يعد ظهور برامج «التوك شو» على القنوات المصرية أحد أهم الظواهر الملفتة فى عالم الإعلام المرئى خلال العشرة أعوام الماضية، حتى إن الإعلامى حافظ المرازى قال عنها إنها نجحت فى سحب نسبة كبيرة من مشاهدى قناة «الجزيرة» القطرية نحوها، بعد أن حطمت هذه البرامج حالة الجمود بين المشاهد والإعلام وأذابت جبل الجليد بين المشاهدين والتليفزيون لتتيح لهم فرصة التواصل والشراكة فى صناعة الخبر بعد أن ظل حتى وقت قريب متلقيا فقط. وفضلا عن نجاح تلك البرامج فى التفاعل مع الصحافه المكتوبة حيث لا تجد أى حرج فى فرد مساحات زمنية لأى جريدة تحقق سبقا صحفيا وفى المقابل تتصدى الصحافة المكتوبة للقضايا التى تتناولها هذه البرامج فى تفاعل حقيقى يساهم بشكل مباشر وأساسى فى زيادة شهرة هذه البرامج على نطاق واسع. وفرضت تلك البرامج نفسها كأسرع وسيلة إعلامية فى التواصل مع المشاهد بالصوت والصورة ونجحت فى اكتساب نسبة مشاهدة عاليه جدا كما تؤكد كل استطلاعلات الرأى التى أجريت فى هذا الشأن والتى أكدت نجاح هذه البرامج فى خلق وعى سياسى وثقافى وحقوقى لدى المواطن العادى. ومن هنا كان أغلب القنوات تراهن فى نجاحها على برنامج توك شو كبير يحظى بأعلى نسبة من ميزانية القناة وتدعمه بكل الإمكانات اللازمة من فريق إعداد قوى ومجموعة كبيرة من المراسلين ومخرج واع ومذيعين يتمتعون بكاريزما مختلفة عن باقى مذيعيى البرامج الأخرى واصبح لكل قناة حصانها التى تنافس به فى ماراثون البرامج الليلية. فهناك برنامج «البيت بيتك» الذى يذاع على القناتى الثانية والفضائية المصرية وهناك برنامج «العاشرة مساء» الذى يذاع على قناة دريم 2 وبرنامج «90 دقيقة» الذى يذاع على قناة المحور وبرنامج «بلدنا» الذى يذاع على قناة otv وبرنامج «القاهره اليوم» الذى يذاع على قناة «اليوم» إحدى قنوات أوربت، ويحسب للبرنامج الأخير انه مهد الطريق لبرامح التوك شو المصرية الأخرى خاصة أنه اقدمهم. ورغم عرضه على قناة عربية مشفرة الا أن فريق العمل وجميعهم من المصريين نجحوا فى لفت الانظار اليهم داخل مصر وخارجها بتناولهم قضايا ساخنة وشائكة وبرؤية مختلفة تحمل بصمة مميزة للإعلامى عمرو أديب صاحب الكاريزما الخاصة ومعه كتيبة عمل قويه وأصبح هذا البرنامج بمرور الوقت إحدى الدعامات القوية التى تستند عليه شبكة أوربت رغم وجود برامج أخرى مثل برنامج «على الهواء» الذى يقدمه الاعلامى جمال عنايت ومن قبله الاعلامى عماد أديب قبل اعتزاله العمل التليفزيونى. وانطلاقا من نجاح هذه البرامج شهدت مصر عودة المذيع النجم التى اختفت لسنوات طويلة بعد ان تراجع اداء إعلام الدولة الذى ظل ميهمنا على الساحه الاعلاميه قبل عشرة أعوام مضت وفشل فى صناعة نجومية المذيعين كما كان الحال مع جيل ليلى رستم وهمت مصطفي وأمانى ناشد وطارق حبيب وأحمد سمير وغيرهم من الأسماء البراقة. لكن فى العشرة أعوام الاخيرة عادت ظاهرة المذيع النجم وبمستوى أكبر وأعمق واكثر تاثيرا واصبح المذيع فى نجومية أهل الفن والرياضة وليس بغريب أن تتهافت عليه البرامج المختلفة لتسجيل لقاءات معه ورصد آرائه الشخصية فى القضايا العامة وأصبح له قاعدة جماهيرية كبيرة ويأتى فى مقدمتهم الإعلامى عمرو أديب ومحمود سعد ومنى الشاذلى ومعتر الدمرداش وتامر أمين وخيرى رمضان ومى الشربينى وهم الاعلى اجرا بين زملائهم المذيعين. ورغم أنه لا أحد يعرف على وجه اليقين الأجور التى يتقاضاها هؤلاء الإعلاميون إلا أن البعض يقدر أجر الاعلامى محمود سعد ب 200 الف جنيه فى الشهر بينما يتقاضى كل من تامر أمين وخيرى رمضان 50 ألف جنيه شهريا فى حين تتقاضى منى الشاذلى ومعتز الدمرداش حوالى 120 ألف جنيه شهريا أما عمرو اديب فقيل إنه يتقاضى 30 الف دولارا شهريا ورغم أنها أرقام غير مؤكدة لكن الأمر المؤكد والذى لا جدال فيه أنهم الأعلى أجرا بين أقرانهم.