مذيع وضيف وحوار ساخن أبطال رئيسيين في كل برامج التوك شو التي أصبحت تشبه حكايات شهرزاد التي ترويها كل ليلة لشهريار لتنجو من السياف مسرور. الإعلامي الكبير جمال عنايت يري المشهد الإعلامي خاصة فوضي برامج التوك شو التي تجتاح كل القنوات الفضائية مثل حكايات ألف ليلة وليلة. المذيعة والضيوف هما شهرزاد اللذين يبحثون عن حكاية جديدة ساخنة حقيقية أو ملفقة في كثير من الأحيان ليروونها للجمهور »شهريار« حتي لا يقطع رقبة البرنامج بضغطه علي زر الريموت كنترول بحثاً عن حكاية جديدة وشهرزاد أخري. لا يجد عنايت في الأصوات العالية أزمة ولكن الأزمات الحقيقية تكمن في الأهواء وافتقاد الموضوعية أو الادعاءات زوراً وبهتاناً. ويقول: لا مانع لدي أن تكون علي طول الخط ضد اتجاهات الحزب الوطني وسياساته ولكن شريطة أن تكشف عن نفسك بوضوح أنك معارض يقول علي الشاشات ما يقوله داخل المكاتب المغلقة! حتي لا نصبح أمام ظاهرة جديدة وهو المعارض الليلي أو المعارض الفضائي. هذا ينسحب أيضاً علي الإعلام ذاته وبرامجه والبضاعة التي يقدمها وهل هي منزوعة الهوي أم بضاعة صالحة للعرض والاستهلاك وتقدم للمشاهد كل وجهات النظر خاصة أن بعض البرامج تحول إلي غرفة تحقيق يقوم فيها الإعلامي بدور وكيل النيابة الذي يستجوب ضيوفه ويجلدهم أحياناً لينطقوا بما لا يريدونه.. يسخط وينظر باعتباره الأقوي صاحب البرنامج. وعلق عنايت علي تقرير لجنة مراقبة الأداء الإعلامي في الانتخابات التي شكلها وزير الإعلام أنس الفقي بقوله: إن اللجنة رصدت بعض أخطاء الممارسة لدي قنوات التليفزيون، رغم أنه لم يطلب منهم أحد الانحياز.. وهكذا فهناك الكثيرون يلتفون حول المعايير والقواعد، ولابد من أن نعود للممارسة المهنية، وللأسف البعض ينتقد الأخطاء التي يرتكبها هو نفسه.. وأنا لا أري في نفسي أفضل من الآخرين ولكني أحاسب نفسي، والمشكلة تتمثل في كيفية ضبط الهوا.. وستظل هناك أخطاء ولكن كيف نتعامل معها. بعض الإعلاميين إذا لم يجدوا حكايات ساخنة فإنهم يسعون لاختراعها أو يلجأون للمبالغة وتهويل الأحداث الصغيرة التي لا تستحق أن تعرض علي الشاشات. مثل هؤلاء الإعلاميون يلعبون بالنار لأنهم من خلال تعمل الإثارة والتهييج استطاعوا بقصد أو دون قصد أن يخلقوا أنماطاً جديدة من المشاهدين الذين لا يقبلون أي طرح أو تناول إعلامي آخر ويعتبرونه برامج منزوعة الإثارة وينصرفون عن مشاهدتها. وبتواضع شديد يتحدث جمال عنايت عن موقعه علي خريطة الإعلام قائلاً: أنا في منطقة وسطي.. لا أمتلك الجماهيرية الطاغية ولكن لدي جمهور حريص علي متابعة برنامجي »علي الهواء« وللأسف شهوة النجومية تمارس ضغطاً علي الإعلامي لا أحيد عن طريق الموضوعية في تناول القضايا التي أطرحها بشكل يومي ونجد دائماً في برنامجي الرأي والرأي الآخر. أرفض الانصياع لفكرة الجمهور عاوز كده ولذلك أبتعد عن قضايا الإثارة الفارغة ولا أحب مصارعة الديوك كما يحلو للبعض المط والتطويل بحثاً عن بريق إعلامي زائف أو تحقيق أرباح مادية من وراء الإعلانات. ويضيف الإعلامي جمال عنايت: برامج الندب الإعلامي لم نجد لها مسوقاً رابحاً في انتخابات الشوري علي سبيل المثال لأنها لم تشهد أحداثاً تدعوها لذلك ولم تجد ثغرات ينفذون منها سواء علي مستوي الاستعدادات والإجراءات الانتخابية أو التغطية الإعلامية. ولكنها تجهز من الآن المسرح لانتخابات مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية القادمة. وحول تطوير برنامجه قال: التطوير سيكون في شكل ونوعية وقوة المتابعة اليومية للأحداث.. خاصة بعد انضمام أوربيت مع »شو تايم« حيث ازدادت نسبة المشاهدة، وعموماً التشفير لم يعد عقبة أمام الجمهور في ظل انتشار »الوصلات«.