دلالات مخيفة للإحصاء السكاني بمصر في تقرير احصائي عن عدد المواليد والوفيات في مصر عن عام 2009 أعلنه اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بلغ عدد المواليد مليونين و217 ألف مولود .. بينما بلغ عدد الوفيات 476 ألفاً و600 مواطن تقريباً. وبحساب الفرق بين المواليد والوفيات يتضح أن السكان في مصر يزيدون سنوياً مليوناً و740 ألف مولود .. وهو رقم كبير له دلالات. منها أن ثقافة تنظيم النسل غير معترف بها وخاصة في الريف الذي مازالت تسيطر عليه فكرة "العزوة" بكثرة الأولاد .. كما أن ثقافة إنجاب ولد لمن يرزق بالبنات تسيطر علي المصريين جميعاً في الريف والحضر. ويظل المنجب للبنات يحاول مرة بعد أخري حتي ينجب ولداً. وهنا نتساءل عن دور جهاز تنظيم الأسرة الذي يعمل في مصر منذ ثلاثين عاماً تقريباً بدعاية "حسنين ومحمدين" ثم تحول إلي وزارة الأسرة والسكان .. فجميع محاولات الحد من زيادة السكان باءت بالفشل .. الأمر الذي يتطلب فكراً جديداً حتي نصل إلي المستوي المأمون من عدد السكان. وإذا كنا أمام حقيقة مؤكدة بالأرقام عن الزيادة السكانية المطردة .. وفي ظل تخطيط اقتصادي عاجز عن سد الفجوة بين التنمية الاقتصادية وبين ما يمكن ان نسميه "تنمية سكانية" فإن المستقبل يبدو قاتماً ومخيفاً. لاشك أننا ندرك جميعاً أن موارد مصر الاقتصادية محدودة وتحتاج إلي فكر جماعي لا فكر حكومي فقط للنهوض بها وفتح آفاق جديدة لتنمية غير نمطية .. وإلا فإننا سوف نزداد فقراً ومع زيادة الفقر تتضاعف المشاكل .. والمشاكل هنا يمكن أن تتخطي أية حدود متوقعة. ثم إن هناك ظاهرة غريبة في التقرير السكاني للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء حيث أظهر أن نسبة عدد المواليد الذكور تفوق عدد المواليد الإناث .. فنسبة الذكور من المواليد تزيد علي 52 في المائة. ومع ذلك فإننا نعاني في مصر من ظاهرة العنوسة .. فالزواج في مصر الآن محكوم بوقف التنفيذ .. والسبب الفقر والبطالة.