في الوقت الذي كان تتزايد فيه شكاوي المعتمرين من مواعيد حجز تذاكر الطيران سواء في الذهاب أو العودة خاصة خلال شهر رمضان الماضي.. وفي الوقت الذي كانت تشهد فيه الموانئ المصرية تكدسا للمعتمرين في الذهاب وفي الموانئ السعودية عند العودة طرأت هذا العام مشكلة جديدة تختلف تماما عن المشكلات التقليدية أو المعتادة في موسم العمرة وهي تخلف حقائب المعتمرين وعدم وصولها من موانئ القيام حتي الآن رغم انتهاء رحلات عودة المعتمرين المصريين الذين ادوا مناسك عمرة عمرة رمضان، حيث عاني ركاب الطائرات تأخر إقلاع رحلاتها أو تخلف أمتعتهم بعضهم للبقاء في مطار القاهرة لأكثر من 6 ساعات انتظارا لوصول حقائبهم علي الطائرات التالية. ورغم مرور أكثر من أسبوعين علي عودة معظم هؤلاء المعتمرين فقد تفجرت قضية عدم وصول الحقائب لأقصي درجة خاصة بالنسبة لرحلات الطيران لاسيما للمعتمرين الذين استخدموا الخطوط الجوية السعودية. ويبدو أن الأزمة التي حدثت بين مصر والسعودية فيما يتعلق بتشغيل رحلات الطيران بين المدينةوالقاهرة قد ألقت بظلالها وتداعياتها السلبية علي المعتمرين المصريين رغم انهاء الحديث عن تلك الأزمة.. خلال الأيام الأخيرة تقدم عشرات المعتمرين بعمل محاضر في أقسام الشرطة بسبب تخلف أغراضهم وحقائبهم لدي سلطات مطار القاهرة، لكن الغريب أن تعامل المسئولين في مطار القاهرة مع هذه المحاضر كان يبدو تعاملا عقابيا وكأنهم يقولون للمعتمرين المصريين لماذا استخدمتم الخطوط السعودية؟! ومع ذلك مازال المعتمرون المصريون يترددون علي مطار القاهرة للسؤال عن حقائبهم خاصة أن معظمهم قد ركزوا علي شراء الهدايا خاصة التي تتناسب مع دخول أولادهم المدارس والجامعات بعد انتهاء إجازة العيد، ومنها أجهزة "اللاب توب" وخلافه. وخلال جولة بمطار القاهرة الدولي صالة "3" رصدنا تكرار شكاوي المعتمرين من رحلات الخطوط السعودية بالنسبة للتأخير أو تخلف الحقائب وطالت المتاعب أيضا المسافرين من القاهرة الذين من المقرر سفرهم علي الطائرات التي نقلت المعتمرين حيث وصل معدل رحلات السفر للطائرات السعودية المتأخرة بالقاهرة طوال أيام العيد والأيام الماضية إلي 8 رحلات يوميا بل طال التأخير بعض رحلات المدن الأخري مثل الدمام والرياض وأبها، ولم يقتصر علي رحلات جدة فقط وشهدت سجلات محاضر شرطة السياحة بمطار القاهرة معدلات مرتفعة حيث حرر مئات الركاب محاضر بسبب تأخر رحلاتهم، كما شهدت صالة الوصول رقم 3 بمبني الركاب رقم 1 زحاما شديدا خلال الأيام الماضية من جانب المعتمرين الذين افترشوا الصالة ومداخلها في استلام حقائبهم إلي جانب المعتمرين الذين وصلوا خلال الأيام الماضية ولم يتمكنوا من تسلّْم حقائبهم، ومازالت المشكلة مستمرة للأسبوع الثاني علي التوالي وهناك بالفعل أزمة تكدس المعتمرين بمبني الركاب رقم 3 الذين نقلتهم الخطوط السعودية وعادوا دون أن تصل حقائبهم وأمتعتهم معهم علي نفس الطائرات. هدايا المدارس ضاعت يؤكد عدد من المعتمرين العائدين علي إحدي رحلات الخطوط السعودية الذين التقتهم "الأسبوعي" أنهم عانوا معاناة شديدة خلال رحلة العودة وقالوا: بقينا في مطار جدة أكثر من 15 ساعة في محاولة للسفر حيث تأخرت الطائرة أكثر من 13 ساعة بدون معرفة الأسباب، كما لم تنقلنا الشركة إلي أحد الفنادق لحين تجهيز الطائرة وفوجئنا بتخلف حقائبنا وانتظرنا ما يقرب من سبع ساعات بصالة الوصول بمطار القاهرة لحين وصولها علي الرحلات التالية ولم تصل حتي الآن واضطررنا للعودة إلي منازلنا بعد تحرير محاضر لفشلنا في العثور عليها، رغم أننا احضرنا معنا لوازم أولادنا من احتياجات المدارس والجامعات.. إلا أنها فرحة ما تمت"!! وطبقا لما حصلنا عليه من تقديرات وأرقام من أحد اعضاء البعثة المصرية المكلفة بمتابعة أحوال المعتمرين وتقديم جميع التسهيلات لهم في مكةوالمدينة فإن المعتمر المصري رغم الأزمة الاقتصادية ورغم الاستعداد للعيد والمدارس وحتي شهر رمضان كان الأكثر انفاقا علي الهدايا كالعادة.. وكأنهم يقولون ان مصر لم تتأثر كغيرها من الدول بتداعيات الأزمة العالمية.. حيث تؤكد تلك التقديرات ان متوسط انفاق شراء المعتمر المصري علي الهدايا قد تجاوز ال5 الاف جنيه في الوقت الذي وصل فيه عدد المعتمرين المصريين إلي 182 ألف معتمر طبقا لإحصائية وزارة السياحة من العدد الاجمالي الذي بلغ 575 ألف معتمر.