قررت القوي السياسية بميدان سعد زغلول تعليق اعتصامهم لحين تحقيق مطالبهم التي تلقوا وعودا بتنفيذها. أضافوا في بيان لهم أن الاعتصام قد حقق الكثير من أهدافه حتي الآن من بينها "إعادة النظر في اعطاء حقوق الشهداء. وتفعيل قانون الغدر. وتعهدات الحكومة بوضع حد أقصي وأدني للأجور". أشاروا إلي أنهم اتفقوا علي التعليق مع مراقبة ومتابعة تنفيذ كافة مطالب الثورة وفقاً لتعهدات المجلس العسكري ومجلس الوزراء. مع التأكيد علي عودة المعتصمين الي الميدان في أي وقت حال التباطؤ أو الاخلال بتنفيذ مطالب وأهداف الثورة. قال عبدالرحمن الجوهري منسق حركة كفايه بالإسكندرية إن القوي السياسية أرادت أن تبين للجميع أنها لا تعارض بلا منطق وأنهم ارتأوا تقديم حسن النية لحين تنفيذ الحكومة لوعودها من خلال جدول زمني محدد لتحقيق المطالب. وإلا ستعود القوي الي الاعتصام مرة أخري اذا لم يتم تحقيق المطالب أو التباطؤ فيها. قد وقع علي بيان التعليق كل من "حزب الغد. حزب الكرامة. حزب الخضر. حركة شباب 6 أبريل. حملة دعم البرادعي. ائتلاف شباب الثورة. ائتلاف المثقفين والفنانين. حركة عهد. حركة كلنا مستقلون". بينما ظل معتصماً بالميدان عدد من الائتلاف المستقلة وأسر الشهداء ومجموعة محدودة من أعضاء حركة 6 أبريل ويقدر عدد هؤلاء بالمئات ويقيمون في عشرات الخيام. كان آلاف المواطنين قد احتشدوا بميدان مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل من أعضاء "الدعوة السلفية والإخوان المسلمين وحزب النور. والتيارات الإسلامية" من أجل مليونية الجمعة دفاعاً عن الهوية الإسلامية. وتطهير الحياة السياسية. والاستقرار. خطب الشيخ المحلاوي خطبة الجمعة إماماً للمصلين بمسجد القائد إبراهيم. بينما احتشد النشطاء السياسيون بمقر الاعتصام بميدان سعد زغلول علي بعد عدة أمتار وأدوا صلاة الجمعة خلف الشيخ جميل علام عميد معهد الدراسات الإسلامية بالإسكندرية حرصاً علي عدم الاحتكاك بين الطرفين. في ميدان القائد إبراهيم طالب الشيخ المحلاوي خلال خطبته المواطنين بعدم الاستجابة لنداء المشاركة في أي مظاهرة. إلا اذا كانت الدعوة موجهة من القوي الإسلامية المعروفة. مشيراً الي أن هناك دعوات للتظاهر والاعتصام ليس لها هدف سوي احداث الفتنة والوقيعة بين قوي الشعب والجيش. بمجرد انتهاء الصلاة قد قام عدد من ممثلي الدعوة السلفية بتوزيع بيانات مذيلة بتوقيع "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح. والدعوة السلفية. والإخوان المسلمون. الجماعة الإسلامية. جبهة الإرادة الشعبية" رفضوا فيها مجدداً وضع وثيقة مباديء حاكمة وفوق دستورية. وذلك لما تتضمنه من فرض وصاية علي إرادة الشعب المصري علي حد قولهم مشيرين أن من يحاول فرض تلك الوصاية هم القلة من الليبراليين والعلمانيين من خلال كتابة وثيقة حاكمة علي الدستور لا يستفتي عليها الشعب ولا تعبر عن الهوية الإسلامية. طالبوا في دعوتهم الدولة والمجلس العسكري بتعديل الأوضاع المعكوسة وتقدير الاتجاهات الإسلامية والوطنية كافة بما يتناسب مع حجمها ودورها في الشارع المصري. كما أكدت الدعوة السلفية في بيان آخر تم توزيعه علي المواطنين علي أهمية تحقيق الاستقرار وعدم السماح لأي فئة بتعريض مصالح البلاد للخطر من خلال "الفتنة المنظمة" التي تسبب انهيار البلاد اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. شددوا علي أن تفويض الشعب للمجلس العسكري الذي حدث خلال الاستفتاء الشعبي لتولي السلطة في المرحلة الانتقالية. لا تملك أي طائفة أن تنقضه من تلقاء نفسها علي حد قولهم مثل المطالبة بعزله أو تشكيل مجلس رئاسي مدني. مؤكدين علي أن بقاء المجلس العسكري في إدارة البلاد سواء "اتفقنا معه أو اختلفنا" ضروري للمحافظة علي كيان الدولة المصرية. مع التأكيد علي ضرورة نقل السلطة لإدارة منتخبة في الموعد المحدد. من ناحية أخري في اعتصام ميدان سعد زغلول الذي يبعد أمتارا قليلة عن ساحة القائد إبراهيم خطب الشيخ جميل علام فهاجم الدعوة لمظاهرات أطلق عليها البعض مظاهرات المليون لحية قائلاً: العبرة ليست بالمليون لحية أو المليار لحية.. العبرة بحسن فهم الدين وتطبيقه الصحيح. أضاف قد يكون هناك مليون لحية لكن أيضاً قد يكون هناك مخالفات ظاهرة للشريعة الإسلامية ناتجة عن جهل بأحكام الدين. وشدد علام علي أن الاعتصام هو وسيلة سلمية ومشروعة للاحتجاج. مشيراً الي استمرار الاعتصام لحين تحقق كامل مطالب الثورة.