رغم اتفاقية السلام بين البلدين الا أن اسرائيل دائما ما تتجسس علي مصر، بل إن تقارير المخابرات الاسرائيلية نفسها اشارت الي أن مصر تستحوذ علي معظم عمليات التجسس التي يقوم بها الموساد في المنطقة العربية، حيث تم ضبط حوالي 25 شبكة تجسس اسرائيلية في مصر خلال السنوات الماضية، منها 7 شبكات تم ضبطها خلال عام 1996 وحده، وتم القبض فيها علي 64 جاسوساً، 75٪ منهم من المصريين و25٪ من الاسرائيليين، واذا كان هذا هو الرقم المعلن للجواسيس الذين تم القاء القبض عليهم، فالطلقاء مازال أحد لا يعرف أعدادهم، تستخدم اسرائيل كل اسلحتها من أموال وهدايا وأسلحة وتهديد واغراء ونساء ومخدرات لتجنيدهم لتنفيذ مخططاتها العدائية ضد مصر. طارق عبد الرازق حسين منذ أيام قليلة لم يكن سوي مواطن مصري عادي يعمل في مجال الاستيراد والتصدير، يسافر كل فترة الي الصين او الي أي دولة اخري ويعود وفي كل مرة لا يعرف أحد من حوله أي شيء عنه سوي أنه رجل أعمال، فجأة أصبح طارق حديث الناس في مصر كلها بعد أن أعلن المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا انه تم القاء القبض عليه في القضية رقم 650 لسنة 2010 أمن دولة عليا، بتهمة التخابر مع اسرائيل بالتعاون مع اسرائيليين هاربين هما "ويدي موشيه" و"جوزيف ديمور"، وكشفت التحقيقات عن وجود جاسوس آخر مازال طليقاً في القاهرة يسمي "بالأستاذ" والتحقيقات ستكشف عن المزيد. وجواسيس اسرائيل في مصر كثيرون، سقط معظمهم في قبضة رجال الأمن، وبعضهم مازال يعيث في البلاد فساداً، تطاردهم العدالة، ومن أشهر هؤلاء الجواسيس عامر سليمان أرميلات وهو شخص آخر من عرب سيناء، تم تجنيده من قبل الموساد الاسرائيلي عام 1977 بعد القاء القبض عليه بتهمة السرقة في مستوطنة ياميت الاسرائيلية، وظل عامر يعمل لحساب الموساد الاسرائيلي حتي عام 1983 حتي تم القاء القبض عليه، ونظراً لضعف الأدلة لم يصدر ضده الحكم المناسب، فقضي عاماً ونصف العام فقط في السجن، بعدها خرج ليمارس نشاطه التجسس مرة اخري، حتي تم القاء القبض عليه مرة اخري عام 1992، وتمت محاكمته بتهمة خيانة الوطن وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 20 عاما وغرامة قدرها 10 آلاف حينها. اما أشهر جواسيس اسرائيل في مصر فهو عزام عزام الذي صدر ضده عام 1996 حكم بالسجن لمدة 15 عاما، وينتمي عزام الي عرب اسرائيل، وكان يعمل بمصر في صناعة الغزل والنسيج، وكان يقوم بكتابة رسائل للموساد بالحبر السري علي الملابس الداخلية النسائية التي يتم تصديرها للخارج، وقد تم الافراج عنه بعد 6 سنوات في اطار صفقة تبادل السجناء المصريين والجاسوس الاسرائيلي واستقبله شارون بنفسه. وقد تمكن الجاسوس عزام من تجنيد عامل آخر في أحد مصانع العاشر من رمضان يدعي عماد عبد الحميد الذي كان قد سافر الي اسرائيل في زيارة للتدريب علي صناعة الغزل والنسيج، وهناك تم تجنيد عماد من خلال عزام وعميلة الموساد زهرة جريس التي استغلت جمالها في الايقاع بالشاب المصري، وفور عودته الي مصر بدأ في ممارسة نشاطه التجسسي وإسال الرسائل من خلال الحبر السري علي الملابس النسائية حتي تم القاء القبض عليه عام 1996 وقضت نفس المحكمة التي اصدرت الحكم علي عزام بسجن عماد بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما. عبد الملك عبد المنعم نموذج آخر من جواسيس اسرائيل في مصر والذين ألقي البقض عليهم بعد أن نجح جهاز الموساد الاسرائيلي في تجنيده، أثناء زيارته لاسرائيل بحثاً عن عمل فيها، ونظراً لطبيعة عمل عبد الملك في القوات البحرية المصرية تم تجنيده بسرعة، ومن خلال سلاح المال تمكن الموساد من السيطرة عليه، وبعدما عاد الي مصر عمل في ميناء الاسكندرية حتي تم القاء القبض عليه واعترف تفصيلياً بعلاقته بالموساد الاسرائيلي وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 15 عاما. في عام 2002 كشفت السلطات الامنية قضية الجاسوس المصري شريف الفيلالي الذي تم تجنيده في اوروبا من قبل عميل روسي للموساد الاسرائيلي، وأصدرت المحكمة حكماً بالسجن لمدة 15 عاما علي الفيلالي، ولكنه توفي بعد 5 سنوات في السجن. محمد سيد صابر مهندس نووي مصري كان يعمل في هيئة الطاقة الذرية، وفي عام 2007 تمت ادانته بتهمة التجسس لصالح اسرائيل ويقضي الآن فترة العقوبة حيث حكمت المحكمة عليه بالسجن المؤبد والعزل من الوظيفة وتغريمه 17 ألف دولار. اما محمد عصام غنيمي العطار فهو شاب مصري، كان طالباً بجامعة الازهر سافر الي تركيا ثم كندا، وحصل علي الجنسية الكندية، وسمي نفسه جوزيف، وعمل مع المخابرات الاسرائيلية، وكان يقوم بالتجسس علي الطلبة المصريين والعرب، والقي القبض عليه عام 2007 وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 15 عاماً وغرامة 10 آلاف جنيها. كذلك فقد أحبطت السلطات الامنية قضية تجسس قبل أن تبدأ بطلها مصري يدعي مجدي أنور توفيق، حيث سعي الي التخابر مع الموساد الاسرائيلي وارسل فاكساً للقنصلية الاسرائلية في الاسكندرية ووجهت له السلطات تهمة السعي للتخابر مع دولة أجنبية والتزوير في أوراق رسمية حيث قام بتزوير شهادة من الامانة العامة للصندوق المصري للتعاون الفني مع افريقيا وهو صندوق تابع لوزارة الخارجية تؤكد أنه يعمل كوزير مفوض، وحكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة 10 سنوات. اما أغرب قضايا التجسس فكانت قضية الجاسوس سمحان موسي مطير، والتي قام فيها الموساد للمرة الاولي بتجنيد تاجر مخدرات ليعمل لحساب اسرائيل وفي هذه المرة لم يكن سلاح المال أو النساء هو الثمن، وانما كانت المخدرات، حيث كان الموساد يقوم بإمداد الجاسوس بالمخدرات مقابل تزويدهم بمعلومات حول الوضع الاقتصادي المصري وحركة البورصة وتداول الأوراق المالية وبعض رجال الأعمال.