أعلن الكتاب الإحصائي السنوي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء "2014" أن الزيادة السكانية بلغت 6.2 مليون نسمة. وأن عدد المواليد في مصر سنة 2013 حقق ارتفاعاً قدره 41% من عدد المواليد في .2006 هل كان علي أجهزة الدولة المعنية أن تتلقي التحذير من رئيس الدولة. لتدرك خطورة الدور السلبي الذي تعيق به زيادة النسل مشروعات التنمية؟ كما نري. فإن الدولة لم تفلح حتي الآن في توظيف الزيادة المطردة للنسل بصورة ايجابية. وهو ماحققته دول أخري تفوقنا في الكثافة السكانية. بحيث يقتصر الحل الذي يجب أن نوليه اهتمامنا في قادم السنوات علي ما تشير به قواعد الدين والصحة. تعددت الجهات التي تتولي مشروعات تنظيم الأسرة. وتكاثرت النصائح التي لجأت إلي حسنين ومحمدين. وأكدت أهمية أن تكون الأسرة سعيدة بأبناء قليلين أصحاء. وأن يجد كل شاب فرصة عمل في وجود تنظيم سكاني. تفرضه ظروفنا الحياتية. والمستقبل الذي نسعي في اتجاهه. التجاهل الذي يواجه الغالبية من أبناء مجتمعنا تلك الحلول. مبعثه التصور أن الدين يرفض أية محاولة لتحديد النسل. وهو ما نفاه أكبر علماء الدين فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر. ونفاه علماء مهمون أخلصوا لدينهم. ولقضايا المجتمعات الإسلامية. وتحريرها من عوامل التخلف. المشكلة قديمة. ولعل عمرو بن العاص أول من تناولها في خطبة له. عقب الفتح العربي لمصر. درس الحياة المصرية. وتعرف إلي سلوكيات المصريين. وعاداتهم وتقاليدهم. ونظرتهم إلي المستقبل. ضمن ابن العاص خطبته بكلمات تحض المصريين علي الحد من زيادة النسل "أترك لك تصور أعدادهم آنذاك" لأن زيادة النسل في رأيه ستعطل العمل علي بناء مستقبل البلاد. الكلمات أوردها المقريزي في الجزء الأول من خططه. تنفي رفض الدين لتنظيم النسل. إن كان الهدف هو انقاذ المسلمين من التأثيرات القاسية لتردي الاقتصاد. وما يستتبعه من تأثيرات مدمرة علي المجتمع كله. لعلي بالمناسبة أنقل عن المركز المصري لبحوث الرأي العام. أن حوالي 30 مليون مصري عاشوا تحت خط الفقر في 2014. منهم حوالي 2 مليون مصري حصلوا علي أقل من دولار يومياً. ماذا تعني هذه الأرقام؟