اسمه بليا بن ملكان. واشتهر بالخضر لأنه من صلاحه وذكره لله كان إذا جلس علي أرض رمل صحراء اخضرت من تحته. وهو العبد الصالح الذي صاحب سيدنا موسي - علي نبينا وعليه الصلاة والسلام - ليعلمه من علم الله. كما قال تعالي: "قال له موسي هل اتبعك علي أن تعلمني مما علمت رشدا "66" قال إنك لن تستطيع معي صبرا "67" وكيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا "68" قال ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً "69" قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتي أحدث لك منه ذكراً "70" فانطلقا حتي إذا ركبا في السفينة خرقها قال اخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمراً "71" قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً "72" قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً "73" فانطلقا حتي إذا لقيا غلاماً فقتله قال أقتلت نفساً زكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكراً "74" قال ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبراً "75" قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً "76" فانطلقا حتي إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجراً "77" قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً "78" أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً "79" وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً "80" فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً "81" وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراً". وقد خصه الله بعلم لم يؤته موسي. ولكن لا يعني ذلك أنه أفضل منه. وقد أعطي الله موسي من العلم من لم يعطه للخضر. ولا نستطيع شرح ما دار بينهما في عجالة. ولكننا نلفت الأنظار فقط لبعض ما في قصتهما من عبر. أولها أن سيدنا موسي عندما سأله رجل من بني إسرائيل قائلاً: "هل يوجد علي وجه الأرض من هو أعلم منك؟" فأجابه سيدنا موسي بالنفي. وكان ينبغي أن يرجع العلم إلي الله تعالي. ولذلك أوحي الله إليه أن هناك من هو أعلم منه. فتجشم موسي العنت في الوصول لذلك الرجل الصالح ليتعلم منه. وهذه عبرة أخري. وهي الاجتهاد في طلب العلم النافع. ومن العبر ايضا الأدب الشديد في طلب العلم. بالرغم من أن موسي أفضل من الخضر. ولكنه لم يتباه عليه ويقول له علي سبيل الأمر: "أنا نبي الله وكليمه فأخبرني بما عندك من العلم" مع ما في بقية القصة من الأدب الجم. كما أن هناك عبرة عظيمة. تمثلت في قصة الغلامين اليتيمين. وهي أن صلاح الآباء يعود نفعه علي الأبناء.