شنت قيادات القوي الإسلامية هجوما عنيفا علي دعوة القوي السياسية لتنظيم مظاهرة مليونية بعد غد تحت شعار "مصر مدنية" ووصفوا هذه الدعوة بأنها اثارة للفتن بين القوي السياسية. قال د. عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم السلفيين إن الدعوة لتنظيم مظاهرة مليونية تحت شعار مصر مدنية أمر مثير للدهشة فليس هناك حاجة لمثل هذه المظاهرة ويجب ان ينتظر الجميع نتائج صناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة فالارادة الشعبية هي التي تفعل ما تشاء.. متسائلا لماذا لا يريد العلمانيون والليبراليون الانتظار والاحتكام لصناديق الانتخابات. ورد علي ما اثير حول أن جمعة "مصر مدنية" تأتي ردا علي جمعة "مصر اسلامية" التي نظمتها القوي الاسلامية قبل اسبوعين قال الشحات المليونية الاسلامية لم تكن تحت شعار "مصر اسلامية" بل كانت تحت شعار "الإرادة الشعبية" وتم رفع شعارات تطالب باجراء الانتخابات لانهاء الخلافات بين القوي السياسية وإذا كانت مظاهرة الجمعة القادمة ضد السلفيين فهذا الأمر يزيد شعبية السلفيين. وصف الشحات العلمانيين والليبراليين بأن افعالهم علي عكس اقوالهم وتساءل: كيف يطالبون بدولة مدنية ديمقراطية وفي نفس الوقت يمارسون الديكتاتورية بالقفز علي ارادة الشعب وعدم الانتظار لحين اجراء الانتخابات كما انهم خالفوا ما يقولون حول ضرورة الفصل بين الدين والدولة واستعانوا بالصوفيين لزيادة العدد في الميدان قائلا: أليس هذا خلطا بين الدين والسياسة ولكن الطرق الصوفية رفضت فيما عدا طريقة واحدة فقط. وحذر الشحات المشاركين في المظاهرة من ان يعيشوا وهم انهم يمثلون الشعب المصري بكافة طوائفه وتياراته.. فهناك تيارات أخري تريد دولة حدثية قانونية اسلامية وسيكون الحكم للصناديق وليس بالوقوف في ميدان وتجميع الاشخاص قائلا: في جمعة الارادة الشعبية وصل عدد المتظاهرين 5 ملايين شخص وستكشف المظاهرة العدد الحقيقي للمطالبين بالدولة المدنية. قال د. طارق الزمر عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية ان من حق كل مصري التظاهر والاعتصام طالما انه لا يضر بمصالح البلاد إلا أن الجماعة الاسلامية تري أن مظاهرة الجمعة القادمة تكرس الطائفية والخلافات بين القوي السياسية. أكد ان المشاركين في المظاهرة يستخدمون نفس أساليب الرئيس السابق مبارك فهم يريدون تخويف وترويع الداخل والخارج من التيارات الاسلامية ولا يجمع التيارات المشاركة في المظاهرة ومنها الليبراليون أو الصوفيون أو شيعة أو اقباط الا محاربة التيارات الاسلامية. قال: للأسف الداعون للمظاهرة يعتمدون في عملية الحشد علي أهم أركان النظام السابق حسني مبارك وهم الصوفيون وتساءل هل: هناك من ينكر ان الصوفيين كانوا هم المؤيدون لمبارك والغريب ان يجتمع الصوفيون مع الليبراليين والعلمانيين ففلسفة العلمانيين ضد الصوفية ويعتبرون الصوفية ضد الحضارة والسياسة. أكد د. كمال حبيب رئيس حزب السلامة والتنمية والمرجعية الاسلامية انه من المتوقع فشل الدعوة لتنظيم مليونية الجمعة القادمة فهناك اختلاف حقيقي بين افكار الليبراليين والعلمانيين والصوفيين الذين يحتكمون إلي الشرعية الاسلامية كما ان الصوفية تقوم علي احترام الشرعية والمطالبة باستمرار المادة الثانية من الدستور متسائلا: كيف سيقف الصوفيون في صف مع العلمانيين ضد القوي الاسلامية الاخري فهذا التحالف يعتبر تحالف الصوفية ضد أنفسهم.. وأضاف أن العلمانيين ينظرون إلي الصوفية باعتبارهم متخلفين بسبب رغبتهم في اقامة الموالد.. وكشف إن تحالف القوي الاسلامية اتفق علي التواجد في ميدان التحرير يوم الجمعة القادمة بتمثيل رمزي من شيوخ وقيادات القوي الاسلامية واضاف: لا نريد ترك ميدان التحرير لهؤلاء العلمانيين والليبراليين.. موضحا إن الهدف من المشاركة شرح مطالب الاسلامية لوسائل الإعلام. اعتبر د. عبدالرحمن عبد البر عضو مكتب الارشاد لجماعة الإخوان المسلمين ان تنظيم مظاهرة للرد علي مظاهرة أخري أسلوب سييء فلا يجب أن تتفرغ الامة لتنظيم مظاهرات للرد علي بعضها فهذا يضر بمصالح البلاد.. أشار إلي أنه يؤيد تنظيم مظاهرات إذا كانت لها مطالب محدودة تسعي إليها.. أما ان تكون المظاهرة لاثبات وجود واستعراض عضلات فهذا أمر يضر بالبلاد. الإخوان وتنسيقية الثورة يقاطعان قررت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية عدم المشاركة في مليونية الجمعة القادمة ورفضت الدعوة للتظاهر في هذه الجمعة واعتبرتها دعوة "للفرقة والانقسام" في وقت تحتاج فيه البلاد إلي الوحدة والاتحاد. ذكر بيان اللجنة علي الإنترنت ان اللجنة تعلن مقاطعتها لهذه التظاهرة ورفضها التام لمحاولة الاستقطاب وتقسيم القوي الوطنية وتدعو الجميع إلي تحمل مسئولياتهم من أجل وحدة الصف التي هي السبيل الوحيد لنجاح واستكمال مطالب الثورة وتحقيق طموحات الشعب . من ناحية أخري أعلن الدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين إن حزبه لن يشارك في المليونية المحتمل عقدها يوم الجمعة المقبل مع التأكيد علي حق فصيل في المشاركة من عدمها وفقاً لرؤيته وقناعاته..و شدد الكتاتني علي أهمية التوافق المجتمعي بين كافة القوي والتيارات السياسية في مصر خلال الفترة الحالية مؤكداً ضرورة السعي إلي وحدة الكلمة إضافة إلي ضرورة استمرار الضغط الشعبي من أجل تحقيق باقي مطالب الثورة المجيدة.