نراهن على شعبيتنا.. "مستقبل وطن" يكشف عن استعداداته للانتخابات البرلمانية    تراجع أسعار العملات الأجنبية في البنوك بختام تعاملات اليوم 16 يونيو    سياحة النواب توصي محافظة الأقصر بوقف تحصيل رسوم من المنشآت الفندقية    ترامب يرفض التوقيع على بيان مجموعة السبع حول إسرائيل وإيران    "الإسعاف الإسرائيلي": 22 قتيلًا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران    جراديشار: فخور بفرصة اللعب ضد قدوتي وسنعود أقوى في المباراة القادمة    محافظ قنا يكرم بطل العالم في الووشو كونغ فو تقديرًا لإنجازاته الدولية    إصابة 10 أشخاص في انقلاب ميكروباص مدينة العاشر من رمضان بالشرقية    بدأت بمشاهدة وانتهت بطعنة.. مصرع شاب في مشاجرة بدار السلام    ورش فنية متنوعة لتنمية مواهب الأطفال بأبو سمبل    وزير الثقافة: تدشين منصة رقمية للهيئة لتقديم خدمات منها نشر الكتب إلكترونيا    خبير علاقات دولية: التصعيد بين إيران وإسرائيل خارج التوقعات وكلا الطرفين خاسر    وائل جسار يجهز أغاني جديدة تطرح قريبا    "كوميدي".. أحمد السبكي يكشف تفاصيل فيلم "البوب" ل أحمد العوضي    «أسلوب حياة لازم نعيشه».. رسائل محافظ قنا أثناء قيادته دراجة في الشوارع    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    حالة الطقس غدا الثلاثاء 17-6-2025 في محافظة الفيوم    طبيب يقود قوافل لعلاج الأورام بقرى الشرقية النائية: أمانة بعنقي (صور)    وزير الخارجية الإيراني: العدوان الإسرائيلي على المنشآت النووية انتهاك صارخ للقوانين الدولية    وزير العمل يستقبل المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب- صور    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى يوضح حكم الجمع بين الصلوات في السفر    العثور على جثة شاب مصاب بطلق ناري في ظروف غامضة بالفيوم    سي إن إن: إيران تستبعد التفاوض مع واشنطن قبل الرد الكامل على إسرائيل    البنك التجارى الدولى يحافظ على صعود المؤشر الرئيسى للبورصة بجلسة الاثنين    التضامن تعلن تبنيها نهجا رقميا متكاملا لتقديم الخدمات للمواطنين    تقرير يكشف موعد خضوع فيرتز للفحص الطبي قبل الانتقال ل ليفربول    إلهام شاهين توجه الشكر لدولة العراق: شعرنا بأننا بين أهلنا وإخواتنا    التعليم العالي تعلن حصاد بنك المعرفة المصري للعام المالي 2024/2025    رئيس جامعة القاهرة يستقبل رئيس المكتب الثقافي الكويتي لبحث التعاون ودعم الطلاب الوافدين    افتتاح توسعات جديدة بمدرسة تتا وغمرين الإعدادية بالمنوفية    البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب16.5 مليار جنيه بسعر فائدة 22.70%    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    مفوض الأونروا: يجب ألا ينسى الناس المآسي في غزة مع تحول الاهتمام إلى أماكن أخرى    الرئيس النمساوي يبحث مع زيلينسكي سبل إنهاء الحرب "الروسية الأوكرانية"    بعد عيد الأضحى‬.. كيف تحمي نفسك من آلالام النقرس؟    وفود دولية رفيعة المستوى تتفقد منظومة التأمين الصحي الشامل بمدن القناة    العربية: إيران تعتقل عشرات الجواسيس المرتبطين بإسرائيل    اليوم .. محاكمة 15 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية في مدينة نصر    تخفيف عقوبة 5 سيدات وعاطل متهمين بإنهاء حياة ربة منزل في المنيا    تقارير: برشلونة ينهى إجراءات التعاقد مع جارسيا    إيراد فيلم ريستارت فى 16 يوم يتخطى إيراد "البدلة" في 6 شهور    تنسيق الجامعات.. 6 أقسام متاحة لطلاب الثانوية ب حاسبات حلوان    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    وزير الصناعة والنقل يشهد توقيع عقد ترخيص شركة "رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري"    محمد عمر ل في الجول: اعتذار علاء عبد العال.. ومرشحان لتولي تدريب الاتحاد السكندري    لا تطرف مناخي.. خبير بيئي يطمئن المصريين بشأن طقس الصيف    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    أسعار الفراخ اليوم.. متصدقش البياع واعرف الأسعار الحقيقية    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    أمن الجيزة يضبط المتهمين بسرقة كابلات شركة فى كرداسة    إصابة 3 أشخاص بطلقات بندقية فى مشاجرة بعزبة النهضة بكيما أسوان    بالأسماء.. ريبيرو يُجمد خماسي الأهلي في كأس العالم للأندية    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    الشرطة الإيرانية: اعتقال عميلين تابعين للموساد جنوب طهران    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‮"‬الخونة‮" يتساقطون في‮ قبضة رجال المخابرات المصرية
نشر في الوفد يوم 22 - 12 - 2010

واهم من‮ يظن أن اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل،‮ وضع حدا لأعمال التجسس الإسرائيلية علي‮ مصر‮.. أو حتي خففت منها،‮ فطبيعة إسرائيل العدوانية والمتسلطة وتركيبتها السياسية والنفسية،‮ وخلفيتها التاريخية لا تعطيها أية فرصة للشعور بالأمان والاستقرار بالإضافة إلي تأكد إسرائيل ووثوقها‮.. إن مصر هي‮ القضية الكبري أمام طموحاتها‮ غير‮ المشروعة بالمنطقة وأطماعها في‮ السيطرة والهيمنة‮.. لذلك لم تتوقف محاولات إسرائيل في‮ زرع عملاء لها في‮ مصر أو اصطياد بعض الثمار المعطوبة لتجنيدها لخيانة وطنها،‮ ولكن عملاء الموساد،‮ تساقطوا تباعا في‮ مصيدة رجال المخابرات المصرية الشرفاء‮.‬
ومنهم خلال السنوات الأخيرة عامر سليمان ارميلات وسمير عثمان احمد علي‮ وعبد الملك عبد المنعم علي‮ حامد وعماد عبد الحميد إسماعيل ومحمد عصام العطار،‮ وتلك هي‮ أسماء الخونة‮ يضيعون خلف الأسوار الآن‮ يقضون السنوات الطويلة،‮ تنفيذ لحكم العدالة في‮ الخونة وأمثالهم‮.. الذين دفعتهم،‮ أوهام الثروة فهانت عليهم بلدهم وسقطوا في‮ بئر سحيق من الخيانة،‮ وغرقوا في‮ ظلمات بحور الجاسوسية وعندما حاولوا أن‮ يطفوا مرة ثانية كان في‮ انتظارهم رجال المخابرات المصرية‮.. تلقفوهم إلي حيث القصاص العادل‮.. وسبق الخونة إلي المحاكم‮ يجرون أذيال العار وتلاحقهم لعنات شعبهم وأهلهم‮.‬
أرميلات
الأحد‮ 14‮ أبريل،‮ المستشار حافظ مشهور رئيس محكمة أمن الدولة وزميلاه‮ المستشارون محمود سمير وصبحي‮ الحلاج،‮ في‮ غرفة المداولة،‮ ينظرون وصول‮ الجاسوس عامر سلمان أرميلات من السجن،‮ القضاة الثلاثة أتموا مداولاتهم في‮ الحكم‮.. وفجأة دوي‮ صوت‮ الحاجب في‮ القاعة‮.. محكمة‮.. ليخرج رئيسها وزملاؤه‮.. يتخذون مواقعهم علي‮ كراسي‮ العدالة‮. وجاء صوت القاضي‮ قويا جمهوريا‮ يشق الصمت وقال‮: حكمت المحكمة حضوريا علي‮ المتهم عامر سلمان ارميلات بالأشغال الشاقة المؤبدة وغرامة قدرها عشرة آلاف جنيه‮.. ذلك كان المشهد الأخير في‮ حكاية عشرين عاما من الخيانة‮.. كان بطلها الجاسوس الأمي،‮ الغريب أنه بدأ خيانته مع النسمات الأولي‮ لرياح السلام ففي‮ عام‮ 1977، حينما ألقت القوات الإسرائيلية التي‮ تحتل العريش القبض علي‮ عامر سلمان ارميلات،‮ بتهمة السرقة،‮ وبعد عدة أشهر في‮ السجن‮ غادره‮.. ويبدو أنه احترف السرقة حتي سقط مرة أخري‮ في‮ أيدي‮ القوات الإسرائيلية‮ أثناء قيامه بسرقة‮ "‬ثلاجة‮" من‮ "‬مستوطنة‮ ياميت"؟ وهذه المرة تم احتجازه‮ في‮ بئر سبع‮.. وهناك وأثناء قيام ضابط المخابرات بعمله،‮ وصله أن هناك شخصاً‮ يناسب أسلوبه في‮ العمل،‮ ويبيع نفسه مقابل حفنة نقود‮.. فهو لص،‮ وتاجر مخدرات،‮ ولا‮ يتردد في‮ أن‮ يكون خائناً‮.. سمع‮ "‬أبو شريف‮" رئيس مكتب الموساد في‮ بئر سبع محدثه‮.. ثم أرسل من‮ يحضرون ذلك الشيطان‮.. وبعد دقائق وقف عامر‮ يلهث أمامه،‮ ينتظر ما‮ يلقيه له من كسرة خبز' وبعد فترة‮ صمت تحدث ضابط الموساد بشكل مباشر،‮ فشخص كهذا لا‮ يستحق عناء تحسس وطنيته،‮ فهي‮ بالتأكيد مفقودة‮.. وطنه هو المال ودينه هو الخيانة‮.. قال أبو شريف‮.. لدي‮ عرض‮ يا عامر‮.. أنت مدان بالسرقة وتم ضبطك وأنت تحمل الثلاجة المسروقة‮.. لكن أستطيع أن أجعلك تخرج من هنا إلي‮ منزلك دون أن‮ يعترضك أحد‮..‬
وزاد لهاث عامر،‮ الذي‮ فرح بالعرض،‮ ورد عليه أعمل أي‮ شيء تريده،‮ فهي‮ كان صعبا‮.. رد أبو شريف لابل سهل،‮ هو أن تكون علي‮ اتصال بي‮ ونكون أصدقاء احتاج معاونتك في‮ شيء‮.. فقط تساعدني‮.. ولو كانت المساعدة مخلصة وصادقة،‮ ستكون هناك هدايا في‮ انتظارك وستتحول عن حياة التشرد والسرقة‮..‬؟ سريعا تم الاتفاق‮.. وكان عامر أرميلات في‮ مركز للموساد بئر سبع‮ يتلقي‮ تدريبا بسيطا‮.. فهو لن‮ يستعمل الشفرة أو أجهزة اللاسلكي‮.. فقط كل ما هو مطلوب منه‮.. أن‮ يشاهد عدة صور،‮ يحفظ الأشكال الموجودة بها فمثلا تلك دبابة تي‮ 55‮ وذلك مدافع هادتزر،‮ واستمر عدة أيام عاد بعدها إلي‮ العريش وهو‮ يميز جيدا بين أنواع الأسلحة الثقيلة‮.. ولأنه بدوي‮ فطبيعة حركته في‮ الصحراء والوديان وربما فوق الجبال‮.. وكل المطلوب منه إبلاغ‮ أبو شريف ولان أرميلات هذا رمزا للأمية،‮ فهو‮ يكره التعليم والقراءة والناس،‮ يكره كل شيء ولا‮ يحب سوي‮ المال أو الكيف‮.. وبدأت المكافآت تنهال علي‮ أرميلات،‮ ولكن من نوع آخر‮.. شحنات المخدرات تنهال علي‮ أرميلات‮.. وكان هو الثمن‮.. وسعد كثيرا الجاسوس بالمقابل‮.. وكان أبو شريف قد أقنعه أن المخدرات هي‮ خير وسيلة للتمويه علي‮ نشاطه‮.. ولن‮ يتخيل أحد أن تاجر المخدرات،‮ ما هو إلا جاسوس مراقبة انتشار القوات المسلحة المصرية في‮ سيناء‮.. مقابل صفقات المخدرات،‮ وكان هدف الموساد مزدوج من هذا الخائن،‮ التجسس علي‮ جيش بلده،‮ ونشر المخدرات بين الشباب‮.. ولكن الطريف في‮ قضية الخيانة هي‮ وسيلة الاتصال بين العميل والضابط‮.. وقرر الضابط اختيار وسيلة مناسبة‮.. وكلف الجاسوس بأن‮ يقوم بوضع حجر أمام أي‮ سيارة تابعة لحرس الحدود أثناء الدوريات‮.. ويطلب من ركابها‮.. نقله إلي‮ مكتب مخابرات بئر سبع‮.. الذي‮ أعجب كثيرا بنشاط وحماس الخائن‮.. حتي أنه كلفه بإنشاء شبكة من الجواسيس في‮ العريش وشمال سيناء‮.. وبالفعل بدأ عامر في‮ الاتصال باثنين من السائقين اختارهما بعناية ووافق عليهما'‬أبو شريف' وكانا سائقين،‮ وحسب عملهما‮ يستطيعان الحركة بحركة علي‮ جميع‮ طرق سيناء‮.. وفي‮ عام‮ 1982‮ بدأ‮ يتحدث إلي قاعود سليمان وعرض عليه أن‮ يدخل شريك في‮ العمل مع الصهاينة،‮ فعائد المخدرات كبير،‮ وهو‮ يحتاج من‮ يوزع معه‮.. ولأن قاعود كانت له شقيقة مطلقة في‮ الأراضي‮ المحتلة ويريد إعادتها لسيناء،‮ وفرش له عامر الطريق بالوعود‮.. يستطيع إعادة أخته في‮ أي‮ وقت،‮ أيضا‮ يمكنه الذهاب إلي‮ هناك‮.. أبو شريف‮ يستطيع أن‮ يفعل له ما‮ يريد‮.. وفي‮ عام‮ 1983‮ قدمت الشرطة عامر سليمان للمحاكمة بتهمة القيام بانشطة تجسسية ولكن لضعف الأدلة،‮ كان الحكم ضعيفا‮.. وقضي‮ أرميلات عام ونصف العام خلف الأسوار‮.. ليعود في‮ عام‮ 1987‮ وبكل اصرار علي‮ الخيانة علي‮ استعاده نشاطه‮ التجسسي‮.. وفي‮ عام‮ 1992‮ عاود تنفيذ فكرته الأولي‮ فقرر الاتصال بأحد أصدقائه وهو سائق ليساعدٌه في‮ ترويج كميات المخدرات‮.. وبعد أن اطمأن إليه اعترف له أنه‮ يعمل لحساب الموساد‮.. وأنه‮ يربح مبالغ‮ كبيرة‮.. وأنه‮ يستطيع أن‮ يكون شريكا له‮.. ولم‮ يعرف أرميلات أن للخيانة عملاء ولكن هناك الشرفاء‮.. ووجد نفسه في‮ مواجهة من عرض عليه العمالة في‮ قاعة المحكمة ليشهد ضده،‮ ويؤكد أن أرميلات طلب منه التجسس وصحبه إلي‮ عدة أماكن كان مكلفا بمراقبتها‮.. وبعد توافر أدلة الإدانة‮.. تصدر المحكمة حكمها بالسجن المؤبد علي‮ جاسوس المخدرات وغرامة عشرة آلاف جنيه‮.‬
سمير عثمان
نموذج آخر علي‮ الخيانة سقط بعد فترة من تطوعه في‮ فرق الخيانة‮.. هو سمير عثمان احمد علي،‮ وهو الذي‮ أنهي‮ عمله في‮ إحدي الجهات الهامة،‮ وأراد أن‮ يبحث عن فرصة عمل،‮ فسافر إلي‮ العراق أثناء الحرب مع إيران والتحق بالجيش الشعبي‮ العراقي،‮ وتدرج في‮ التنظيم السري‮ لحزب البعث حصل علي‮ درجة رفيق،‮ وحصل علي‮ مرتبه ملازم أول وتم نقله للعمل بالمخابرات العراقية وتبدلت الأحوال،‮ فالسيارة والسائق الخاص والراتب الكبير‮. ويبدو أن سمير لم‮ يجد ما‮ يريده في‮ العراق،‮ فقرر الانتقال إلي‮ تركيا في‮ إجازة،‮ وقرر عرض نفسه للبيع واختار أن‮ يتطوع في‮ صفوف الموساد‮.. وفور وصوله أنقرة،‮ سأل عن مكان السفارة الإسرائيلية‮.. ومنذ تلك اللحظة دخل عالم الخيانة من أوسع أبوابه‮.. وعاد إلي مصر لينفذ التكليفات المطلوبة منه‮.. ولأنه مدرب جيدا علي‮ الغوص،‮ فاختار،‮ وله طريقة جديدة للاتصال بالموساد‮.. وكان سمير‮ يذهب إلي‮ طابا المصرية ويقيم في‮ فندق هيلتون،‮ وبعد فترة،‮ يقرر الذهاب للغوص،‮ يرتدي‮ الملابس،‮ ويغوص تحت الماء،‮ وبين ملابسه جواز سفره،‮ ويستمر سمير في‮ الغوص تحت الماء ولا‮ يخرج إلي سطحها في‮ إيلات وهناك‮ يكون ضباط الموساد في‮ انتظاره‮.. ويعود بنفس الطريقة‮.. وكان‮ يمكن أن‮ يستمر سمير في‮ خيانة لوقت أطول‮.. حتي وصلت معلومات إلي‮ المخابرات العامة المصرية عن الشبهات التي‮ تحيط به‮.. فهو كثيرا ما‮ يسافر إلي‮ خارج البلاد وجنوب سيناء‮.. ووضع سمير تحت المراقبة الدقيقة في‮ مصر وخارجها‮..‬
وبعد تحريات،‮ وصلت معلومات تفيد بتورطه مع الموساد‮.. وهنا تولي‮ فريق من المتخصصين مراقبته ومتابعة القضية‮.. وبعد فترة أصبحت كل أسرار شريف معروفة‮.. حتي إن هناك من كان‮ يتابعه في‮ البحر‮.. وبعد تجميع أدلة قوية لا‮ يستطيع سمير التخلص منها‮.. صدر قرار بالقبض عليه‮.. وتوجهت قوة من المخابرات العامة‮ يرافقها رئيس نيابة أمن الدولة حيث شريف في‮ منطقة الدرب الأحمر‮.. قامت بتفتيش المنزل وعثرت علي‮ جوازات السفر،‮ وأوراق السفر وأدلة أخري‮ تؤكد علاقاته بالموساد‮..‬
وبعيدا من القاهرة،‮ كان هناك في‮ طابا،‮ فريق آخر في‮ مياه طابا،‮ ينتظر عودة سمير من إيلات‮.. لكن مفاجأة حدثت‮.. سمير ضل طريقه هذه المرة‮.. ولكن العيون التي‮ تراقبه،‮ لم تخطأ هدفها‮.. إشارة تلقتها قبل قليل بالقبض عليه‮..‬
وبعد ساعات كان سمير في‮ سيارة تقترب من حدود القاهرة‮.. ليمثل أمام رئيس‮ نيابة أمن الدولة،‮ تتوالي‮ الاعترافات‮.. ونظر لخطورة القضية،‮ وحجم‮ العمليات الضخمة الذي‮ رافقها وتعلقها بأسرار دول عربية أخري‮.. فاستمرت المحاكمات بعيدا عن المتابعات الإعلامية‮.. ليسقط سمير عثمان جزاء ما مثله ويصدر ضده حكم مشدد‮.. بعدما اعترف بعمالة للموساد،‮ أنه استحق عدة جوازات سفر للتمويه علي‮ أجهزة الأمن ومقابلة ضباط الموساد‮.. وكشف تحليل جوازات السفر عن تشبعها بمياه البحر نتيجة حمله لها أثناء الغوص تحسبا لأي‮ طارئ‮.‬
العامل الجاسوس‮..!‬
رغم أنه عمل متطوعاً‮ في‮ صفوف القوات البحرية لمدة‮ 12‮ عاما‮.. بداية في‮ عام‮ 1966‮ حتي عام‮ 1978؟ قرر أن‮ ينهي‮ فترة تطوعه،‮ وقرر مد التجنيد لفترة أخري‮.. رغبة منه في‮ الحصول علي‮ مكافأة نهاية الخدمة إضافة إلي‮ المعاش الشهري‮.. يستطيع أن‮ يبدأ مشروعا جديدا‮.. ولكنه سمع عن زملاء سابقين له عملوا علي‮ البواخر التجارية وبرواتب مغرية‮..‬
بدأ عبد الملك عبد المنعم،‮ رحلة البحث،‮ وعثر علي‮ فرصة جيدة،‮ لكنه لم‮ يعد قانعا بدخله‮.. وفي‮ إحدي إجازاته في‮ قرية نوسا الغيط‮.. سمع عن سفر شباب القرية للعمل في‮ إسرائيل،‮ والأرباح الكبيرة التي‮ يحققونها‮.. فقرر أن‮ يذهب هو الآخر‮.. ولكن عمله السابق وقف في‮ طريقه وتم رفض سفره‮.. وتعهد بموجب إقرار كتابي‮ بعدم السفر،‮ ولكنه اعتقد أنه سيفلت من هذا الإقرار باستبدال جواز سفره بمهنة موظف بالمعاش‮.. وبالفعل تمكن من مغادرة البلاد‮.. وفور وصوله إلي‮ إيلات وحسب الإجراءات المعتادة لمنافذ‮ إسرائيل مع المصريين‮.. استجواب أمني‮ طويل‮.. روي‮ فيه عبد الملك تاريخ عمله السابق في‮ القوات البحرية‮.. وكان ضروريا إخطار الموساد‮.. وطوال رحلة عمله كانت عيون الموساد ترقبه‮.. ولأنه دخل ايلات بتأشيرة سياحية،‮ فقد انتهت فترة الأسبوعين وفي‮ اليوم التالي،‮ بدأت الشرطة الإسرائيلية في‮ مطاردته،‮ بناء علي‮ تعليمات مدير مكتب الموساد في‮ ايلات والمدعو‮ "‬أبو‮ يوسف‮" وبعد عدة مطاردات أنهكت عبد الملك‮.. فكلما ذهب إلي‮ مكان،‮ وجد الشرطة في‮ انتظاره‮.. وفجأة وبعدما أصاب عبد الملك التعب،‮ وجد أبو‮ يوسف في‮ طريقه‮.. قدم له الحماية اللازمة وأصبح ممنوعا علي‮ الشرطة الاقتراب منه بل وفر له أبو‮ يوسف فرصة عمل عندما كلفه بطلاء فيللا خاصة‮.. ولأن الطمع سيطر علي‮ كل حواس عبد الله،‮ فلم‮ يقاوم عرض أبو‮ يوسف وتحول عبد الملك من عامل،‮ إلي‮ جاسوس‮.. وتم نقله إلي‮ بئر سبع للتدريب هناك علي‮ أعمال التجسس ونبغ‮ سريعا في‮ الخيانة،‮ وعاد إلي‮ مصر ومعه أرقام تليفونات في‮ فرنسا وايطاليا واليونان‮..‬
وكان التكليف لعبد الملك بمتابعة أنشطة إحدي القواعد الجوية القريبة من محل إقامته وإحدي قواعد الدفاع الجوي‮ وطلب ضباط الموساد من عبد الملك أن‮ يبحث عن فرصة عمل في‮ ميناء الإسكندرية‮..‬
وعندما داهمت أجهزة الأمن منزل المتهم في‮ قرية نوسا الغيط،‮ حاول المراوغة وقال إنه كان‮ ينوي‮ إبلاغ‮ المخابرات‮.. ولكن مرض أسنان زوجته،‮ أخره‮.. لعدة أشهر‮.. وبدأ‮ يعترف بخط‮ يده،‮ 80‮ ورقة كاملة‮.. حوت اعترافات الجاسوس‮..‬،‮ وأمام المحكمة اعترف عبد الملك بتقاضي‮ مبالغ‮ من الموساد،‮ وساعة‮ يد هدية‮.. حاول المتهم الادعاء أنه خشي‮ إبلاغ‮ الأمن،‮ خوفا من أن‮ يكون داخلها أجهزة تتبع‮.. وكان قرار المحكمة بإدانة المتهم‮.. وصدر الحكم عليه بالسجن‮ 15 عاما‮..‬
عماد وعزام‮..!‬
تخرج في كلية الاقتصاد المنزلي،‮ والتحق بالعمل مدرسا بإحدي المدارس الإعدادية في‮ شبين الكوم وكان عماد عبد الحميد،‮ غير قانع بالعمل‮.. فحصل علي‮ إجازة والتحق بالعمل في‮ إحدي الشركات بالعاشر من رمضان،‮ وكانت سعادته بالغة عندما علم أنه سيسافر مع زملائه إلي‮ إسرائيل للتدريب هناك علي‮ صناعة الملابس‮.. وأقلعت به الطائرة ومعه زملاؤه وكانت سعادته بالغة،‮ فهناك سوف‮ يبرز انحرافه الخلقي‮.. وكان في‮ استقبالهم في‮ المطار‮.. وفي‮ متعب عزام مندوبا عن المصنع،‮ وبسرعة انتهت الإجراءات‮.. لكن عيون عماد كانت تتعلق بالنساء في‮ كل اتجاه‮.. وفور وصولهم الفندق كان هناك في‮ انتظارهم عزام متعب عزم،‮ وفورا اكتشف الانحراف الجنسي‮ لعماد‮.. وهمس إليه‮.. وبالفعل أحضر له عزام فتاتين روسيتين،‮ لكن عماد خشي‮ من رؤسائه في‮ العمل والمقيمين معه في‮ نفس الفندق‮.. وأراد عزام الانفراد به فقام بنقله إلي‮ أحد المصانع الأخري للتدريب بها‮..‬
كان القرار بتجنيد عماد وفجأة ظهرت زهرة جريس وهما من عملاء الموساد‮.. أفهمه عزام أنها ثرية وتصلح زوجة له،‮ وكان عماد طلب من عزام مساعدة في‮ الزواج بإسرائيلية‮. وبعد عمليات السيطرة الجنسية علي‮ عماد عبد المجيد وزهرة جريس،‮ وتم التقاط صور جنسية له معها في‮ سيارتها عندما دعته لجولة خلوية‮.. .. وبدأت التلميحات من عزام وزهرة عناصر الموساد،‮ وكانت الاستجابة التامة من عماد عبد الحميد‮.. وكانت هناك قصة رواها عماد عن قرب موعد تجنيده،‮ فصدر قرار بتحديد إقامة الوفد أسبوعاً‮ آخر إكراما للجاسوس حتي تتم السيطرة التامة عليه وحمل قائمة طويلة معه من التكليفات،‮ وأربع قطع ملابس نسائية مشبعة بالحبر السري‮.. لاستخدامه في‮ إرسال التقارير‮.. وبالفعل والجاسوس أقام باستخلاص الحبر السري‮.. وحسب تحريات شعبة الأمن القومي،‮ واعترافات المتهم،‮ أنه في‮ اليوم السابق علي‮ وصوله إلي مصر التقي‮ مع المدعو‮ "‬ميكي‮ باغوث‮" وهو ضابط بالموساد اسمه الحقيقي‮ "‬ميخائيل بيركو‮".‬
وتعرف المتهم علي‮ الصورة الذي‮ قدمتها المخابرات لضابط الموساد‮.. وتوالت الاعترافات‮.. وتم القبض علي‮ عزام متعب عزام ووجهت إليه نيابة أمن الدولة بتهمة الاتفاق الجنائي‮ مع الجاسوس‮.. واعترف عزام بصلات زهرة بالموساد،‮ وتوالت الجلسات والاعترافات‮.. وكان في‮ النهاية الحكم الرادع بالسجن المؤبد علي‮ عماد عبد الحميد والسجن‮ 15‮ عاما علي‮ عزام متعب عزام‮.‬
محمد عصام العطار
كذلك كانت هناك قضية الجاسوس محمد عصام العطار الذي‮ وجهت له تهمة التخابر مع جهاز الموساد الإسرائيلي‮ بعد تجنيده في‮ تركيا علي‮ يد عملاء الموساد دانيال ليفي وكمال كوشبا و تونجاي جوماي وفي حينه تم توجيه له الاتهام بالعمل لصالح الموساد وإمداده بالمعلومات والتقارير عن بعض المصريين ورعايا الدول العربية المقيمين في‮ تركيا وكندا لانتقاء من‮ يصلح منهم للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.