خلال 24 ساعة.. 90 شهيدًا في قطاع غزة غالبيتهم من منتظري المساعدات    مطروح تدرس تشغيل خط طيران مباشر إلى القاهرة لتيسير حركة المواطنين    بؤر تفجير في قلب العالم العربي ..قصف إيران للقواعد الأميركية يفضح هشاشة السيادة لدول الخليج    انتظرنا 49 عاما.. الصحف البرتغالية تحتفل بفوز بنفيكا على بايرن ميونخ    ينتظر الترجي أو تشيلسي.. موعد مباراة بنفيكا في دور ال16 بكأس العالم للأندية 2025    ندوة تثقيفية لقوات الدفاع الشعبي في الكاتدرائية بحضور البابا تواضروس (صور)    كم يسجل عيار 21 الآن بعد آخر تراجع في سعر الذهب اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    رسميا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025    حسام بدراوي: أرفع القبعة لوزير المالية على شجاعته.. المنظومة تعاني من بيروقراطية مرعبة    اقتراب الأسهم الأمريكية من أعلى مستوياتها وتراجع أسعار النفط    الشاعر: 1410 منشأة سياحية غير مرخصة.. ولجنة مشتركة لمواجهة الكيانات غير الشرعية    «المصدر» تنشر نتيجة انتخابات مجلس إدارة البورصة المصرية 2025-2029    غدا.. إجازة رسمية بمناسبة رأس السنة الهجرية للقطاع العام والخاص والبنوك بعد قرار رئيس الوزراء    محافظ الفيوم يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد ناصر الكبير.. صور    وزير الخارجية الإيراني: برنامج النووي مستمر    بايرن ميونخ يواجه فلامنجو البرازيلي فى دور ال16 بكأس العالم للأندية    مندوب إسرائيل في مجلس الأمن: وافقنا على مقترح ترامب وإيران تسعى لصنع قنبلة نووية    البنتاجون: إيران ما زالت تتمتع بقدرات تكتيكية ملموسة    بوتين ولوكاشينكو يبحثان هاتفيا الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط    وصفها ترامب ب«أغبى أعضاء الكونجرس».. نائبة ديمقراطية: «لا تصب غضبك علي.. أنا فتاة حمقاء»    قدّاس جنائزي في البصرة على شهداء كنيسة مار إلياس – سوريا    من قلب الصين إلى صمت الأديرة.. أرملة وأم لراهبات وكاهن تعلن نذورها الرهبانية الدائمة    طارق سليمان: الأهلي عانى من نرجسية بعض اللاعبين بالمونديال    أحمد حمودة: أرقام بن رمضان «غير جيدة».. وعبدالقادر أفضل من تريزيجيه وبن شرقي    «سيكون فريق مرعب».. سيد معوض يكشف احتياجات الأهلي    الزمالك يضع الرتوش الأخيرة على صفقة نجم الأهلي السابق (تفاصيل)    ميسي يعلق على تأهل فريقه للدور الثاني من مونديال الأندية    ميل عقار من 9 طوابق في المنتزة بالإسكندرية.. وتحرك عاجل من الحي    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية القليوبية 2025 الترم الثاني pdf.. رسميًا الآن    بسبب ماس كهربائي.. السيطرة على حريق سيارة بطامية في الفيوم    كان بيعوم.. مصرع طالب ثانوي غرقا بنهر النيل في حلوان    أب ينهي حياة ابنه وابنته في قويسنا بالمنوفية.. والأمن يكثف جهوده لكشف غموض الواقعة    حفل غنائي ناجح للنجم تامر عاشور فى مهرجان موازين بالمغرب    فرصة مثالية لاتخاذ قرارات حاسمة.. توقعات برج الحمل اليوم 25 يونيو    التسرع سيأتي بنتائج عكسية.. برج الجدي اليوم 25 يونيو    معطيات جديدة تحتاج التحليل.. حظ برج القوس اليوم 25 يونيو    زوج ضحية حادث الدهس بحديقة التجمع عبر تليفزيون اليوم السابع: بنتي مش بتتكلم من الخضة وعايز حق عيالي    سفارتنا في بوليفيا تشارك في عدد من المعارض للترويج للمتحف المصري الكبير    غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة المثاليين للقيلولة    وزير الصحة: ننتج 91% من أدويتنا محليًا.. ونتصدر صناعة الأدوية فى أفريقيا    أسوار المصالح والمنشآت الحكومية بكفر الشيخ تتحول للوحات فنية على يد طالبات تربية نوعية (صور)    البابا تواضروس في اتصال هاتفي لبطريرك أنطاكية: نصلي من أجل ضحايا الهجوم على كنيسة سوريا    حسام بدراوي: الانتخابات كانت تُزور في عهد الرئيس الأسبق مبارك    عندما صعد ميسي ليدق أجراس ميلاده ال38.. من أحدب نوتردام إلى أسطورة الكرة    الأرصاد تكشف حالة الطقس فى القاهرة والمحافظات وتُحذر من انخفاض الرؤية : «ترقبوا الطرق»    مينا مسعود يفاجئ الجمهور فى سينمات القاهرة للترويج لفيلمه "في عز الضهر"    رسالة أم لابنها فى الحرب    "إسرائيل وإيران أرادتا وقف الحرب بنفس القدر".. أخر تصريحات ترامب (فيديو)    ما سبب تسمية التقويم الهجري بهذا الاسم؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: الإشباع العاطفي حق أصيل للزوجة.. والحياة الزوجية لا تُبنى على الأمور المادية فقط    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى حلوان دون إصابات    «يعقوب» و«أبوالسعد» و«المراغي» يقتنصون مقاعد الأوراق المالية بانتخابات البورصة    وزير الصحة يبحث مع نظيره الموريتاني سبل تعزيز التعاون في القطاع الصحي    المنوفية تجهز مذكرة لبحث تحويل أشمون العام إلى مستشفى أطفال تخصصي وتأمين صحي شامل    عملية نادرة تنقذ مريضة من كيس مائي بالمخ بمستشفى 15 مايو التخصصى    بالعلم الفلسطيني وصوت العروبة.. صابر الرباعي يبعث برسالة فنية من تونس    الإدارة العامة للمرور: ضبط (56) ألف مخالفة خلال 24 ساعة    غدا ميلاد هلال شهر المحرم والخميس بداية العام الهجري الجديد 1447 فلكيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تاريخ طويل من الفشل للموساد في مصر
نشر في الأهرام المسائي يوم 21 - 12 - 2010


محمد العطار
حرب الجواسيس الإسرائيلية علي مصر لاتزال علي أشدها رغم مرور أكثر من‏31‏ عاما علي توقيع معاهدة السلام بين أكبر وأهم دولة عربية وإسرائيل وهي التي انهت عقوداين طويلة من العداء وإراقة الدماء‏..
‏ كما فتحت الباب لاحقا لتوقيع اتفاقية وادي عربة مع الاردن وقبلها اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين‏..‏ لكن ولأنها إسرائيل فإنها لاتحفظ عهودها ولاتحترم معاهداتها أو اتفاقياتها‏..‏ فكونها مدينة بالجانب الأكبر من وجودها للولايات المتحدة لم يمنعها أو يمنع أجهزة مخابراتهما الموساد تحديدا من التجسس علي أدق أسرارها وحتي بيعها للصين أكد المنافسين الاستراتيجيين للقوة العظمي الأولي في عالم اليوم‏..‏ كما ان معاهدة السلام الموقعة مع مصر لم تمنع الموساد من السعي الي تجنيد عدد من الخونة للتجسس علي مصر لولا يقظة جهاز الأمن المصري الوطني ونجاحه في اصطياد هؤلاء الخونة الذين باعوا مصريتهم بثمن بخس وأسلموا أنفسهم للشيطان مقابل حفنة دولارات‏.‏
المهم ان القاء القبض علي الجاسوس المصري طارق عبدالرازق وضابطي الموساد بتهمة التجسس علي مصر وجمع معلومات حساسة عنها وعن سوريا ولبنان قبل يومين ليس أكثر من حلقة في مسلسل طويل يقوده الموساد من أجل العبث بأمن مصر القومي‏..‏ دون ان يأخذ في اعتباره انه خط أحمر ممنوع الاقتراب منه او التصوير‏.‏ وهنا لانملك الا ان نرفع القبعة لاجهزة الأمن المصرية الساهرة علي أمن مصر والمصريين والتي طالما وجهت ضربات قاضية لمخططات الموساد ولن يكون اخرها الايقاع بشبكة التجسس التي تتألف من خائن مصري‏(‏ طارق عبدالرازق‏)‏ واثنين من ضباط الموساد‏.‏
إنها معركة طويلة بين جواسيس الموساد ورجال الأمن المصري تستحق ان تروي لنعرف ان تهديد إسرائيل للأقطار العربية لايفرق بين من تدرجه الدولة العبرية في خانة الاعداء ومن ترتبط معهم بالعهود والمواثيق علي غرار ماحدث مع مصر‏.‏
وعودة الي الوراء يتضح ان اجهزة الامن المصري اليقظة نجحت في اصطياد‏73‏ عميلا خلال‏20‏ عاما‏..‏ كان اخرها القضية الاخيرة المتهم فيها مصري محبوس وإسرائيليان هاربان من عملاء الموساد والأولي كانت شبكة آل مصراتي الشهيرة التي تم ضبطها عام‏1992.‏
والمثير واللافت في آن أن الكشف عن شبكة الجواسيس الاسرائيلية في مصر جاء بعد ايام قليلة من كشف الحكومة اللبنانية عن تغلغل شبكات تجسس إسرائيلية في شركات اتصالات لبنانية‏..‏ وبعد عدة اشهر من فضيحة كشف جريمة اغتيال عملاء الموساد للقيادي في حركة حماس محمود المبحوح في احد فنادق دبي مما اساء لسمعته داخل وخارج إسرائيل كما أفقده مجموعة من أفضل جواسيسه بعدما نجح الامن في امارة دبي في اكتشاف المتورطين في اغتيال المبحوح ونشر صورهم في الميديا علي نطاق واسع قبل ان يسلم مذكرات ملاحقتهم الي الشرطة الدولية‏.(‏ الانتربول‏).‏ وبسقوط اعضاء الشبكة الأخيرة يرتفع عدد الجواسيس الذين اصطادتهم أجهزة الأمن المصرية من عملاء الموساد إلي‏73‏ جاسوسا بعضهم من المصريين وغالبيتهم من الأجانب ومزدوجي الجنسية حيث يتم تجنيدهم عبر الاتصالات الدولية او في عواصم أجنبية‏.‏ وفي‏17‏ أبريل‏2007‏ ضبطت السلطات المصرية شبكة تجسس إسرائيلية يقودها مهندس بهيئة الطاقة الذرية مع ايرلندي وياباني ليصبح هو الجوسوس الثاني الذي يتم كشفه في ذات العام ورقم‏67‏ في سلسلة الجواسيس المعتمدين من تل أبيب في خلال‏15‏ عاما منذ ضبط شبكة المهندس محمد سيد صابر علي شبكة مصراتي حيث تورط في نقل بيانات وتقارير من مقر عمله بهدف تسليمها للموساد مقابل المال وكشفت تحقيقات النيابة ان الجاسوس المذكور حصل علي جهاز حاسب مزود ببرنامج تقني متطور قادر علي اختراق أجهزة هيئة الطاقة الذرية‏.‏
وفي فبراير‏2007‏ كانت أجهزة الأمن قد تمكنت من الكشف عن تجنيد طالب فاشل بجامعة الأزهر وثلاثة ضباط من المخابرات الاسرائيلية بعدما ثبت انهم قاموا في الفترة من شهر أغسطس‏2001‏ وحتي يناير‏2007‏ بالتجسس علي المصريين والعرب في كندا وتركيا‏.‏
وتقول المصادر المصرية انه تم خلال الفترة من‏1990‏ 2000‏ ضبط أكثر من‏25‏ شبكة تجسس إسرائيلية في مصر منها‏9‏ شبكات تم ضبطها خلال الثلاث سنوات الأخيرة فقط‏.‏
ولاحقا تم ضبط شبكتين أخريين في عامي‏2002,‏ ثم عام‏2007‏ تم ضبط شبكتين في شهري فبراير ثم أبريل‏,‏ ليصبح المجموع‏28‏ شبكة تجسس في‏17‏ عاما تضم‏67‏ جاسوسا‏,‏ ارتفعت بعد ضبط جواسيس ديسمبر الجاري‏2010‏ إلي‏29‏ شبكة تجسس بخلاف غير المعلن‏.‏
وسبق ان أحصت احدي الصحف شبكات التجسس التي جري ضبطها مابين‏1990‏ و‏2000,‏ وقدرتها ب‏25‏ شبكة تجسس إسرائيلية في مصر وحدها منها‏9‏ شبكات‏(‏ أوردت تفاصيلها‏)‏ تم ضبطها خلال الثلاث سنوات الاخيرة وقالت الصحيفة في تحقيق موسع نشرته في عددها الصادر‏5‏ 12‏ 2000‏ إن عدد جواسيس الموساد الذين تم تجنيدهم والدفع بهم لمصر بلغ نحو‏64‏ جاسوسا بنسبة‏75%‏ لمصريين و‏25%‏ لجواسيس إسرائيليين‏.‏
وأشارت الي انه طوال ال‏25‏ عاما الماضية لم تضبط أجهزة الأمن المصرية سوي شبكات تجسس كلها اسرائيلية باستثناء حالة واحدة تم ضبطها لحساب المخابرات الامريكية ولكن في خلال العشر سنوات الماضية فقط تم ضبط‏9‏ شبكات‏.‏
في المقابل تؤكد تقارير الأمن المصرية ان‏86%‏ من جرائم التهريب وتزوير العملات في مصر ارتكبها اسرائيليون في حين بلغت اعداد قضايا المخدرات المتهم فيها اسرائيليون ايضا خلال‏10‏ سنوات فقط نحو‏4‏ آلاف و‏457‏ قضية ومما يدلل علي ذلك اعتراف مصدر إسرائيلي بأن مصر يدخلها نحو‏500‏ طن مخدرات سنويا عن طريق إسرائيل‏.‏
ومعروف أن السياحة الي مصر احدي الوسائل لتنفيذ مخطط التجسس الاسرائيلي لزعزعة الاستقرار فيها وساعد علي ذلك ان الاسرائيليين لهم الحق بموجب اتفاقية كامب ديفيد في دخول سيناء بدون جوازات سفر أو تأشيرات لمدة أسبوعين مما جعل عملية التسلل الي داخل البلاد أمرا سهلا ومن ثم تعددت الحوادث التي خطط لها الموساد‏.‏
أما في‏1985‏ فقد تمكنت أجهزة الأمن المصرية من القبض علي شبكة تجسس إسرائيلية مكونة من‏9‏ أفراد ينتمون إلي الموساد الإسرائيلي حيث جاء التشكيل الي مصر علي دفعتين ضمن احد الأفواج السياحية أحدها مكون من أربعة أفراد توجه الي الاسكندرية والثاني الي منطقة القناة وقد ضبط الفوج الثاني في مدينة بورفؤاد أثناء قيامه بأعمال التصوير ورسم الخرائط لأماكن ممنوعة وضبط بحوزتهم عدة أفلام قاموا بتصويرها وبعد اجراء التحقيقات والتحريات تبين انهم ضباط بجهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد‏.‏
وفي أغسطس‏1986‏ تم القبض علي شبكة تجسس أخري ضمت عددا من العاملين بالمركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة الي جانب امريكية تعمل في هيئة المعونة الامريكية حيث ضبطت اجهزة الأمن المصرية بحوزتهم كمية من الافلام والصور ومحطة ارسال واستقبال ومعمل تحميض وتبين ان هذه الصور تم التقاطها لوحدات من الجيش المصري اثناء الليل باستخدام اشعة الليزر‏.‏
وفي نهاية العام تم ضبط اربعة جواسيس صهاينة في شرم الشيخ‏.‏
وفي عام‏87‏ تم ضبط شبكة تجسس من السياح الإسرائيليين أثناء زيارتهم لشرم الشيخ‏.‏ و في عام‏1990‏ ألقت أجهزة الأمن القبض علي إبراهيم مصباح عوارة لاشتراكه مع احد ضباط المخابرات الاسرائيلية في تحريض الفتاة المصرية سحر علي ارتكاب جريمة التخابر ضد مصر وكانت سحر قد رفضت التجسس علي وطنها وأبلغت اجهزة الامن المصرية بمحاولة تجنيدها وتم ضبط العميل وصدر ضده حكم بالسجن‏15‏ سنة‏.‏
وفي‏1991‏ ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض علي جاسوس آخر يعمل لحساب الموساد‏(‏ عبدالملك عبدالمنعم‏)‏ واعترف بأنه عمل لحساب الموساد مقابل دولارات قليلة بعد تجنيده داخل اسرائيل‏.‏
وفي نوفمبر‏1996‏ القت اجهزة الأمن القبض علي الجاسوس الاسرائيلي عزام مصعب عزام وشريكه المصري عماد عبدالحميد بتهمة التخابر لحساب الموساد‏,‏ وكان عزام اخطر عملاء اسرائيل في مصر وأكثرهم غموضا حيث كانت مهمته جمع معلومات عن المصانع الموجودة في المدن الجديدة مثل مدينة‏6‏ أكتوبر والعاشر من رمضان من حيث النشاط والحركة الاقتصادية‏,‏ وكانت وسيلة عزام جديدة للغاية وهي إدخال ملابس داخلية مشبعة بالحبر السري قادمة من إسرائيل مع عماد اسماعيل الذي جنده عزام‏,‏ وقد تدخل للإفراج عنه ثلاثة رؤساء وزراء في إسرائيل هم بنيامين نتانياهو وإيهود باراك وارييل شارون وحتي الادارة الامريكية توسطت عند مصر للإفراج عنه‏.‏ وفي عام‏2000‏ جري القبض علي الجاسوس شريف الفيلالي الذي ادين بالتجسس لحساب إسرائيل وحكم عليه بالأشغال الشاقة‏15‏ عاما قضي منها‏5‏ سنوات بالسجن ثم توفي داخل السجن‏.‏
أما في فبراير‏2007‏ فقد جري الكشف عن شبكة تجسس لحساب اسرائيل‏,‏ تضم طالبا فاشلا بجامعة الازهر حاصلا علي الجنسية الكندية‏,‏ وثلاثة ضباط بالمخابرات الإسرائيلية‏,‏ قاموا في الفترة من اغسطس‏2001‏ وحتي الاول من يناير‏2007,‏ بالتجسس علي المصريين والعرب في كندا وتركيا‏,‏ وهو الجاسوس‏(‏ محمد عصام العطار‏).‏
و‏18‏ ابريل‏2007‏ تم الكشف عن قضية الجاسوس المصري محمد سيد صابر التي كشفتها النيابة المصرية وحكم عليه بالسجن المؤبد لمدة‏25‏ عاما بعد اتهامه بالتجسس لصالح اسرائيل‏,‏ وإفشاء اسرار المفاعلات النووية المصرية وشمل الحكم أيضا سجن ياباني وأيرلندي متهمين‏(‏ هاربين‏)‏ في نفس القضية ولعبا دورا في تجنيد المتهم بالسجن المؤبد‏.‏
وفي‏20‏ ديسمبر‏2010‏ أعلن النائب العام المصري ضبط أحدث شبكة تضم طارق عبدالرازق حسين حسن‏(37‏ عاما صاحب شركة تصدير واستيراد‏)‏والاسرائيليين إيدي موشيه وجوزيف ديمور بتهمة جمع المعلومات عن الأهداف العسكرية والاستراتيجية والشخصيات العامة في مصر‏.‏ وإن تاريخ التجسس بين مصر وإسرائيل يكشف عن ان اول جاسوسة أطلقت مصر سراحها منذ بدء نشاط الموساد في‏14‏ مايو‏1948‏ تحمل اسم بولاند هارس المتهمة باغتيال ضباط إنجليزي في مصر‏,‏ وتم اطلاق سراحها في‏22‏ سبتمبر عام‏1987.‏ ولكن‏,‏ لم يكد الحبر الذي كتبت به معاهدة السلام يجف حتي جندت إسرائيل الجاسوس عامر سلمان‏,‏ من بدو سيناء عام‏1982,‏ حتي تم القبض عليه‏,‏ وحكمت عليه محكمة العريش بالسجن مدي الحياة‏.‏
وفي عام‏1985,‏ وجهت أجهزة الأمن المصرية صفعة جديدة بالقبض علي شبكة تجسس إسرائيلية مكونة من‏9‏ أفراد ينتمون الي الموساد الإسرائيلي‏,‏ وكان التسعة قد دخلوا مصر علي دفعتين ضمن أحد الأفواج السياحية‏,‏ لكن الموساد الإسرائيلي‏,‏ حاول تبييض ماء وجهه وقام بزرع جاسوسين له في المركز الاكاديمي الاسرائيلي بالقاهرة‏,‏ من خلال عدد من العاملين بالمركز‏,‏ لكن اجهزة الامن المصرية‏,‏ لم تمهل الموساد حتي يفيق من صفعته الماضية‏,‏ وقامت بإلقاء القبض علي الشبكة الجديدة‏.‏
ولم يجد الموساد الإسرائيلي مفرا‏,‏ وحاول انقاذ ما يمكن انقاذه من تهاوي سمعته بين الدول الأوروبية‏,‏ فقرر تحريض فتاة مصرية تدعي سحر علي التخابر معه ضد مصر‏,‏ لكنها لم تغب عن ذاكرتها دماء شهداء حرب اكتوبر‏,‏ ولا علم مصر الذي رفعته مصر مرفرفا علي أرض سيناء‏,‏ وقررت إبلاغ أجهزة الامن المصرية بمحاولة تجنيدها للتخابر علي مصر لصالح إسرائيل‏,‏ وتم القبض علي إبراهيم مصباح عوارة‏,‏ لاشتراكه مع أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية في تحريض سحر‏.‏
ثم جاء عقد التسعينيات‏,‏ بشبكة تخابر جديدة لصالح إسرائيل‏,‏ تقمصت بطولتها الإسرائيلية فائقة مصراتي ووالدها اللذان كانا يعيشان في القاهرة‏,‏ واتضح أن فائقة ووالدها‏,‏ كانا يخفيان عملهما في التجسس خلف ستار الدعارة التي كانت تمارسها فائقة مع أبناء الطبقة الراقية في حي مصر الجديدة‏,‏ ومن خلال دعارتها بمساعدة والدها‏,‏ كانت تصب المعلومات التي يجمعانها لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي‏,‏ حتي تم القبض عليهما‏.‏
فيما كانت قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام‏,‏ من أشهر القضايا التي استخدمت فيها إسرائيل الأنشطة الاقتصادية لتتجسس علي مصر من خلال تجنيد بعض ضعاف النفوس لجمع المعلومات عن جميع الأوضاع في مصر‏,‏ وكان ذلك في‏1996,‏ عندما كانت الاستعدادات تسير في مصر علي قدم وساق لاستضافة المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا‏,‏ بمشاركة إسرائيل‏,‏ وتمكنت المخابرات المصرية من اعتقال عزام عزام الذي كان يعمل مديرا لمصنع إسرائيلي مصري للنسيج في القاهرة‏.‏
ومن أشهر قضايا الجاسوسية أيضا كانت قضية الجاسوس سمير عثمان في أغسطس‏1997‏ عندما سقط في يد رجال الأمن أثناء قيامه بالتجسس مرتديا بدلة غوص‏,‏ حيث كانت مهمته التنقل عائما بين مصر وإسرائيل بعد أن جنده الموساد‏,‏ وأعترف بأنه تم تجنيده عام‏1988‏ علي يد الموساد بعد أن ترك عمله في أحد الأجهزة المصرية‏,‏ حيث سافر إلي اليونان والسودان وليبيا ثم إلي تل أبيب‏,‏ حيث جهز له الموساد‏4‏ جوازات سفر كان يستخدمها في تنقلاته‏,‏ وأثناء تفتيش منزله عثر علي مستندات هامة وأدوات خاصة تستخدم في عمليات التجسس التي قام بها‏.‏
وفي الربع الأخير من عام‏2000‏ تفجرت قضية الجاسوس المصري المهندس شريف فوزي الفيلالي‏,‏ وتتلخص قضيته في أنه سافر لاستكمال دراسته في ألمانيا وتعرف خلال إقامته بها بامرأة يهودية قامت بتقديمه إلي رئيس قسم العمليات التجارية بإحدي الشركات الألمانية الدولية‏,‏ والذي ألحقه بالعمل بالشركة وطلب منه تعلم اللغة العبرية تمهيدا لارساله للعمل في إسرائيل‏,‏ لكنه فشل في تعلم العبرية وسافر إلي إسبانيا بحثا عن فرصة عمل قيمة لكونه كان يعشق الثراء السريع وتزوج من إمرأة يهودية‏,‏ وتعرف عن طريقها علي ضابط بجهاز المخابرات السوفيتي السابق‏,‏ المتهم هو الآخر في القضية‏,‏ وبدأت لقاءات الفيلالي مع ضباط الموساد إلي أن نجحت أجهزة المخابرات المصرية في القبض عليه وكانت أشهر قضية تجسس مع بداية عام‏2000‏ وحكم عليه بالسجن‏15‏ عاما‏.‏
وثمة قضية تجسس أخري أحبطت قبل أن تبدأ وهي قضية مجدي أنور توفيق‏,‏ الذي حكم عليه بالسجن‏10‏ سنوات أشغالا شاقة للسعي للتخابر مع الموساد الإسرائيلي ووجهت له أجهزة تهمة السعي إلي التخابر مع دولة أجنبية وأيضا تهمة التزوير في أوراق رسمية حيث قام المتهم بتزوير شهادة من الأمانة العامة للصندوق المصري للتعاون مع إفريقيا التابع لوزراء الخارجية تشير إلي عمله كوزير مفوض علي غير الحقيقة‏,‏ واعترف الجاسوس بأنه قام بالاتصال بالقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية عن طريق الفاكس مبررا أنه كان يريد عناوين بعض الأجهزة الدولية‏.‏
وعلي مدار أكثر من‏50‏ عاما ماضية لم تحاول دولة أيا كانت أن تتخابر علي مصر مثلما حاولت إسرائيل‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.