يبدو أن الأحداث الأخيرة والمتلاحقة عقب رفض المحكمة الطعن المقدم من النائب العام المستشار د.عبدالمجيد محمود والذي كان قد طلب فيه من المحكمة إلغاء قرار إخلاء سبيل 7 من الضباط المتهمين بقتل 17 متظاهرا وإصابة 300 آخرين إبان ثورة 25 يناير واستمرار حبسهم احتياطيا علي ذمة القضية ,زاد من سخونة المشهد في الشارع المصري. حيث تراجعت جماعة 'الإخوان المسلمون' في مصر أمس عن موقفها الرافض لمليونية الجمعة الثامن من يوليو في ميدان التحرير بوسط القاهرة وقررت المشاركة , وهو ما أفصحت عنه الجماعة من خلال بيان لها علي أن تكون هذه الفعالية هي الخطوة الأولي من فعاليات أخري سنعلن عنها في حينها حتي ترتفع راية العدل ويأخذ كل ذي حق حقه وينال كل مجرم جزاءه وتتحقق مطالب ثورة الشعب التي دفع ثمنها من دمائه. ويذكر أن اكثر من 40 من القوي والأحزاب السياسية كانوا قد دعوا لتنظيم مظاهرة مليونية الجمعة المقبل تحت اسم 'جمعة تصحيح المسار وتحديد المصير' للمطالبة بالاسراع بتنفيذ مطالب الثورة وكانت جماعة الاخوان المسلمين قد تخوفت من أن تتركز المليونية علي مطلب القوي الليبرالية بوضع دستور جديد للبلاد قبل إجراء الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر المقبل. هذا وقد قررت الدعوة السلفية المشاركة في جمعة 8 يوليو وجاء ذلك علي لسان المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة, بعد اتصال مجموعة من شباب الثورة تعهدوا فيه بعدم رفع أي شعارات تطالب بالدستور أولا كما أن المشاركة تأتي احتجاجا علي قرارات البراءة الجماعية التي حصل عليها رموز النظام السابق. وأرجع القرارات بمثابة رسالة لجس نبض الشارع المصري تجاه مصير رموز النظام السابق , كما طالبت الدعوة السلفية بالقصاص العادل من الذين تسببوا في قتل شهداء الثورة. ومن جانبه أكد الدكتور محمد يسري المتحدث الإعلامي لحزب النور عن مشاركته في مظاهرات الجمعة للمطالبة بالإسراع في وتيرة محاكمات النظام السابق ورموزه وكلِّ مَنْ تسبَّب في قتل المتظاهرين وإيذائهم وتطهير المواقع القيادية من الفساد والفاسدين وإزاحة الوجوه المرفوضة شعبيًّا والمشبوهة عن مناصبهم. وأكد أن المشاركة تأتي عقب استبعاد المطالب المختلَف عليها. ويترك الحزب لأعضائه حريةَ اتخاذ قرار المشاركة من عدمها. وطالب الجميعَ بالتخلي عن الشعارات الحزبية في هذه اللحظة الدقيقة إعلاءً لمصلحة الوطن وحرصًا علي سلامة المجتمع ومقوماته ويدعو إلي الترفُّع عن استغلال المظاهرات في الدعاية لحزبٍ بعينه أو تيارٍ بعينه. وحذر من المساس بأمن المواطنين ومحاولة التخريب والوقيعة بين أبناء الشعب ويعرب في هذا الصدد عن تحفُّظه علي فكرة الاعتصام من أجل إفشال هذه المحاولات الخبيثة وحفاظًا علي الطابع السلمي للثورة المصرية المجيدة. وفي ذات السياق وتعقيبا علي الاحداث التي وقعت في مدينة السويس أمس الأربعاء, ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا بعنوان 'الثورة ستنفجر من السويس لثاني مرة' في إشارة إلي الأحداث الجارية الان في مدينة السويس عقب قرار المحكمة بإخلاء سبيل وبراءة الضباط المتهمين بقتل الثوار في أحداث يوم جمعة الغضب 28 يناير. حيث أوضح التقرير أن ما يجري الآن في مصر هو إشارة واضحة علي السخط الشعبي الذي قام بثورة وأراد أن يحاكم رموز النظام السابق محاكمة مدنية إلا أن ما حدث علي ارض الواقع هو كان إما البراءة أو التأجيل للمحاكمات التي استمرت حوالي ما يقارب من 5 شهور. ويستمر الغضب الشعبي في مدينة السويس التي وقع فيها أول شهيد من شهداء الثورة والمطالبة بالقصاص من المتسبين في قتل الثوار وعرض بعض الشباب المعتصم الآن علي موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' صورا لكاميرا علي شكل 'كانز' عبوة مشروب غازي. كما ذكر التقرير بأن من المتوقع أن تشهد مصر يوم الجمعة 8 يوليو 2011 مظاهرات حاشدة في كافة محافظات الجمهورية مطالبة بعدد من المطالب منها سرعة محاكمة رموز الفساد والكشف عن أماكن احتجاز نجلي مبارك بعدما تردد عن عدم وجودهم في السجون المصرية ورفض المحاكمات العسكرية للمدنيين والمطالبة بتشريع الدستور قبيل الانتخابات البرلمانية التي حدد لها شهر سبتمبر المقبل. وبصدد هذا المشهد الساخن والمتوقع في مليونية جمعة 8 يوليو التي تحدد لها اسم 'الثورة أولاً' أو 'الفقراء أولا' والذي يشارك فيها ما يقارب 30 حزبا وحركة سياسية والإخوان المسلمون والسلفيون وعدد من القوي الشعبية والرموز السياسية في مصر. أصدر الدكتور أشرف حاتم وزير الصحة والسكان تعليمات برفع درجة الإستعداد القصوي بأقسام الطوارئ والإسعاف بجميع محافظات الجمهورية تحسباً لوقوع حالات إصابة قد تنتج عن التظاهرات أو الإعتصامات والتجمعات التي تشهدها مصر حاليا .