لا شك أن برامج "التوك شو" أصبحت الآن لا تصب في مصلحة الوطن بل خلقت فوضي إعلامية وأثارت الفتنة والانقسام في المجتمع وذلك منذ ثورة 25 يناير وحتي الآن وما زالت مستمرة في مناقشة الفضائح والتشهير بالوطن وارتداء النظارة السوداء والتركيز علي السلبيات بينما تشير إلي الإيجابيات باستحياء والبعض يحول الإنجازات التي تحققت إلي سلبيات!! القيادات والكوادر النسائية أكدت علي ضرورة إعادة النظر في هذه البرامج وهذا الإعلام صاحب النظارة السوداء حتي نتجاوز الأزمات التي نعيشها حالياً وتستمر مسيرة البناء والتنمية. في البداية تؤكد د.أميرة الشنواني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية علي أهمية أن تكون هناك ضوابط أو قانون ينظم عمل الصحافة لمنع القنوات الفضائية التي تحاول المساس بأمن الوطن من خلال بث برامج توك شو مغرضة لأننا في مرحلة تحتاج البناء وليس إلي الهدم وهناك برامج هدفها الإثارة والهجوم علي كل شيء. أضافت أن دور الإعلام الحقيقي هو حل مشاكل الناس والمساهمة في التنمية خاصة في ظل حالة الحرب التي نعيشها ولكن هناك برامج تعمل علي بث البلبلة غير الهادفة وآن الأوان أن تتصدي لها الدولة بالقانون. أشارت إلي أن هناك برامج تناولت قضايا سقوط الطائرة الروسية ومقتل الطالب الإأيطالي "جوليو ريجيني" بشكل أساء إلي مصر مما أدي إلي قيام الآخرين باتخاذ إجراءات ضدنا رغم أن التحقيقات لم تثبت مسئولية مصر وتتفق معها السفيرة نائلة جبر مستشار الأممالمتحدة لحقوق المرأة مؤكدة علي ضرورة أن تكون هناك برامج لرفع مستوي وعي المواطنين وتفتح الأذهان وتوضيح كل الحقائق خاصة أن هناك إعلاميين علي مستوي عال من المهنية والوطنية. طالبت "جبر" بضرورة منع كل ما هو يسيء للقيم ويحث علي الكراهية ويثير الفتن والانقسام ومنع الفكر المتطرف والطائفي وتوضح الدكتورة ميرفت مدكور أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة القاهرة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن المشكلة في أن كل من هب ودب أصبح يتكلم في أي شيء وفي كل شيء مشيرة إلي أن هذه البرامج أصبحت تتنافسا في نشر الفضائح بهدف جذب أكبر عدد من المشاهدين ولا تضع في اعتبارها مصلحة الوطن والحرب الذي يخوضها المصريون في الداخل والخارج حتي لا تسقط البلاد كما سقطت ليبيا وسوريا والعراق وغيرها. تقول الدكتورة زينب شاهين أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الامريكية وخبيرة التنمية لشئون قضايا المرأة: إن برامج "التوك شو" المصرية تقلد الجانب السييء فقط من برامج "التوك شو" الأجنبية ودون النظر إلي الجانب الإيجابي في هذه البرامج التي تقدم الانجازات التي تتحقق علي أرض الواقع بالإضافة إلي تقديم نماذج ناجحة ومشرفة. أشارت إلي أن القائمين علي هذه البرامج لم يدركوا حتي الآن أن هناك خطاً رفيعاً يفصل بين الحرية والمهنية الاحترافية وبين المشاركة في خلق حالة من الفوضي والبلبلة لدي الرأي العام والذي ينساق خلف ما تقدمه من مواد إعلامية . مقاطعة "التوك توك" تؤكد د.سهير عبدالمنعم أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: انها قررت مقاطعة برامج "التوك شو" بسبب ما يحدث فيها من مهاترات مشيرة إلي أنها مع ذلك ضد إلغاء هذه البرامج لأننا نعيش عصر السماوات المفتوحة وإذا تم وقفها سيتجه الناس لمشاهدة القنوات المعادية. أكدت علي ضرورة أن يكون هناك قانون رادع ينظم الإعلام ويمنع أي تجاوزات تحدث ضد القيم الأخلاقية أو تعرض مصالح البلاد للخطر مشيرة إلي أن انتشار القنوات الفضائية المصرية الخاصة وبرامج "التوك شو" بشكل هيستيري وفوضوي غير مبرر . توجه الدكتورة يمني الشريدي رئيس جمعية سيدات أعمال مصر رسالة لجميع الإعلاميين خاصة من يرتبط بهم قاعدة كبيرة من المشاهدين أن يقدروا المسئولية الإعلامية التي تقع علي عاتقهم وأن يعملوا علي إعلاء مصليحة البلاد علي أي مصالح شخصية أو تحقيق مزيد من الشهرة. أشارت إلي أن هناك برامج توك شو محترمة تحرص علي عرض الرأي والرأي الآخر بينما هناك برامج هدفها التشهير والتشويه لكل شيء وتحرص علي رأي واحد فقط الذي يعارض فقط. وتري الدكتورة بثينة الديب مستشار الأممالمتحدة للتنمية وخبيرة المركز الديمجرافي بالقاهرة ومستشار الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء سابقاً: ان برامج "التوك شو" تعمل بدون أي رقابة عليها وتتسبب في إحداث بلبلة في المجتمع مستغلة وجود نسبة أمية تبلغ أكثر من 40% بين المواطنين. توكد مني أبو هشيمة رئيس جمعية زهرة المدائن: أن المواطن المصري رغم وجود أمية كبيرة أصبح يدرك بفطرته أن بعض هذه القنوات هدفها الإثارة والبلبلة فبدأ في مهاجمتها والتصدي لها لكن لابد أن تساعد الدولة المواطنين من خلال وضع قواعد وضوابط للعمل الإعلامي.