حالة من الارتباك والفوضي شهدتها صالة الوصول رقم3 بمطار القاهرة الدولي بين المعتمرين العائدين علي رحلات الخطوط السعودية القادمة من جدة . بسبب تخلف آلاف الحقائب علي طائرات الشركة ثم تكدسها داخل صالة الوصول باحثة عن أصحابها لتتحول رحلة العمرة لهؤلاء الركاب, وكثير منهم من كبار السن إلي رحلة من المعاناة في البحث عن حقائبهم التي تخلفت سواء في مطار جدة أو المكدسة داخل الصالة التي تحولت إلي ما يشبه مخزن للحقائب! بدا المشهد في الصالة كتلة من الفوضي بين الركاب الذين أخذوا يفترشون أرض الصالة ومنهم المريض الذي يجلس علي كرسي متحرك.. وآخرون من كبار السن والسيدات البسطاء الذين لا يعرفون ماذا يفعلون مع تخلف حقائبهم, وبدء رحلة جديدة لهم بعد معاناة السفر والبحث عن حقائبهم. من ناحيتها بذلت سلطات المطار كل جهدها لاحتواء الوضع لكن تزايد حالات تخلف الحقائب التي وصلت إلي نحو ثلاثة اآلالف حقيبة كان أكبر من هذه الجهود. تحقيقاتالأهرام كانت بين المعتمرين الذين وصلوا ولم يجدوا حقائبهم بينما وجدوا أمامهم آلافا أخري من الحقائب لركاب سابقين لهم! من بين هؤلاء سيدة عجوز قالت ببساطة ما تعرفش يابني ممكن أعمل إيه دلوقتي.. أنا مش من هنا أنا من الشرقية ودي أول مرة أروح فيها العمرة كنت فرحانة وأنا جاية من العمرة لكن دلوقتي مش عارفة أعمل إية. وقال معتمر آخر: أنا مش شايف مسئول من المسئولين أشتكي له.. ولا من الخطوط السعودية أحرر عنده محضر بالشنط اللي ماجتش وبعد انتظار عدة ساعات رفع معتمر ثالث صوته داخل صالة الوصول: أنا عندي سكر وضغط.. حرام عليكم عاوز الشنط.. خلوني أمشي وأضاف: لوحصل لي حاجة هتكونوا أنتم السبب مثل هذا الرجل كثيرون وجدوا داخل صالة الوصول3 التي تستقبل الآن ما لايقل عن15 رحلة يومية للخطوط السعودية ليرسموا المشهد الحالي داخل الصالة, وهو المشهد الذي يشبه الماساة علي مدار الأيام الثلاثة الماضية وكما يقول أحد القادمين: تحملنا تأخر رحلتنا بجدة لمدة تقرب من7 ساعات دون معرفة السبب الحقيقي لهذا التأخير.. وهناك افترشنا الأرض حتي توجهنا إلي الطائرة, وزاد الأمر سوءا عندما وصلنا إلي مطار القاهرة, واكتشفت أن حقائبي ومعي عدد كبير من المعتمرين لم تصل بعد, وهنا افترشناش الأرض أيضا! وأضاف: ها نحن ننتظر منذ ساعات علي أمل أن تصل حقائبنا بدلا من السفر إلي محافظتنا واضطرارنا للعودة مرة أخري إلي المطار ومعتمر آخر قال: جئت من محافظة الدقهلية لأتسلم حقائبي من بين هذه الحقائب التي تخلفت عن أصحابها بعد إتصال الشركة السعودية بي.. بينما أشار آخر إلي أنه وصل منذ ثلاثة أيام واكتشف تخلف حقائبه ورغم أن أحدا لم يتصل به فقد جاء بنفسه مباشرة إلي مطار القاهرة ليشهد بنفسه مئات الحقائب التي يراها أمامه ربما يجد حقائبه المتخلفة, وأثناء حديثه وجد بالفعل إحدي حقائبه فتعالي صوته وتهلل فرحا وتركنا لكي يبحث عن باقي حقائبه..! ما قاله المعتمرون جاء بالفعل تعبيرا حقيقيا عن الصورة داخل صالة الوصول رقم3 التي اكتظت بالحقائب المتخلفة والتي وصلت علي مدار ثلاثة أيام فقط إلي نحو ثلاث آلاف حقيبة في انتظار أصحابها والكثير منهم من مختلف محافظات مصر. أما سلطات مطار القاهرة فهي تحاول حتي الآن احتواء المشكلة, إذ قررت شركة ميناء القاهرة الجوي تخصيص مساحات كبيرة داخل صالة الوصول نفسها للحقائب, وعدم إدخالها لمخزن الأمتعة المتخلفة.. الذي لا يكفي لكل هذا العدد من الحقائب, وكذلك تحويل معظم الرحلات الأخري القادمة من مختلف دول العالم والمقرر هبوطها بالصالة رقم3 إلي الصالة رقم1 لإتاحة المجال لركاب السعودية لمزيد من انسيابية الحركة بدلا من الازدحام الشديد الذي يمكن أن تشهده الصالة التي يصل إليها ما لايقل عن15 رحلة يومية علي متن شركتها. وفي حالة زيادة عدد الرحلات يتم نقل بعضها إلي صالة الوصول رقم1 مكتب لاستخراج التصاريح من ناحيتها قررت شرطة مطار القاهرة بالتنسيق مع شركة ميناء القاهرة الجوي توفير موقع أمام صالة الوصول لإصدار التصاريح الأمنية الخاصة بدخول الركاب المتخلفة حقائبهم إلي الصالة للتعرف علي حقائبهم بعد مراجعة مسئولي الخطوط السعودية بمطار القاهرة. ويرغم جهود هذه السلطات فإن الأمر يحتاج إلي مزيد التكثيف لنوبات العمل داخل صالة الوصول حتي انتهاء الأزمة خاصة من مندوبي العلاقات العامة وشركة الميناء وموظفي الخطوط السعودية لتقديم المعلومات المطلوبة لمن تخلفت حقائبهم وتحرير محاضر بها وتوجيههم وتقديم العون لهم, حيث عاني المعتمرون من قلة هذه المعلومات والمساعدات.. وعلي نفس الدرجة من الأهمية طالب عدد من المعتمرين الذين جاءوا للتعرف علي حقائبهم التي تخلفت بالحصول علي تعويضات للأضرار التي وقعت عليهم بدءا من تأخر رحلاتهم في السفر والوصول ومرورا بمشكلة تخلف حقائبهم وإضطرارهم للسفر إلي محافظاتهم ثم العودة مرة أخري إلي مطار القاهرة لتسلمها, بينما لم يجد البعض الآخر حقائبه حتي الآن! وأكدوا ضرورة وجود دور مهم لسلطة الطيران المدني المصري في هذا الشأن. هنا تساءل معتمر آخر قائلا: لو حدث نفس الأمر مع ركاب شركة طيران أخري تهبط علي الأراضي السعودية.. هل كانت السلطات هناك لن تحرك ساكنا, أم تفرض أي إجراءات ضد هذه الشركة..؟! حملنا هذا السؤال إلي الطيار سامح حفني رئيس سلطة الطيران المدني المصري الذي رد بقوله: إن سلطة الطيران المدني في أي دولة معنية في المقام الأول بالتأكد من إتخاذ إجراءات الأمن والسلامة علي الطائرات قبل إقلاعها والتي تسير وفق قواعد ومعايير عالمية محددة لا يمكن الخروج عنها ويتم اتخاذها بكل حذافيرها وبعناية شديدة للغاية, ثم يأتي بعد ذلك دور سلطة الطيران في خدمة الركاب, وهي علي استعداد لبحث أي شكاوي تصل إليها من الركاب إزاء أي شركة طيران والتحقيق فيها والتأكد منها. وأضاف الطيار سامح حفني: في حالة التأكد من صدق الشكوي نقوم علي الفور بإجراء اتصالاتنا مع مسئولي شركة الطيران بفرعها بالقاهرة لحل المشكلة وإتخاذ التدابير اللازمة لها, مشيرا إلي أن سلطة الطيران المدني في مصر في حالة وصول أي شكوي من ركاب إليها ستقوم علي الفور ببحثها لضمان حصول الركاب علي حقوقهم الكاملة من أي شركة طيران.