يا له من إحساس قمة في الحزن عندما تتصاعد فرحة ضيوف الرحمن المصريين يوما بعد الآخر أثناء ادائهم مناسك عمرة رمضان خاصة العشر الاواخر من الشهر الكريم ثم تتبدد تلك الفرحة تدريجيا لتصل الي احزان ودموع اثناء العودة الي بلادهم!! فاذا اتيح لك الحظ السييء الذهاب الي مطار القاهرة سوف تجد نفسك امام مشهد غير منطقي بطله معتمرو بيت الله القادمون علي متن رحلات الخطوط الجوية السعودية وتشعر بصدمة حقيقية عندما تري اغلبهم من كبار السن يفترشون الارض في انتظار وصول حقائبهم وامتعتهم وهو اشبه بانتظار المجهول والذي يزيد الامر تعقيدا ان كثيرا من المعتمرين اميون لا يعرفون القراءة او الكتابة كما ان عددا كبيرا من هذه الحقائب وصلت المطار دون اسماء مدونة عليها والنتيجة آلاف الحقائب بلا صاحب ملقاة علي الارض وكثيرا منها مفتوحة والاغرب ما شكا منه كثير من العاملين بالمطار بأنهم عندما يسألون مكتب الخطوط السعودية عن اي معلومة يفاجأوا بانه ليس لديهم اي معلومات لان الأخبار القادمة من السعودية عن الطائرات القادمة وحمولتها بالفعل مشوشة!! المأساة ! هذه الماساة تكرر كثير منها العام الماضي وهو ما استلزم ضرورة وضع حل جذري لمأساة الخطوط السعودية المتكررة كل عام وللاجابة علي سؤال هام وهو من يأخذ بثأر المعتمرين الذين دفعوا كل مستحقات شركة الطيران المطلوبة ليجدوا خدمة مقابل ما قدموه.. ولكنهم لم يجدوا سوي ضياع امتعتهم وتأخر طائراتهم والذي "يزيد الطين بلة" هو ما بات واضحا من ان كل طرف يلقي بالمسئولية علي غيره .. فتارة تكون المسئولية علي الخطوط السعودية.. وتارة اخري علي مطار جدة.. وتارة اخري علي المعتمرين انفسهم الذين اصبحوا مذنبين لعدم التزامهم ..!! فقد تم اعلان ان الذي أدي إلي تفاقم هذه المشكلة خلال الأيام الماضية هو تزاحم أعداد كبيرة من المعتمرين إلي مطار جدة ورغبتهم في سرعة السفر إلي مصر فور علمهم بموعد بدء عيد الفطر المبارك وتقادم سيور الحقائب بمطار جدة علي حد قول المسئولين هناك وهو ما أدي إلي حدوث مشاحنات ومشاجرات بين المعتمرين ومسئولي المطار وقد وصلت إلي قيام المعتمرين بكسر الحاجز الزجاجي الذي يفصل صالة السفر عن أرض المهبط ودخولهم إلي ارض المهبط وافتراشهم الأرض اسفل الطائرات واصرارهم علي العودة إلي مصر وهو مادعا السلطات السعودية إلي اتخاذ قرار بوقف الحركة الجوية لحين استقرار الأمن وعودة النظام مما أدي إلي زيادة تكدس الطائرات وازدحام المعتمرين بالمطار. وناشد وزير الطيران المعتمرين المصريين بضرورة الالتزام بالتعليمات وبالمواعيد المقررة لرحلاتهم وعدم المغالاة في اوزان حقائبهم والتي تسببت في تعطيل سيور الحقائب بمطار جدة إضافة إلي تخلف أعداد كبيرة منها هناك بسبب عدم وجود حيز بالطائرات لشحنها. وعندما حدث التكدس عرضت السلطات المصرية علي السلطات السعودية ايفاد طائرات مصرية لمساعدة الخطوط السعودية في نقل المعتمرين الا ان الجانب السعودي اكد ان المشكلة ليست في نقص الطائرات ولكن تكمن في تعطل سيور نقل الحقائب نظرا للاوزان الكبيرة لحقائب المعتمرين والتي تتسبب في تعطل السيور وهو امر يستلزم التوقف عنده فالعام الماضي ايضا ظهرت مشكلة السيور التي اربكت الحركة لدينا تماما ولم تسلم مصر للطيران من ذلك العام الماضي عندما تعطلت سيور نقل الحقائب في الصالة الشمالية بمطار الملك عبد العزيز بجدة وهي الصالة المخصصة لخدمة الرحلات المنتظمة لمصر للطيران وغيرها من شركات الطيران. وأدي هذا التعطل إلي ارتباك في حركة نقل الحقائب علي رحلات مصر للطيران المنتظمة في حين كانت الحركة داخل صالة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز منتظمة بشكل كبير وهي الصالة التي تخدم الرحلات الإضافية. إرتباك وقد واجهت مصر للطيران ذلك الارتباك بنقل كافة رحلاتها سواء كانت منتظمة أو إضافية إلي صالة مدينة الحجاج لحين عودة التشغيل بالصالة الشمالية لوضعه الطبيعي..الملفت للنظر ان تصريحات الجانب السعودي جاءت الي حد كبير متأخرة عندما اعلنت مع اول ايام العيد انها تمكنت من نقل 19 ألف معتمر عبر أكثر من 63 رحلة منذ صباح يوم العيد منها 19 رحلة متوجهة إلي المطارات المصرية. واشار البيان الي عودة الحركة الملاحية الجوية في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة إلي طبيعتها بعد توقفها اضطرارياً لمدة سبع ساعات كإجراء احترازي اتخذته الجهات المختصة نتيجة الأحداث الأخيرة التي حدثت من جراء اقتحام المعتمرين المصريين والجزائريين والنيجيريين بوابات التفتيش وإصرارهم علي الصعود علي الطائرات المتوقفة التي قيد التشغيل للمغادرة لبلدانهم بعد أن تأخرت رحلاتهم عن مواعيدها. من جانبه اعلن الطيار لطفي مصطفي كمال وزير الطيران المدني مع بداية الازمة أن هناك خطا ساخنا بين الوزارة وكل من وزارتي الخارجية والسياحة الي جانب السفير السعودي بالقاهرة. مشيرا الي استجابة الخطوط السعودية لطلب الوزارة بضرورة ارسال الحقائب المتخلفة. والتي وصل معظمها علي متن طائرتي شحن تمكنت من نقل 150 طنا من الحقائب التي تخلفت بالسعودية..واعلن وزير الطيران وقتها انه علي اتصال دائم بالقنصل علي العشيري قنصل مصر بجدة المتواجد بالمطار لمتابعة حل الازمة. وتقديم الدعم المطلوب من قبل الوزارة. وقال ان السلطات السعودية استجابت لطلب مصر للطيران وتم تخصيص الصالة رقم 3 بدلا من الصالة رقم 4 بمدينة الحجاج حتي يتمكن ركاب مصر للطيران من الوصول الي الصالة والعودة الي القاهرة في المواعيد المقررة من جانبه اكد المهندس حسين مسعود رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران ان اسطول الشركة قام بنقل المعتمرين التابعين لمصر للطيران وبالطبع كان هناك تأخير من المطارات السعودية في الاقلاع وليس علي مصر للطيران واشار الي أن التأخير هناك كان بسبب الاجراءات الادارية داخل المطار بالاضافة الي تعطل بعض سيور نقل الحقائب هناك مما يؤدي الي تأخير اقلاع الرحلات. كما اكد ان العديد من ركاب الخطوط السعودية يتوجهون الي مكتب مصر للطيران هناك من اجل العودة الي القاهرة ولا يدركون ان تذاكر الطيران التي يحملونها تابعة للخطوط السعودية. اضاف مسعود ان باقي خطوط الشركة لم تشهد اي تاخيرات في الاقلاع بسبب قيام الشركة بسحب الطائرات الاحتياطية ووضع جداول التشغيل الخاصة بها.