«مكلمة.. مصطبة».. ألفاظ متعددة أصبحت تطلق علي معظم برامج التوك شو التي تعرضها الفضائيات يوميا، حتي إنه أصبح هناك شبه إجماع علي ضرورة تصحيح أو تغيير المسار ليعود المشاهدون مرة أخري لهذه النوعية من البرامج التي كادت تفقد بريقها وملها المشاهد، حول هذا الموضوع استطلعنا بعض الآراء. يقول الكاتب يسري الجندي: أصبحت الوكالات الإعلانية مهيمنة بشكل صارخ علي المنتج سواء في برامج التوك شو أو الدراما والخطورة تأتي من أن أصحاب بعض الفضائيات الخاصة لا يهمهم سوي الربح ولايعنيهم إلا مصالحهم الخاصة ونحن شعب طيب وهناك نسبة كبيرة من الأمية غير المتعلمين الذين يتأثرون بشكل كبير بما يقال في الفضائيات وفي برامج التوك شو فلابد من تصرف عاجل وسريع لتصحيح المسار بعد أن أصبح أجر المذيع أو المذيعة يقدر بما يجلبه من إعلانات وبالتالي يتفنن في البحث عن الإثارة وبث السموم والبلبلة دون رابط أو ضابط ، ولذلك فلابد من التخفيف من جرعة برامج التوك شو التي غالبا ما تكون منتجا مضرا علي الأسرة والمجتمع، ومن هنا أطالب التليفزيون المصري بالعودة لإنتاج أعمال ذات قيمة كما كان يفعل في السابق سواء برامجية أو درامية وهو دور مهم وأساسي لتليفزيون الدولة في ظل الضمير الغائب للقطاع الخاص، كما إنني أطالب بوضع ضوابط قانونية للإعلانات علي المحطات الفضائية. يقول د.محمد شومان، أستاذ الرأي العام بجامعة عين شمس: إن معظم القنوات الفضائية خاسرة إن لم تكن كلها وإن الإعلانات علي برامج التوك شو أو غيرها لاتغطي بأي حال من الأحوال التكاليف الباهظة التي تنفقها هذه القنوات علي برامجها وإنها تعتمد اعتمادا كبيرا علي دعم أصحابها من بعض رجال الأعمال الذين يستخدمونها كسلاح سياسي للدفاع عن مصالحهم وأيضا لتشكيل رأي عام يصب أيضا في تحقيق أهدافهم وثالثا يعمل رجال الأعمال علي الاستعانة بالنخب السياسية والإعلامية ومنحهم فرص تقديم البرامج والإعداد بأجور كبيرة ومغرية للاستفادة منهم في الوقت المناسب. ويضيف: لاشك أننا في أزمة عامة تحتاج إلي إعادة النظر في برامج التوك شو بحيث تغير من أنماطها وفقراتها وعناصرها بحيث تتضمن عناصر جاذبة من التسلية والترفيهة والتنمية فنحن نحتاج الي إعلام تنموي في ظل الظروف التي تشهدها مصر حاليا . وتقول د. سلوي العوادلي، أستاذ العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة، إن أصحاب الفضائيات يعتبرون البرنامج الذي لايحقق الربح برنامجا فاشلا، وهذا المنطق يفتقد الي الرؤية ومصلحة البلد ومصلحة المشاهد فهم يريدون تحقيق المكسب بأي وسيلة ونسوا أن دور الإعلام أخطر وأهم بكثير من هذا الفكر المادي، فالإعلام رسالة مهمة للتقويم وضبط السلوكيات وتنمية المجتمع وزيادة الوعي وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية، كل هذا ليس في حسابات بعض أصحاب الفضائيات الخاصة، ولذلك أصبح المعلن هو التحكم في هذه البرامج وماتقدمه من مادة وهو أمر خطير ونحتاج إلي تشريعات سريعة لضبط هذه المنظومة الإعلامية التي تسمي بالفضائيات الخاصة، لأن هناك برامج لايصلح معها الإعلان مثل البرامج الدينية والندوات الثقافية ولكن بقدرة قادر أصبحت هذه البرامج تحتوي علي إعلانات، ومن هنا بدأت برامج التوك شو تفقد بريقها وقدرتها علي التواصل مع الجمهور بسبب اعتمادها الكلي علي الإثارة وعدم الوضوح وعدم المصداقية لجلب أكثر عدد من الإعلانات، وهو ماأثر بالسلب علي نسب المشاهدة، وعليها أن تغير من سياساتها قبل أن تصبح بلا طعم أو معني وأن تهتم بمصلحة البلد قبل مصالحها الشخصية. ويقول يحيي زكريا بوكالة الأهرام للإعلان : إن الوضع تغير حاليا، تغير بسبب أن المشاهد مل من كثرة السياسة في برامج التوك شو وبالتالي نسبة المشاهدة تراجعت، وعليه فإن الإعلانات تراجعت أيضا. ويضيف: الحل هو إعادة النظر في محتوي ماتقدمه برامج التوك شو وعليها أن تطور من نفسها وتدخل فقرات أخري ترفيهية ورياضية وفنية وخدمية وإنسانية جاذبة للجمهور للخروج من أزمتها وهذا مابدأت فيه بالفعل بعض القنوات بأن اتجهت إلي عناصر أخري بعيدة عن السياسة ولكن حاليا استقر البلد ولم يعد الحراك السياسي مطلبا مهما للمتلقي.