رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجاسوس عزام يكشف أسماء رجال الأعمال المصريين المتعاملين مع إسرائيل ويروي قصة المدرس المصري الذي جنده الموساد بعد تصويره في أوضاع جنسية مع إسرائيليتين
نشر في صوت الأمة يوم 17 - 01 - 2010

· عماد إسماعيل هجر التدريس بسبب راتبه الشهري 70 جنيها.. وسافر من شبين الكوم إلي إسرائيل وراء أوهام الثراء
· «زهرة جريس» مسيحية إسرائيلية طلبت منه الارتداد عن الإسلام واعتناق المسيحية لإتمام الزواج في إسرائيل
· شركة إسرائيلية اتفقت لإقامة مصنع نسيج في العاشر من رمضان مع رجل أعمال مصري قال إن علاقاته تصل إلي ديوان الرئيس مبارك!
في الشهور الاربعة الاخيرة التي سبقت القبض علي الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، كانت اجهزة الأمن المصرية قد رصدت تكرار زيارته للقاهرة 7 مرات، تراوحت مدة كل منها بين 7 و 10 أيام.
ويقول عزام في مذكراته إن شقيقه الكبير وفا عزام هو من اقنعه بالسفر إلي مصر، استجابة لطلب مالكي مصنع "تيفرون" للنسيج وهما زيجي رابينوفيتش وآري ولفسون، لتدريب مجموعة من العاملين المصريين الذين كان عليهم تشغيل فرع المصنع الإسرائيلي في القاهرة والذي كان من المفترض أن يحمل اسم "تيفرون ايجيبت"، لتجنب تدريبهم في إسرائيل.
كان المصنع متخصصا في انتاج الملابس الداخلية للاطفال والنساء، واتخذ قرارا بافتتاح فرع له في مصر للاستفادة من الايدي العاملة الرخيصة، ووقعت الشركة الإسرائيلية اتفاقا مع رجل الاعمال المصري المعروف علاء عرفة ووالده احمد عرفة، ويصفهما عزام عزام بأنهما من رجال الاعمال المصريين ذوي الباع الطويل في صناعة النسيج بمصر، ولديهما علاقات متشعبة مع اكبر مسئولي الدولة وصولا إلي مكتب الرئيس محمد حسني مبارك شخصيا!
وبالتزامن مع بدء العمل في بناء فرع المصنع الإسرائيلي الذي حمل اسم "تيفرون ايجيبت" في المنطقة الصناعية بمدينة العاشر من رمضان، سافر إلي إسرائيل 11 عاملا مصريا في فبراير 1996، للتدريب في مصنع تيفرون بإسرائيل. وتم تقسيم العمال المصريين إلي مجموعات صغيرة تتكون كل منها من عاملين او ثلاثة، حسب مجال التخصص، وتم توزيعهم علي مصانع تيفرون المتعددة في إسرائيل، والتي تقع في "جوش حيلف" و "سيجيف" ومدينة "عين الاسد" التابعة لمحافظة عكا.
قضي العمال المصريون 28 يوما في إسرائيل، وبعد عودتهم إلي القاهرة انتظروا افتتاح فرع المصنع الإسرائيلي في مصر، لكن خلافات نشأت بين اصحاب المصنع الإسرائيلي وشريكيهما المصريين احمد وعلاء عرفة، انتهت بانسحابهما من المشروع، يعتقد البعض انها كانت نتيجة ضغوط سياسية. وبعد ذلك بعدة شهور نجح اصحاب المصنع الإسرائيلي في ابرام اتفاقية شراكة جديدة لانشاء مصنع "تيفرون ايجيبت"، ولكن هذه المرة مع رجل اعمال مسيحي مصري يدعي "سمير او سامي رياض". وتقرر انشاء المصنع في حي شبرا الخيمة بالقاهرة الكبري.
وسافر عزام إلي مصر بدعوي تدريب العمال المصريين باعتباره خبيرا في ماكينات النسيج. ويقول عزام إنه اعتاد زيارة الاهرام مع مجموعة من زملائه الإسرائيليين في المصنع، كما زاروا بورسعيد، واعتاد هو السهر في الفنادق، فكان يسهر احيانا في فندق "البارون"، واحيانا في فندق "سونستا القاهرة"، او "سويس اوتيل" الذي كان معروفا باسم "فندق السلام".
الاستاذ سابقا.
من بين المصريين البالغ عددهم 28، الذين سافروا للتدريب في إسرائيل، كان هناك شاب يدعي عماد عبد الحميد إسماعيل، عمره 23 سنة، وهو اعزب وطويل القامة، وكان من المفترض أن يتدرب ليكون مسئولا عن خط انتاج في مصنع "تيفرون ايجيبت" الإسرائيلي المصري.
كان عماد يعيش في مدينة شبين الكوم، عاصمة محافظة المنوفية، وكان أكبر الابناء في عائلة مسلمة فقيرة، تكتسب قوت يومها من العمل بالزراعة. وقبل ذلك بسنة واحدة كان عماد يعمل مدرسا في مدرسة ابتدائية، وكان يتقاضي راتبا هزيلا لا يزيد علي 70 جنيها شهريا، الأمر الذي دفعه إلي الشعور بالضآلة واليأس، فقرر ترك مجال التدريس، إلي غير رجعة، والبحث عن مهنة اخري تدر عليه دخلا أكبر.
ولم يكن عماد إسماعيل سعيدا في البداية بالالتحاق للعمل في مصنع "تيفرون ايجيبت"، لكن عزام يقول: إن سعادته زادت عندما علم انه سيسافر إلي إسرائيل للتدريب كي يكون مديرا لخط انتاج في المصنع، ولم يتمالك نفسه من شدة الفرحة عندما علم أنه سيتقاضي راتبا شهريا في عمله الجديد قدره 250 جنيها!
وينسب عزام إلي عماد قوله إن زيارته إلي إسرائيل اثرت بشدة في حياته، وانه قال: "لم اكن اعرف عن إسرائيل الا المعلومات التي قرأتها في الصحف او سمعتها من آخرين، ولكنني عندما سافرت إلي إسرائيل بدأت اري واسمع أمورا هزت رأسي بعنف. وعرفت عموما أن مستوي الحياة في إسرائيل اعلي نسبيا مما هو في مصر، ولكن ما فاجأني هو أن العرب والدروز ايضا يعيشون في مستوي حياة مرتفع، وان عرب إسرائيل يعيشون حياة متحررة وعصرية هناك".
في ذلك الوقت تدرب عماد إسماعيل في مصنع "تيفرون" الذي يقع في مستوطنة "سيجيف"، وكان كزملائه المصريين يقضي الليالي في فندق "شاطئ النخيل" (حوف هتماريم) الذي كانوا ينزلون به في عكا. وبسرعة شديدة اقام عماد علاقات اجتماعية مع عدد من العاملين في المصنع الإسرائيلي، وبدأ في السهر معهم. وكانت امرأة إسرائيلية كان عماد تحت اشرافها، تدعي "شادية احمد"، وكانت مسئولة التدريب في المصنع، وهي سيدة عزباء غير متزوجة، في الاربعينات من عمرها، من اصل شركسي، وتقيم في قرية "ريحانية" التي تقع علي جبل لبنان.
في إحدي السهرات المشتركة بعد نهاية يوم عمل، قامت شادية بتعريف عماد علي صديقتها "زهرة جريس"، وهي عربية مسيحية، تسكن في قرية "جوش حيلف". ومنذ أن التقيا للمرة الاولي نشأت بينهما علاقة من نوع خاص. ولأن زهرة كانت تملك سيارة، كان من السهل عليها توطيد علاقتها مع عماد عبر حرية الحركة التي اتاحتها السيارة لهما، فقد انطلق الاثنان معا إلي حيفا ونهاريا وعكا وراس الناقورة التي تقع في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان، حيث سهرا معا في المطاعم والمقاهي والنوادي الليلية أيضا. ويقول عزام إن العاملين في المصنع كانوا منقسمين بشأن العلاقة التي نشأت بين الشاب المصري اليافع عماد، وزهرة البدينة نوعا، والتي كانت من ناحية الشكل الخارجي بعيدة كل البعد عن أن تكون فتاة احلام لأي رجل، اضف إلي ذلك أن زهرة كانت اكبر من عماد بنحو 15 سنة علي الاقل. وكان الرأي السائد بين العاملين في المصنع أن زهرة وقعت اسيرة لسحر ووسامة الشاب المصري، بينما كان حافز عماد إلي السير قدما في هذه العلاقة قائما علي أفكار شخصية ضيقة. ويضيف عزام أن طريقة الحياة العصرية والحرة في إسرائيل لعبت برأس الشاب المصري، إلا أن اختلاف الديانة بين الاثنين زاد من هوة العلاقة بينهما، فهو شاب مسلم، بينما زهرة مسيحية. ولكن يبدو أن عماد كان مهتما اكثر بحقيقة أن العاملين الإسرائيليين في مصنع "تيفرون" ممن يشغلون نفس مهامه التي سيتولاها في فرع المصنع بمصر، يتقاضون اكثر من ضعف الراتب الذي ينتظره في مصر. ويقول عزام إن ذلك دفع عماد إلي التفكير في الهجرة من مصر إلي إسرائيل، كي يتمتع بالحياة الرغدة والمريحة. وشجعته زهرة علي التمسك بهذه الافكار، وعندما بدأ الاثنان يفكران في الموضوع معا، توصلا إلي نتيجة واحدة مفادها أن الطريق الوحيد لتنفيذ هذه الافكار هو أن يتزوجا! وقرر عماد وزهرة فعلا أن يتزوجا بموجب عقد خلال فترة بقاء عماد في إسرائيل. واتفقا علي أن ذلك سيتبعه عودة عماد إلي مصر كي يستخرج فيزا سفر إلي إسرائيل، بموجب عقد زواجه من زهرة. ووضع الاثنان في اعتبارهما احتمال مماطلة السلطات في استخراج فيزا سفر إلي إسرائيل لعماد، فاتفقا علي خطة بديلة يمكن اللجوء اليها في تلك الحالة، وهي أن يهاجر الاثنان إلي الولايات المتحدة الأمريكية. كانت الفكرة ساحرة وخلابة بالنسبة لعماد، خاصة أن زهرة اخبرته أن لديها اقارب يعيشون هناك ويملكون سوبر ماركت كبير ومشهور، وانهم بلا شك سيسعدهم أن يقدموا يد العون لهما في بداية مشوارهما بالولايات المتحدة.
كانت المفاجأة، وربما الخطة، أن زواج عماد وزهرة تعطل بسبب خلافهما حول الدين، فقد طلبت زهرة من عماد أن يرتد عن الاسلام وان يتحول إلي الديانة المسيحية كي يتمكنا من الزواج، وهو ما لم يقبله عماد، ذلك الشاب المصري ابن الفلاحين، وطلب هو من زهرة أن تترك ديانتها المسيحية وتشهر إسلامها.
ويعترف عزام بأن الكثيرين كانوا غير مقتنعين بأن العلاقة الحميمة التي انشأتها زهرة مع الشاب المصري المسلم لم تكن طاهرة، ولم تكن نابعة من حب حقيقي كما كان يبدو من الظاهر. ويؤكد عزام أن عائلة عماد كانت مثل كثيرين في مصر وخارجها ممن كانوا يتابعون مجريات الأمور بين عماد وزهرة، كانوا مقتنعين بان هذه المرأة الإسرائيلية كانت تعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية وان اللقاء بينها وبين عماد لم يكن لقاء بالصدفة، وانما كان مخططا له منذ البداية في اطار سيناريو محدد سلفا. وبكلمات اخري، يؤكد عزام أن زهرة سعت إلي تجنيد عماد لصالح الموساد الإسرائيلي، وكان ذلك هو سبب الاهتمام الذي حظيت به قصة عماد. ويقول عزام، دون أن يحكي لنا كيف عرف كل هذه التفاصيل الدقيقة: "في الحقيقة كان عماد إسماعيل هدفا نموذجيا لأجهزة المخابرات الإسرائيلية كي تسعي لتجنيده، فالشاب المصري لم يخف حبه للحياة الرغدة وطموحه في الثراء، وكان فريسة سهلة امام عرض من الصعب رفضه".
بمرور الوقت ادركت اسرة عماد إسماعيل أن زهرة تنسج شباكها حول عماد، وحاصرته بوعود الثراء والرفاهية، ولأن عماد كان عديم الخبرة بالنساء سقط بكل سهولة في فخ العسل الذي نصبته له زهرة، تلك المرأة المحنكة المدربة في الموساد الإسرائيلي، وادركت الاسرة أن زهرة تخطط لتجنيد عماد كي يعمل لصالح الموساد الإسرائيلي في مصر. ولكنه من فرط سذاجته كان يريد فقط أن يهاجر إلي إسرائيل من اجل تحسين احواله الاقتصادية. في تلك النقطة طرحت زهرة مشكلة الدين، التي لم يتطرق اليها الاثنان من قبل خلال الفترة السابقة من علاقتهما، وكان هدف زهرة - بحسب عزام - احباط مشروع الزواج واعادة عماد إلي مصر. كانت الحالة النفسية لعماد سيئة للغاية في تلك الفترة. وعقب الغاء اتفاق الشراكة بين شركة تيفرون الإسرائيلية واحمد وعلاء عرفة، بقي عماد بدون عمل الأمر الذي اكسب علاقته بزهرة مزيدا من الاهمية، وشكلت من وجهة نظره بارقة ضوء ونافذة امل في نهاية النفق المظلم الذي وجد نفسه قابعا فيه، دون اي ذنب اقترفه. وكان خط الهاتف الذي يصل بين عماد وزهرة مشغولا دائما، فقد كان الشاب المصري والمواطنة الإسرائيلية يحرصان علي بقاء العلاقة وطيدة بينهما، حتي ينفذا خطتهما التي وضعاها للزواج والحياة في إسرائيل، او الهجرة إلي الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد شهرين ونصف الشهر جاءت زهرة إلي القاهرة، مصطحبة معها صديقتها المقربة "مني" ورغم أن زهرة كانت مسيحية بينما كانت مني التي تسكن في مدينة سخنين مسلمة، الا أن علاقة الصداقة التي كانت تربطهما كانت وطيدة للغاية منذ كانتا تعملان سويا في مصنع في قرية "عيبلين". كان توقيت زيارة زهرة ومني إلي مصر محددا مسبقا ومتفقا عليه كي يتزامن مع التوقيت الذي ستكون فيه صديقتهما المشتركة شادية موجودة في القاهرة، وشادية كما ذكرنا هي التي قدمت زهرة لعشيقها المصري! وصلت شادية إلي القاهرة ضمن وفد من مصنع "تيفرون" الإسرائيلي للنسيج كواحدة من المدربات اللاتي سيتولين تدريب فريق العاملين المصريين في مصنع "تيفرون ايجيبت" - بالضبط كمهمة عزام في القاهرة!
قضت زهرة اكثر من اسبوعين برفقة عشيقها عماد في القاهرة، واستغل الاثنان كل ثانية في التنزه والسهر في جميع انحاء مصر، أحيانا بمفردهما، واحيانا برفقة مني وشادية. الآن تجددت العلاقة بين الاثنين وقررت زهرة وعماد اتمام فكرة الزواج بأي ثمن. واتفقا علي انه في حالة عدم حصول عماد علي تأشيرة السفر إلي إسرائيل، سوف يلتقي الاثنان في العاصمة الأردنية عمان، وحافظ عماد علي سرية علاقته بزهرة وخططه للزواج منها، ولم يشرك في ذلك اي احد من اصدقائه او عائلته.
بعد ذلك بعدة اسابيع، وفقا لخطتهما فشل عماد في الحصول علي التأشيرة الإسرائيلية من القاهرة، فالتقي مع زهرة في العاصمة الأردنية عمان، وتوجها معا إلي السفارة الإسرائيلية في الأردن وطلبا توثيق زواجهما هناك، ولكن خاب املهما عندما اخبرهما مسئولو السفارة الإسرائيلية أن توثيق الزواج يتطلب ترجمة وثائق الزواج إلي اللغة العبرية.
وعلي طريقة الافلام العربية المليئة بالدراما، ظهر في الفيلم شخصية الانسان السيئ الذي لم يتوقعه أحد، أو علي الاقل هكذا يروي عزام الحكاية من وجهة نظره، فيقول إن مني، افضل صديقات زهرة، التي رافقتها قبل ذلك بشهر في رحلة إلي القاهرة، فبينما كانت زهرة تحاول توطيد علاقة عشقها - الظاهري - بعماد إسماعيل، نجحت مني في تكوين علاقة مع الشقيق الاكبر لعماد، وكان يدعي "جلال"، وكانت مني تحرص علي تزويده بكل تفاصيل وتطورات علاقة شقيقه عماد بصديقتها زهرة. وقالت له ذات يوم: "ان شقيقك علي وشك الزواج من امرأة مسيحية من إسرائيل، وقريبا جدا سوف يغير ديانته ويرتد عن الاسلام ويتحول إلي المسيحية!".
كانت المعلومات التي حرص عماد إسماعيل علي اخفائها عن اسرته طوال الشهور السابقة، سببا في اثارة عاصفة وضجة كبيرة في العائلة. وكان التفكير في أن ابن الاسرة سوف يرتد عن الاسلام ويعتنق الديانة المسيحية، يثير غضب الجميع وكان صدمة كبيرة في الاوساط العائلية. وكان شقيقا عماد "جلال" و "عبد الحميد" بتشجيع من امهم "ليلي" قررا منع عماد باي ثمن من الاستمرار في علاقته بزهرة. واتصلوا به عدة مرات في الأردن، وحاولوا تليين قلبه والتحدث معه لاقناعه بالعودة إلي مصر بسرعة، دون ذكر اي كلمة عن المعلومات التي عرفتها الاسرة بشأن زواجه من زهرة. وبعد أن ادركوا أن عماد لا يعتزم العودة بالسرعة المطلوبة، اضطروا إلي اعادته بشكل ملتو عندما اخبروه انه مطلوب فورا للتحقيق معه من جانب اجهزة أمنية مصرية. وبدأت دراما عاصفة في بيت عائلة إسماعيل مع عودة عماد من عمان، فقد كان الضغط الذي مارسته الاسرة علي عماد ثقيلا للغاية وتضمن تهديدات مباشرة، بأنه اذا اختار أن يربط مصيره بمصير امرأة مسيحية، فسوف تتبرأ منه الاسرة، لكن التهديدات لم تؤت ثمارها مع عماد الذي بدا متمسكا بقراره بأن يفتح صفحة جديدة من حياته في إسرائيل! بعد عدة اسابيع من ذلك، وبينما كان عماد ينتظر في مدينة الاسكندرية، دخل عماد إلي مكتب جهاز أمني مصري كي يطلب الموافقة الأمنية اللازمة لاستخراج الفيزا المطلوبة لسفره إلي إسرائيل. وعلي ما يبدو بدا الأمر عاديا، ولم يخف عماد إسماعيل رغبته في السفر إلي إسرائيل بهدف العمل هناك، وكان مقتنعا وواثقا انه في عهد السلام بين مصر وإسرائيل، لا شيء غير عادي في طلبه!
ورغم كل ما ذكره عزام عن محاولات الموساد وما قيل عن دور زهرة جريس، يحاول عزام عزام هنا الايحاء بأن اجهزة الأمن المصرية هي من ضخم الأمور فقط! فيقول إن طلب عماد إسماعيل للحصول علي تأشيرة سفر إلي إسرائيل انتقل بسرعة إلي احد الضباط بجهاز أمني حساس في القاهرة، بدأ في زيادة صعوبة الأمور علي عماد، عبر طرح العشرات من الاسئلة عليه حول طبيعة سفره إلي إسرائيل مستقبلا، والفترة السابقة التي قضاها هناك خلال فترة تدريبه في مصنع "تيفرون". "وكان عماد يجيب عن هذه الاسئلة بالتفصيل، عارضا امام الضابط المصري ادق التفاصيل عن 28 يوما قضاها في إسرائيل، بما في ذلك علاقته بزهرة جريس. وكلما واصل عماد حديثه زادت الاسئلة المطروحة عليه، فقد زاد عدد المحققين الذين طلبوا منه معرفة ادق التفاصيل مجددا: "سافرت امتي؟ وكنت قاعد فين؟ ومين كان معاك في كل ثانية وانت في إسرائيل؟ وقابلت مين هناك؟ وشفت ايه؟ وعملت ايه؟"..
في البداية اعتقد عماد أن ما يجري معه هو مجرد تحقيق روتيني تقليدي، وبالفعل بعد عدة ساعات ابلغه الضباط انه رجل طليق وبوسعه الانصراف، وطلبوا منه أن يعود بعد يومين لمعرفة نتيجة طلبه وحصوله علي الموافقة الأمنية للسفر إلي إسرائيل. ولكنه عندما عاد بعد يومين وجد أن الأمور بدأت في التعقيد، وبدلا من حصوله علي الموافقة الأمنية بدأوا في التحقيق معه من جديد حول سفره إلي إسرائيل سابقا ولماذا يصر علي العودة إلي هناك.
بعد ذلك فوجئ عماد بانضمام ضباط آخرين من ذوي الرتب الاعلي إلي لجنة التحقيق معه، وكانت ملامح وجوههم تزداد جمودا وتحفزا بمرور الوقت، عندها بدأ عماد يستشعر القلق ويدرك أن ما يجري معه ليس أمرا جيدا وان الأمور ليست علي مايرام، خاصة بعد أن حل المساء واخبره محققوه انه سيبيت الليلة في المعتقل!
عندها سأل عماد مندهشا: "ليه؟ هو انا عملت ايه عشان كل ده؟!
عندئذ رمقه احد الضباط بنظرة مهددة، وقال له بلهجة حاسمة: "انت معتقل بتهمة التجسس لصالح إسرائيل!". كان ذلك في 15 اكتوبر 1996، أي قبل 3 اسابيع بالضبط من القاء القبض علي الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام.
لا علاقة؟!
بعد كل هذه السنوات وكل هذه المعلومات يدعي عزام انه لم تكن له اية علاقة مع عماد إسماعيل، ويقول: "قابلت عماد لاول مرة، مثل كثيرين غيره، في مصنع "تيفرون" في "سيجيف"، عندما سافر إلي إسرائيل للتدريب هناك. تبادلنا التحية، وكما اعتدت لم اكن ارد علي تحيته احيانا، كما اعتدت فعل ذلك مع بقية المصريين الذين كانوا يتدربون في المصنع. وكان الوحيد من بين كل المصريين الذي كانت لي علاقة معه، علي خلفية مهنية طبعا، شاب يدعي "وجدي"، لانه كان يتدرب ليكون المسئول عن صيانة ماكينات النسيج في مصنع "تيفرون ايجيبت"، فقد جعلوه يلازمني ملازمة دائمة لمدة 10 ايام. وكانت المرة الثانية التي التقيت فيها مع عماد كانت بعد ما يقرب من 6 اشهر من انهاء تدريبه في إسرائيل، وتحديدا في فندق "البارون" بالقاهرة. فقد جاء ذات ليلة لاصطحاب شادية للخروج معا لقضاء سهرة مع زهرة ومني. فقد جاءت شادية إلي القاهرة، مثلي تماما، في مهمة عمل من جانب "تيفرون إسرائيل"، لتدريب العاملين المصريين المنتظر تشغيلهم بمصنع "تيفرون ايجيبت". وحتي في تلك المرة لم تنشأ بيننا علاقة تتجاوز حدود القاء السلام بطريقة مهذبة". ويدعي عزام أن الربط بينه وبين عماد إسماعيل تم فقط في غرف التحقيق الخاصة بأجهزة الأمن المصرية، اثناء اعتقال عماد بتهمة التجسس علي مصر لصالح الموساد الإسرائيلي. ففي اليوم التالي لاعتقاله تم نقل عماد إسماعيل إلي القاهرة. وهناك في احدي غرف التحقيق التابعة لجهاز أمني حساس في مدينة القناطر الخيرية، بدأت جولة جديدة من التحقيق مع عماد إسماعيل، ولكنه كانت اكثر صعوبة هذه المرة - حسب زعم عزام ولكم أن تسألوا سؤالا منطقيا وهو كيف عرف عزام كل هذه التفاصيل - ومارس المحققون هذه المرة ضغوطا كبيرة علي عماد كي يعترف بأن الموساد الإسرائيلي قام بتجنيده. وقالوا له اكثر من مرة بلهجة حاسمة: "احنا عارفين انك جاسوس، وانت عارف كويس ايه عقوبة اللي بيشتغلوا جواسيس للصهاينة! لو مش عاوزنا نخلص عليك وسمك النيل ياكل جثتك، احسن لك تتكلم وتعترف وتقول لنا الحقيقة!".
وباءت كل محاولات عماد بالفشل لاقناع المحققين انه لا علاقة بين ما حدث في الواقع وهذه التهم الخطيرة الموجهة اليه بأنه كان عميلا للموساد الإسرائيلي. ويعيدون التحقيق معه فيروي لهم من جديد عن تفاصيل التفاصيل المتعلقة بفترة اقامته في إسرائيل، فوصف كل خطوة خطاها هناك، وماذا قال، ومن الذي قابله. وبعد اسبوع من التحقيقات المكثفة، التي استمرت علي مدار الليل والنهار، اعترف عماد إسماعيل بأن الموساد الإسرائيلي، وان الإسرائيليتين "زهرة" و "مني"، عرضتا عليه، خلال زيارتهما للقاهرة، العمل لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية مقابل مرتب شهري دائم، وان الاثنتين اعطيتاه 600 دولار تحت الحساب! في المقابل كان تقدير عائلة عماد إسماعيل انه تعرض للابتزاز والاجبار من جانب الموساد الإسرائيلي، ويقول البعض إن المخابرات الإسرائيلية نجحت في تصوير عماد في اوضاع جنسية فاضحة مع "زهرة" و "مني"، في عدد من الفنادق التي كانوا ينزلون فيها معا، في القاهرة وإسرائيل ايضا. وان الاثنتين اخبرتاه بأنه اذا لم يتعاون مع الموساد سوف يتم ارسال شرائط الفيديو والصور الفاضحة التي يظهر هو فيها إلي اسرته في شبين الكوم بالمنوفية. ويقول احد افراد الاسرة إن عماد لم يكن يجرؤ علي ابلاغنا بأنه علي علاقة جنسية بفتاة او سيدة مسيحية إسرائيلية، وزاد الأمر تعقيدا عندما هددتاه "زهرة" و "مني" بتسليم الشرائط والصور إلي اجهزة الأمن المصرية كدليل علي أن عماد كان يعمل جاسوسا لصالح الموساد الإسرائيلي!".
ويمكننا أن نتساءل هنا: هل من الممكن أن يكون عماد إسماعيل رفض التعاون مع الموساد، وقامت "زهرة" و "مني" بتنفيذ تهديداتهما وارسلتا الشرائط والصور لاجهزة الأمن المصرية؟! ومن الممكن طرح التساؤل من زاوية اخري: هل من الممكن أن تكون اجهزة الأمن المصرية عثرت علي الشرائط والصور بنفسها دون ايه مساعدة من السيدتين الإسرائيليتين، وبالتالي وجد فيها ما وجدوه من صور وتسجيلات فيديو لشاب مصري في اوضاع جنسية مع سيدتين إسرائيليتين في فنادق بالقاهرة وفي إسرائيل، ويكون من السهل بعدها لاي احد أن يخمن بقية خيوط القصة التي تجمع شابا مهمشا فاقدا للثقة في وطن عجز عن توفير فرصة عمل كريمة له، فسافر إلي إسرائيل، ووجدها هناك، بل وقرر الهجرة إلي إسرائيل، وارتبط بعلاقة غرامية او جنسية مع سيدتين إسرائيليتين، وزاد الأمر تعقيدا أن تعثر علي شاب بلا وظيفة وعاطل منذ فترة، ومن اسرة فقيرة، ثم تجده ينزل في فنادق فاخرة، ويحول مبالغ مالية بالدولار إلي الجنيه المصري، وبالتالي لم يخل الأمر من الإنفاق بسخاء هنا او هناك. كل هذه المظاهر تجعل من الصعب علي اي مسئول أمني أن يعتقد أن هناك ثمة قضية أخري غير قضية التجسس! مع الوضع في الحسبان طبعا خبرات أجهزة الأمن المصرية في مثل هذه المعارك الاستخباراتية التي امتدت لعدة عقود بين المخابرات المصرية والمخابرات الإسرائيلية.
وفي مذكراته التي تحمل عنوان "هل كنت عميلا للموساد؟" ينقل الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام عن عماد إسماعيل قوله: "لم يخطر ببالي أن الفلوس اللي اخذتها دي عشان اشتغل جاسوس لإسرائيل، وانا ما كنتش في اوضاع اقتصادية كويسة، ما كانش عندي شغل وكنت عاطل، وما عرفتش الاقي طريقة اخرج بيها من مصر عشان اشتغل في إسرائيل. و مبلغ 600 دولار اللي اديتهم لي "زهرة" و "مني" كانوا يعتبروا ثروة ضخمة بالنسبة لي، ولما وعدوني بان المبلغ ده مجرد بداية بس، كنت مش مصدق وطاير من الفرحة. اخذت الفلوس طبعا. هو فيه حد يبقي في ظروفي دي ويتعرض عليه مبلغ زي ده ويقول لا؟".
إنتظرونا .
كشفت "صوت الأمة" في الحلقة السابقة عن مسئول مصلحة السجون المصرية الذي اتفق مع الموساد علي تهريب عزام مقابل 700 ألف جنيه، واستئجار الموساد طائرة هليكوبتر من السعودية تحت غطاء نقل بنات "شيخ كبير" إلي مصر لنقل قوة الكوماندوز الإسرائيلية من الكويت وأمريكا وأوروبا إلي السعودية ثم إلي القاهرة، علي أن يتنكروا في صورة نساء سعوديات منتقبات! كما كشفنا عن أن خطة تهريب عزام كانت تتضمن تجهيز القوة الخاصة الإسرائيلية بعدة رشاشات إسرائيلية "عوزي" وأجهزة كاتمة للصوت! وان تقيم القوة الإسرائيلية في فيلا مستأجرة في المعادي بالقاهرة 3 ايام قبل تنفيذ العملية وساعة الصفر ليلة عيد الفطر! وعرضنا أيضا كيف نجحت المخابرات الإسرائيلية في تجنيد صاحب محل خردوات لاستئجار السيارات وغرف الفنادق وشراء المعدات بعيدا عن الانظار مقابل 500 دولار شهريا، وعرضنا كذلك لعلاقة الموساد بميليشيات المسيحيين في لبنان ودورها في خطة تهريب عزام.
محمد البحيري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.