مسلحة. وانقطعت أخباره حتي فوجئنا بأحد المصريين يتواصل معنا وطلب فدية قدرها 15 ألف جنيه عن كل شخص من أبناء القرية الثمانية وبالفعل جمعناها وأرسلناها في حوالات بريدية وفوجئنا بأن هذا الشخص نصب علينا وأن القوات المسلحة هي التي حررت ذوينا. مطالبا بضرورة إلقاء القبض عليه لإعادة أموالهم. خاصة أن هذه الأموال استدانوها ورهنوا منازلهم وأراضيهم الزراعية بسببها. سعيد عبدالله عبدالصمد 25 عاماً ولديه 5 أولاد قال إنه ذهب للعمل في ليبيا لكي يتمكن من الإنفاق عليهم. مشيراً إلي أنهم رهنوا منزل أسرته ليدفعوا الفدية 15 ألف جنيه وتبين أن شابا مصري نصب عليهم ووجه الشكر للرئيس السيسي والقوات المسلحة علي تحريرهم أبناء الفيوم الثمانية من أيدي المسلحين الليبيين. قال سعيد شعبان أحمد إدريس 35 سنة عامل وأحد العائدين: سافرت منذ عام ونصف العام وظلت أعمل في ليبيا ولم أرسل أي مبالغ مالية إلي أسرتي طوال فترة عملي هناك وفور عودتي إلي الأراضي الليبية تم اختطافي من قبل مجهولين وقاموا بالاستيلاء علي "تحويشة عمري" بالإضافة إلي استدانة أسرتي المبلغ المطلوب لتحريري من يد الخاطفين والتوقيع علي شيكات وإيصالات أمانة لتوفير المبلغ. عبدالرحمن جودة صالح أحد المختطفين العائدين. 20 عاماً. إنه ذهب إلي ليبيا عن طريق هجرة غير شرعية للعمل هناك. وتم اختطافه يوم الجمعة السادس من أغسطس من منطقة "مصراته" في ليبيا. وقام المختطفون بطلب فدية من أهله 6 آلاف دينار ليبي. وتم إطلاق سراحه هو وزملائه في منطقة "البريقة" بعد قيام أهلهم بدفع الفدية. ويضيف قائلاً إنه لن يعيد تلك التجربة. ولن يفكر في السفر خارج البلاد مرة أخري. خالد عبدالنبي 20 سنة قال: إنه طالب في الصف الثاني "ثانوي صناعي". وسافر إلي ليبيا بطريقة غير شرعية للعمل هناك. ويضيف إنه بعد إطلاق سراحهم في منطقة البريقة الخميس الماضي. قام أفراد من الجيش الليبي. بتسليمهم في اليوم التالي للسلطات المصرية عبر منفذ السلوم. والدة سعيد شعبان حمد قالت إنها رأت علي جسد نجلها آثاراً للضرب. وهو متزوج ولديه طفلان. وسافر إلي ليبيا للعمل. وقد اضطر إلي الاستدانة. وتحرير الشيكات لتوفير نفقات السفر.