أعلن المركز القومي للسكان أن تعداد المصريين بلغ مساء الأحد الماضي 90 مليوناً. بالإضافة إلي نحو عشرة ملايين نسمة خارج البلاد. أي مائة مليون نسمة. والحبل علي الجرار. هذا العدد ضعف عدد السكان في 1984. وثلاثة أضعاف عدد السكان في .1966 أذكر عبدالحليم حافظ وهو يغني في الستينيات: اطلب تلاقي تلاتين مليون فدائي. يقصد عدد المصريين آنذاك. وآخر الاحصاءات التي تعرض لقضية التزايد السكاني في بلادنا. تشير إلي ان عدد المواليد في مصر سنة 2012 بلغ 2.6 مليون نسمة. وهو ما يساوي مجموع المواليد في إيطاليا وفرنسا انجلترا واسبانيا مجتمعة. لعلي من غلاة المؤمنين أن حل مشكلة الكثافة السكانية لايقتصر علي تحديد النسل. فالحلول متعددة أهمها استغلال المتاح من الموارد الطبيعية والبشرية. وزيادة الانتاج. أخفقنا في تطبيق سياسة الصين بتحويل ما قد يبدو ظاهرة سلبية في تعداد السكان إلي ظاهرة ايجابية. بتحويل المجتمع بكاملة إلي ورشة انتاجية هائلة. تغزو صادراتها أسواق العالم. قد يبدو غريبا أن الصين بتعدادها الذي يقرب من المليار ونصف المليار نسمة توافق علي تشغيل اعداد من العمال الأجانب في مهن محددة داخل مؤسساتها الصناعية. إذا كنت قد أشرت من قبل إلي أن الحل النمطي ليس أسعد الحلول للحد من الكثافة السكانية. فإن الحلول الأخري تظل في دوائر التمني أمام الزيادة الهائلة في النسل طريقة حسنين ومحمدين. والبيانات المحذرة من تفاقم المشكلة. والصور الساخرة التي يواجه بها تنظيم الأسرة زيادة النسل.. ذلك كله لم يعد مجدياً أمام المد الهائل للمواليد. بما يجعل من التصورات الاستراتيجية مجرد بيانات وتنبؤات يصعب تحويلها إلي واقع. الوعي بالمشكلات هو الخطوة الأولي لحلها. ومسئولية تنمية الوعي. تعود الي إدراك الزوجين أن أسرتهما جزء من المجتمع. وأن زيادة الانجاب في الأسرة هي زيادة في مواليد المجتمع كله. بما تتضمنه من أعباء اقتصادية وصحية واجتماعية. الادعاء بأن الظروف المادية ا لطيبة لأسرة ما تتيح لها انجاب أطفال كثيرين. يلغيه فهم الظروف الصعبة التي يحياها المجتمع في عمومه. نحن لا نعيش في جزر منفصلة. لكننا ننتمي إلي مجتمع له أوضاعه التي يتأثر بها الجميع. مشكلات المجتمع يصعب ان تعامل بالقطاعي. انها أشبه بنظرية الأواني المستطرقة التي يتأثر فيها كل اناء بالأواني الأخري. وعندما نصف الأسرة بأنها خلية في المجتمع. فإنها لابدا ن تلتحم وتتفاعل ببقية الخلايا! لا أدعو إلي حلول قاسية. كما حدث في الصين. لما اشترطت المولود الوحيد لكل أسرة "بالمناسبة: عانت الصين مؤخراً من هذا الشرط المتعسف" لكنني أدعو إلي تنشيط العقلية الجمعية التي يحفزها إدراك الفرد لمسئولياته. واسهام المجتمع بالتالي في تنامي الإدراك. فتتحول المشكلات الشخصية إلي مشكلات للمجتمع وهي كذلك بالفعل يسعي إلي حلها بخطوات جادة. وحقيقية.