** في إطار البحث عن وظيفة لخريج جامعة .. سمعت هذه القصة .. نقلاً عن أحد أصحاب المصانع في العاشر من رمضان قال.. طلب منه صديق أن يلحق ولده الحاصل علي مؤهل جامعي في إحدي وظائف المصنع وكان من الصعب أن يرفض هذا الطلب بحكم الصداقة فقط وحضر إليه الشاب .. وأخذ في مناقشته .. وجده لا يعرف لغة ولا يجيد العمل علي الحاسبات الآلية. وسأله هل تعرف قيادة السيارات قال بالتأكيد رد صاحب العمل قائلاً: با بني لا توجد وظيفة تناسبك وأنت لا تعرف بديهيات الوظيفة .. أي وظيفة تحتاج إلي مهارات معينة .. فإذا عملت في وظيفة تناسب مؤهلك فإن مرتبك لن يزيد علي 250 جنيهاً فهل تقبل. رد الشاب هذا المبلغ لا يكفي مصروفات السيارة قال صاحب العمل هناك وظيفة نحن في حاجة إليها وراتبها 1500 جنيه في الشهر .. وهي وظيفة سائق .. وطبعاً رفض الشاب وانصرف وظل عاطلاً.. من هنا فإن تحديد الحد الأدني للأجور بمبلغ 400 جنيه شهرياً لا يمكن تطبيقه علي علاته.. بل لابد وأن يكون بمثابة مكافأة تدريب علي عمل ما.. وهناك فئات أخري من الأجور حسب التدريب والكفاءة. أما إذا أرادت الدولة حقيقة تعديل بنود الأجور فيلزم تحديد الحد الأعلي للأجور. فالمرتبات والأجور الحالية التي نسمع عنها .. لابد لها من وقفة حتي يمكن تحقيق التوازن خصوصاً ان أصحاب المعاشات أيضاً يطالبون برفع معاشاتهم .. وهذا حقهم. المعاشات عندنا وعندهم * قال صديقي العائد من أمريكا في زيارة لمصر بعد أن طلب إحالة نفسه إلي الاستيداع بعد أن بلغ سن السبعين .. قال: إنه أحال نفسه إلي المعاش اختيارياً وكان يمكن أن يظل في عمله طالما هو قادر علي أدائه بنفس الكفاءة .. ولكنه اكتشف فجأة أنه أمضي في العمل أكثر من 42 عاماً منذ وصول أمريكا مهاجراً .. بخلاف سنوات أخري عمل فيها في القاهرة .. أي أنه أمضي في إطار العمل نحو 50 عاماً .. ووجد أنه قد آن الأوان لكي يستريح من عناء الوظيفة .. والراحة في رأيه ليس عدم القيام بواجبات العمل .. ولكن الراحة هي حريته الشخصية. ينام في أي وقت ويستيقظ في أي وقت غير مرتبط بمواعيد محددة للذهاب والانصراف من المكتب. يستطيع ان يسافر إلي أي مكان وفي أي وقت يريده من حقه ان يستمتع بالبقية الباقية من حياته .. في الوقت نفسه بدأ بشعر بالملل لتواجده أوقاتاً طويلة في بيته .. وتذكر أنه رغم كل المتاعب الوظيفية إلا أن الحركة ولقاء الزملاء أفضل من البقاء في المنزل .. من هنا وضع ترتيبات لخلق مناسبات ترفيهية وعملية وثقافية واجتماعية وأيضاً القيام برحلات وسفريات لأنحاء العالم خاصة أن كبار السن يحصلون علي تخفيضات كبيرة في وسائل النقل. المهم في أول يوم من أيام المعاش أقيم له احتفال لتكريمه حضره أكثر من مائة شخص من الولاية ومن جهة العمل الكل جاء إليه لتكريمه وشكره علي تفانيه في العمل طوال هذه المدة وقدموا له التهاني علي أنه ترك الوظيفة وهو بصحته .. بخلاف شهادات التقدير والهدايا التذكارية التي ترمز إلي الحب والوفاء. قال: لقد بكيت متأثراً من كل هذا الحب وهذا الشكر .. قلت: هل تعلم ماذا يحدث في مصر عند الإحالة إلي المعاش ..! يصدر قرار بإنهاء الخدمة .. وقرار آخر برفع اسم الموظف من الكشوف .. ثم يجري للبحث عن حقوقه المالية .. والمعاش الذي سيكون بديلاً للأجر الذي كان يتقاضاه .. والكل ينظر إليه علي أنه شخص غير مرغوب فيه .. وليت الأمر يقف عند هذا الحد ولكن حتي وزارة المالية المسئولة عن صرف المعاشات نجد تصرفاتها المالية معهم .. وكأنهم لا حقوق لهم .. ينظر إليهم نظرة مختلفة عن الذين في العمل .. لا تعترف الوزارة بأن أصحاب المعاشات كبروا في السن .. وطلباتهم أكثر .. صحياً واجتماعياً .. لا تراعي أبداً الغلاء الذي استشري .. وكأن اي زيادة في المعاش هي منحة وليست حقاً .. في حين أنه حق أصيل لأن ما تدفعه الدولة هي أجزاء من المدخرات التي سددها العامل طوال مدة عمله .. المفروض ان تكون هناك عناية بهؤلاء الذين أدوا أجل الخدمات للوطن .. مفروض ان يمنحوا تخفيضات مناسبة في كل وسائل المواصلات البرية والجوية والبحرية .. ان يحصلوا علي تخفيضات في كل المستشفيات ودور العلاج الخاصة والعامة.