جمعة: ضربونا بأسلاك الكهرباء سعيد: أسرتي رهنت منزلي لسداد الفدية عادوا إلي احضان اهاليهم بعد ان عاشوا علي حافة الموت عدة ايام اختلطت فرحتهم بالنجاة مع ذكريات ايام وصفوها بأنها سوداء بعد ان تعرضوا للتعذيب والتهديد بالقتل ووصل الامر إلي اجبارهم علي تسجيل مقاطع مصورة يزعمون فيها انهم ارهابيون تابعون لداعش باعت اسرهم الكثير مما تملكه لسداد الفدية المطلوبة لكن النهاية كانت ستختلف فبدلا من تسليمهم إلي اسرهم قررت العصابة الاجرامية تقديم ال23 مختطفا لتشكيل عصابي آخر ليعادوا ابتزاز أهاليهم لكن الاجهزة المصرية تدخلت بالتعاون مع السلطات الليبية لتكتب نهاية سعيدة. العائدون وأهاليهم وجهوا الشكر للرئيس السيسي والسلطات المصرية وحكوا ل»الأخبار» تفاصيل الايام العصيبة ليظل المصري المتعاون مع العصابة ويقيم في اسيوط علامة استفهام كبري خاصة بعد ان اكد موظف بريد بالمنصورة لشقيق احد المختطفين ان اكثر من 150 شخصا قاموا بتحويل مبالغ مالية له. وكانت الفيوم صاحبة النصيب الاكبر من المختطفين حيث استعادت 10 من ابنائها ويروي جمعة جعفر كامل تفاصيل المعاناة قائلا: كنا نعمل في مدينة مصراته أنا و7 آخرين من أبناء قريتي ويوم الجمعة قبل الماضية قررنا العودة إلي مصر وتحركنا حتي مدينة بريجة الليبية وأثناء رحلتنا تعرضنا للاختطاف من قبل جماعة مسلحة تضم ليبيين ومصريين اعتدوا علينا بالسلاح وضربونا بأسلاك الكهرباء كان عددهم حوالي 10 أفراد قاموا بتقييد أيدينا وأرجلنا وعصبوا أعيننا وطلبوا فدية 20 ألف جنيه عن كل فرد وأمهلونا 48 ساعة يتم قتلنا بعدها إن لم يتم الدفع وتواصلنا عن طريق مصريين آخرين مع أهالينا ودبروا لنا المبلغ ودفع كل منا 15 ألف جنيه لكن العصابة المسلحة حاولت تسليمنا لمجموعة أخري غير أن الأجهزة المصرية بالتعاون مع القوات الليبية تمكنت من تحريرنا وتم توفير وسيلة نقلتنا إلي مصر ومن ثم إلي منازلنا ومنح كل منا مبلغا من المال لنعود إلي أسرنا. وأكد جمعة أن ما تعرضوا له من تعذيب ووحشية يندي لها الجبين وأن معظمهم يعانون من آلام الضرب المبرح علي ظهورهم ومناطق حساسة من أجسادهم، وطالب بضرورة ضبط المصريين الذين تعاونوا مع العصابة الليبية المسلحة خاصة أن أحدهم معروف بالاسم ورقم البطاقة الذي تم تحويل المبالغ المالية عليه. ووجه جمعة الشكر إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي والأجهزة المصرية لدورهم في إنقاذ المختطفين من الموت المحقق. ويواصل ثابت محمد عبد الغني 41 سنة أن العصابة المسلحة جردت المختطفين من كل متعلقاتهم وقال: معظمنا كان يحمل مبالغ مالية تتراوح بين 3 و4 آلاف دينار ليبي بالإضافة إلي الأجهزة والتليفونات المحمولة والملابس وكانوا يقدمون لنا علي مدار اليوم وجبة واحدة عبارة عن نصف رغيف خبز وقطعة جبنة لا تكفي لطفل، وأشار إلي أنهم كانوا قد فقدوا الأمل في العودة ولكن الأجهزة المصرية كان لها الفضل في تحريرنا من قبضة هؤلاء الخونة. ويوضح فتحي جمعة رمضان »19 سنة» أنه سافر منذ عام وشهرين لتكوين نفسه وقرر العودة مع أهالي قريته وتعرض للاختطاف وسرقة كافة محتوياته وأضاف أنه كان بحوزته 600 دينار ليبي وجهازي محمول وملابس ومتعلقات وكلها تم سلبها ونهبها منه بالإضافة إلي تعرضه للتعذيب الوحشي والضرب علي ظهره وبه العديد من الإصابات.. ويضيف سعيد عبد الله عبدالصمد »45 سنة» أن لديه 5 أولاد وأسرة كبيرة وكان معه 3 آلاف دينار ليبي تم سرقتها بالإضافة إلي ملابسه ومتعلقاته، وأكد أن أسرته رهنت المنزل الذي يعيش فيه لتوفير فدية تحريره وأصبح مطالب بسداد مبلغ 15 ألف جنيه والإنفاق علي أسرته، وناشد الدولة أن تراعي ظروفهم وتساعدهم خاصة أن معظمهم لا يمتلك حتي قوت يومه. ويتابع أنه كان يقوم بتحويل مبالغ بسيطة لأسرته عن طريق أحد المصريين هناك مقابل إعطائه نسبة من المبلغ المرسل أو عن طريق إرسال المبلغ مع أحد العائدين إلي مصر، وأوضح أن هذه كانت الوسيلة الوحيدة لإرسال أموال للأهالي في مصر.. من جانبه قدم النائب أحمد مصطفي وكيل لجنة القيم ونائب محافظة الفيوم، الشكر للسلطات المصرية علي الجهود الجبارة التي بذلتها من أجل إطلاق سراح عشرة من أبناء الفيوم. وسيطرت حالة من الفرح الشديد علي قرية شاوة مركز المنصورة بعد عودة شعبان محمد البيومي الذي لم يصدق أنه أصبح بين أبناء قريته وفي أحضان أفراد أسرته وانطلقت الزغاريد في منزله فرحا بسلامته بعد أيام عصيبة عاشتها عائلته ودفعت خلالها 12 ألف جنيه للخاطفين حتي يطلقوا سراحه. البيومي احتضن أبناءه وزوجته وشقيقه وهو يبكي قائلاً: »أخيرا شوفتكم كنت بافكر أني مش هاشوفكم مرة تانية، الحمد لله أن كتبت لي حياة جديدة». وتحدث قائلا: أعمل خبازا وسافرت منذ شهر نوفمبر الماضي للعمل في أحد الأفران في ليبيا، ولم يحدث لي شيء طوال فترة عملي هناك حتي قررت العودة إلي مصر وعن مأساة الاختطاف قال: عصبوا أعيننا ووضعونا في بيت بعيد وطلبوا فدية من كل واحد منا ما قيمته 6 آلاف دينار ليبي. وأضاف: مرت علينا أيام سوداء وضعوا المجموعة كلها في حجرة ساحتها 3 أمتار وعذبونا وضربونا لنجبر أهلنا علي إرسال الفدية لهم. ويشير إلي أنهم عاشوا علي الفتات من المأكل والمشرب طوال تلك الفترة حتي نظل أحياء. فيوميا كنا نأكل رغيفا وقطعة جبنة أخري ويوما آخر نأكل أرزا فقط وهددونا بالقتل ما لم ندفع الفدية. وأضاف أعطونا اسم شخص من محافظة أسيوط نحول عليه المبلغ، وهو بدوره يقوم بتوصيله لهم لأن أحد المصريين يعمل معهم، وبالفعل بعد أن حولنا لهم المبلغ قالوا أنهم سيطلقون سراحنا لكنهم باعونا لميليشيات أخري لتفاوض الدولة علي ملايين لإعادتنا. وقال: بعد أن قرروا نقلنا، أحضروا أسلحة وأطلقوا علي كل واحد فينا كنية فهذا أبو عبد الله، وهذا أبو أنس، وطلبوا منا أن نزعم تبعيتنا لتنظيم داعش وأنا جئنا لتفجير ليبيا، وبالفعل فعلنا ما أمرونا به، وهددونا إذا فعلنا شيئا ضدهم سيسلمونا التسجيلات للمخابرات المصرية، لكننا نعلم أن المخابرات أوعي من ذلك. بعدها تم وضعنا في سيارتي ميكروباص لنقلنا لمكان آخر ولكن تم اكتشاف الأمر من أمر القوات الخاصة الليبية العقيد يونس أبو حمادة، وبالتعاون مع السلطات المصرية تمت إعادتنا إلي مصر.. وقال شقيقة البيومي، قمنا يجمع مبلغ 12700 جنيه في مكتب البريد قال لي الموظف أن أكثر من 150 شخصا قاموا بتحويل مبالغ علي نفس الشخص في أسيوط وأكد أنه سيتم إلا بلاغ عنه لكن توسلت له ألا يفعل حتي يعود أخي من ليبيا. وفي قرية »الكوم» بكفر الشيخ استقبل أهالي القرية »ناصر فاروق زيدان» وتوافد المهنئون علي منزل الأسرة. قال »ناصر» ل »لأخبار»: سافرت إلي ليبيا منذ حوالي عامين للبحث عن لقمة العيش..لتأمين مستقبل طفلتي »جني وهنا».. وكنت اعمل بورشة لاصلاح السيارات..وعندما قررت العودة بصحبة عدد من المصريين اعترضتنا مجموعة مسلحة في منطقة جبلية..واطلقوا النيران علينا واستوقفونا..ثم قادونا إلي احدي المناطق الجبلية وقاموا بربطنا بالحبال وعاملونا معاملة سيئة للغاية..وفقدنا جميعا الامل في العودة احياء..وطلب الخاطفون منا فدية مالية 15 الف جنيه بعد ان قاموا بسرقة كل متعلقاتنا واموالنا..وسمحوا لنا بالتواصل مع اهالينا لتحويل مبالغ الفدية..وعقب دفع الفدية علي حساب احد الاشخاص بمحافظة اسيوط اطلق المسلحون سراحنا في احدي المناطق الجبلية..وفور اطلاق سراحنا فوجئنا بقوات الجيش الليبي حولنا حيث قاموا باستقبالنا وتهدئتنا.. واصطحابنا إلي منفذ السلوم. وواصل صابر قائلا : لن اعود إلي ليبيا مرة اخري فقد خسرت »تحويشة العمر» وكدت ان افقد حياتي..والتقطت الحاجة »فايزة» والدة صابر اطراف الحديث قائلة : ابني مش هيسيبنا تاني ولو قصاد مال الدنيا كلها..واضافت قلبي مات الف مرة فبعدما كنت انتظره ليعود الينا يوم الجمعة الماضي فوجئت بنبا اختطافه.. ولم اشعر بانني حية الا بعد ان احتضنته بين ذراعي..ووجهت الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي ورجال مصر وليبيا الشرفاء الذين اعادوا اليها ابنها مرة اخري. وتواصل والدة »صابر» حديثها قائلة : فور علم ابناء القرية بنبأ اختطاف صابر وطلب فدية لاطلاق سراحة قاموا بجمع المبلغ وتم تحويله للحساب الذي ابلغنا به شقيق احد المختطفين والذي دفع هو الاخر فدية لشقيقه..وطوال فترة اختطاف ابني كنت اجلس امام شاشة التليفزيون لمتابعة اي اخبار عنه هو ورفاقه إلي ان علمت بنبا الافراج عنهم ووصولهم إلي منفذ السلوم.. ورغم ذلك لم اطمئن الا بعد ان وجدته بيننا..مشيرة إلي انها كانت تدعو الله ان يعيده من اجل طفلتيه الصغيرتين..وكانت تحتضنهما باستمرار وهي تدعو بعودة والدهما.