اقتصاديون يطالبون بطرح مشكلة الزيادة السكانية في البرلمان

أثيرت حالة من الجدل حال إعلان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وصول سكان مصر ل 90 مليون نسمة حتى تكون أكبر الدول العربية تعدادًا وتمثل بذلك نسبة 22,5% من تعداد سكان العالم العربي الذي يبلغ حوالي 400 مليون نسمة.
أكد اقتصاديون أن تلك الزيادة السكانية تمثل عبء على الاقتصاد المصري خاصة الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد، مطالبين بطرح هذه المشكلة في أولى جلسات البرلمان المقبل وتفعيل حملات تنظيم الأسرة لتحديد النسل وتنظيمه.
في هذا السياق، قال الدكتور رشاد عبدة، الخبير الاقتصادي الدولي، إن وصول سكان مصر إلى 90 مليون نسمة عبء كبير على الدولة والاقتصاد المصري خاصة مع الحالة الاقتصادية السيئة التى تمر بها البلاد.
وأضاف عبدة، فى تصريحات خاصة لبوابة الوفد، أن هذه النسبة تزايدت بشكل كبير عن عام 2000 ب30 مليون نسمة؛ بسبب عدم وضع الآليات والسياسات الاقتصادية المالية والنقدية للقضاء على الفساد والبيروقراطية الموجودة في المجتمع.
وأكد عبدة أن الصين نسبة السكان بها تقارب هذه النسبة ولكنها قامت بتوظيف الطاقات لتحويل المستهلكين إلى منتجين والاستفادة منهم.
وأشار عبدة إلى غياب دور وزارة الصحة والسكان وحملات تنظيم الأسرة ولتحديد النسل داخل المجتمع المصري، موضحًا أن حملات تنظيم الأسرة كانت متواجدة في الزمن القديم ولم ترتفع النسبة بهذا الكم مشددا على الدور التى تقوم به هذه الحملات.
وأوضح الدكتور فخري الفقي، أستاذ الاقتصاد والمستشار السابق لصندوق النقد الدولي، أن وصول نسبة السكان إلى 90 مليون نسمة يؤكد ضرورة عرض هذا الملف الخطير أمام البرلمان القادم لمناقشته وعرض الحلول لتنظيم النسل.
وأضاف الفقي أن هذه النسبة تمثل أربع أضعاف النمو السكاني فى الصين فيبلغ معدل النمو هناك 6.10 من عشرة أقل من مصر، مشددًا على أن الزيادة السكانية تلتهم معدلات النمو بنسبة 4.2 من عشر فى المائة وأن الزيادة السكانية فى مصر تزداد بنسبة 2.5 فى كل عام عن الأعوام الماضية.
ولفت الفقي إلى أن مصر تحتاج إلى 5% من النمو السكانى فقط حتى لايزيد عن 3 أضعاف مثلما حدث هذا العام المتوقع على الأقل، مؤكدا أن غياب دور وزارة الصحة لتوعية المواطنين بضرورة توزيع النسل وأن حملات تنظيم الأسرة من قبل وزارة الصحة والسكان هو السبب الرئيس في زيادة الأعداد أضعاف السنوات الماضية وعدم تحديد النسل.
وأشار الخبير الاقتصادى إلى أن الكثير من دول شرق آسيا قامت بتفعيل تحديد النسل حتى وصلوا إلى تعقيم الرجال لمناهضة الزيادة السكانية ونجحوا فى ذلك وهذا يدل على تقدمهم.
وتابع الدكتور أحمد سلطان، الخبير الاقتصادي، أن مصر تمر بأزمة اقتصاية كبيرة وتحتوي على عدد كبير من السكان على مستوى العالم ولكنها تحتاج إلى تخطيطات مسبقة من قبل الحكومة والوزارات المعنية للقضاء على هذه المشكلة المستمرة التى تهدد الاقتصاد دائما.
وأضاف سلطان أن مشكلة الزيادة السكانية من أهم العوامل التى أثرت على الاقتصاد فى الفترة الأخيرة وأيضا خفض سعر الجنيه أمام الدولار مما يقوم بدوره فى التأثير على حصة مصر من المياه وسد النهضة.
وأوضح سلطان أنه لتخطي هذه الأزمة يجب وضع آليات سياسية واقتصادية من قبل خبراء الاقتصاد والقيام بتوظيف الطاقات فى الأماكن المناسبة لها للقضاء على عمليات التنمية المستمرة.
وأكد الخبير الاقتصادي أن هذه الزيادة من الممكن استغلالها لتكون فرصة أمام الحكومة في إصلاح الاقتصاد المصري ولكن بالقضاء على المشكلات التى تواجه الاقتصاد المصرى.