إيمان القدوسى مصائب الدنيا تصيب المؤمنين فيلاقونها بالصبر و الاحتساب و لكن في الخلفية المعتمة للنفس البشرية محدودة الإدراك و الرؤية يومض التساؤل لماذا؟ يظهر و يختفي في ومضات متلاحقة يظهره ضغط الحزن و القهر و وقع المفاجأة و يخفيه الإيمان بحكمة الله في تصاريف الأقدار . كلمة لماذا تخفي وراءها الكثير من التساؤلات المعلقة في فضاء الجهل و الجهالة الإنسانية بلا إجابة لماذا يبتلي ذلك العبد الصالح و الرجل الطيب بفقد ولدة و تلك المرأة المضحية الصابرة لماذا تصاب بالمرض أو بالخسارة أو غير ذلك من مصائب الدنيا . هذة التساؤلات المتعجبة لم ينج منها حتي النبي و الرسول موسي علية السلام عندما قابل العبد الصالح و طلب منة مصاحبتة "قال له موسي هل اتبعك علي أن تعلمن مما علمته رشدا " "قال إنك لن تستطيع معي صبرا" ثم ذكر السبب "و كيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا" لا يصبر الإنسان علي ما لم يحط به علما يريد أن يعرف السبب ,الدوافع,الملابسات لتتضح أمامه الصورة , و لكن موسي وعده و"قال ستجدني إن شاء الله صابرا و لا أعصي لك أمرا" و شرط عليه العبد الصالح " قال فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شئ حتي أحدث لك منه ذكرا " لكن موسي علية السلام لم يستطع الصبر و الوفاء بهذا الشرط , فقد رأي منة أهوالا غير مبررة ,خرق السفينة التى يملكها مساكين و قتل غلاما بريئا و أقام جدارا في قرية ظالمة و هنا لم يستطع موسي علية السلام المزيد من الصبر فشرح له العبد الصالح ما وراء الأحداث الظاهرة و أطلعة علي الحكمة الإلهية في كل ما رأي . " قال هذا فراق بيني و بينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع علية صبرا. أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا. و أما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا و كفرا. فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة و أقرب رحما . و أما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة و كان تحته كنز لهما و كان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما و يستخرجا كنزهما رحمة من ربك و ما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا " الآيات من سورة الكهف .يقول العارفون الرضا بالمقسوم عبادة و الحكمة الإلهية تتضح في الوقت المناسب و لكن الإنسان خلق عجولا .