سيدتي: كنت أظن الحب شيء رائع.. تمنيته ورغبت فيه بكل لحظة في عمري.. ولأنني لم أتجاوز التاسعة عشرة من عمري وقعت في الفخ الذي نصب لي وأصبحت أمام أحد أمرين.. وكلاهما سم لحياتي. الأول: هو أن أسقط والثاني الانتحار. أما الفضيحة فستحدث في الحالتين.. فلماذا لا انتقم إذن من نفسي وممن خدعني؟! فرحت كثيرا عندما دخلت الجامعة.. ولفت نظري زميلي الذي تطاردني عيناه كلما جئت أو رحت.. كانت تقول أشياء كثيرة من تلك التي يهفو إليها القلب.. لكن قلبي فجأة اقتحمه طرف آخر.. أنه شقيق لزميلة لنا في الجامعة يعمل في مجال السياحة.. أعد لنا رحلة إلي الأقصر وأسوان في إجازة نصف العام الدراسي.. وذهب مع الفوج.. متزوج ولديه طفل عمره ست سنوات كنا نلاعبه ولم أكن أدري أن هذا الطفل البريء استخدمه والده طمعاً للإيقاع بي.. خاصة أن أمه لم تكن معناً وعمته التي هي صديقتنا ايضا منشغلة وكأنها سعيدة لأن عبء رعاية الصغير سقط عن كاهلها. انتهز الأب فرصة غياب زوجته وتقرب مني.. لم أفكر في أي شيء إلا جاذبيته وسحر كلامه.. صدقت كل حكاياته عن عذابة مع زوجته وأنها سليطة اللسان.. مسترجلة الطباع.. تهمله ولا ترعاه.. لا تقترب منه.. عدت من الرحلة أحلم به وبحبه. تقابلنا بعد ذلك مرات عديدة.. أخته زميلتي لم تعرف ما بيننا بل لم تلحظ أننا احياناً نتقابل عندهم في البيت ويدعي أنه سيوصلني حتي نخرج معاً.. إلي أن جاء يوم وطلب أن يلقاني في شقة صديق له مسافر.. غضبت منه لكنه قال إن هذا لشدة خوفه علي وأنه لا أحد سيرانا وبالتالي لن نكون عرضة لكلام الناس.. صدقته ووثقت به وذهبت معه إلي تلك الشقة.. وهناك كمادت المسافات بيننا تذوب وأفقد كل شيء في لحظة لولا أنني أفقت في الوقت المناسب غضب مني وأتهمني بعدم الثقة فيه وبأنني لا أحبه.. أقسمت له أنني أحبه. لكنه قال إنني لو كنت أحبه لبرهنت له علي ذلك بالأفعال وليس الكلام وأن حبي له حب مراهقة وليس حب نضوج. احزنني كلامه وانصرفت وأنا اقسم بألا ألقاه في الشقة ثانية.. لكنه عاد يطالبني بالذهاب وعندما رفضت خاصمني بل تجاهلني وكلما أعطيته موعداً لا يأتي.. تذكرت أفعاله معي وقفز علي ذاكرتي زميلي في نفس المرحلة الدراسية والذي لا يفعل شيئاً ألا النظر والذي قال عنه حبيبي إنه مراهق وطفل ولا يعرف من الحب إلا النظرات. سئألت نفسي من منهما يحبني حقاً هذا الناضج الذي بلغ 33 عاماً والمتزوج والأب.. أم زميلي الذي يخشي علي من نظرته تجاهي حتي لا تسبب لي القيل والقال؟! أي من الحبيبين صادق.. ووجدتني أبوح لصديقتي وأخته بكل شيء. غضبت أخته وقالت إنني كاذبة وأنني أتوهم وانصرفت عناً.. أما الثانية فقالت إنه يحبها هي الاخري ويقابلها.. ووصفت لي الشقة وأكثر من ذلك حوارات الحب كانت واحدة مما يقولها لي.. بكينا طويلاً أنا وهي وفكرنا ماذا نفعل لهذا الذئب الدنس.. فجأة صمتت صديقتي وأطرقت في الأرض كمن تذكرت شيئاً ثم قالت لن استطيع أن أفعل له أي شيء فروحي في يده وقالت انها التقطت معه صوراً مشتركة في شقة صديقه للذكري وهناك رسائل منها إليه ولا تستطيع الوقوف في وجهه لأنه يهددها بهذه الأشياء وقد بدأ يتهرب منها في الفترة الأخيرة. يبدو لي أنها نفس الفترة التي تقرب فيها مني.. وأسقط في يدي.. لماذا فعل معنا هذا ألسنا صديقتين لأخته؟! لماذا يحاول أن يؤذينا ولم نفعل له ما يضره؟! فكرنا أن نبوح لزوجته بما حدث ولكننا خشينا من رد فعلها فقد تفضحنا. فكرت أنا في الانتحار ولكنني خفت الفضيحة.. كما فكرت صديقتي هي الاخري لكنها خافت علي والديها.. كثيراً ما أقول لنفسي الفضيحة قد تقع سواء بالانتحار أو غيره.. فلماذا لا أنهي عذابي خاصة وأنني مازلت أحبه.. حتي صديقتي رغم تهربه منها مازالت تحبه.. قد تحتقرينا ولكنها الحقيقة مجردة.. ماذا نفعل وماذا نقول له؟! وكيف نأخذ منه اشياء صديقتي بل كيف نتخلص من حبه ومن ضعفنا؟! في نهاية رسالتي أطلب منك شيئاً واحداً.. أرجوك يا سيدتي لا تنظري إلي رسالتنا بعين الاستخفاف أو الاحتقار.. نحن في حاجة إليك وإلي عونك فلا تردينا. 1⁄41⁄4 عزيزتي: بالطبع لن أردك.. لا أنت ولا غيرك ممن ضللن الطريق.. فكل ابن آدم خطاء.. ومن منا بلا خطيئة أو ذنب؟!.. لا أحد فلم نخلق معصومين.. وما أنت فيه قله خبرة.. وعف انساني ولا يجب السخرية منه ولذا أمد إليك يد العون. بداية مشوارنا.. أحب أن اطمئنك فهذا الرجل الذئب لن يستطيع أن يستخدم أسلحته التي سلبها من صديقتك.. لا الخطابات ولا الصورلسبب واحد أنها تدينه مثلك ومثلها تماماً وعلي العكس قد تعرضه للمساءلة القانونية.. وقد تهدد أمن بيته اذا علمت زوجته بما يفعله.. أو علمت أسرته وشقيقته التي يستغلها ليقيم علاقات عاطفية مع صاحباتها. يبقي أن نتكلم عما أقدمت عليه من فعل يجب أن تعاقبي عليه ولو من نفسك.. لقد كنت تعلمين أنه زوج وأب ومع ذلك سمحت لنفسك بالخوض معه في علاقة لا حدود لها ولا اطار شرعي لها.. لم تكتفي بهذه العلاقة في رحلة الأقصر وأسوان.. بل امتدت إلي أن تذهبي معه إلي شقة أحد الأصدقاء.. ولا تحاولي الادعاء بأنك لم تفهمي مغزي طلبه منك للذهاب معه.. بالطبع ليس الخوف عليك من أن يراك أحد.. بل رغبة دنيئة.. لعلك تكونين فريسة من وجهة نظرك ولكنك لست فريسة عمياء أو مغمضة العينين.. بل ذهبت إلي الشرك بمحض ارادتك ورغبتك. الصغيرة حقا لا تستطيع أن تفرق بين الصواب والخطاء والخير والشر.. فهل يعقل لفتاة بلغت من العمر 19 عاماً ألا تفهم أو أن توصف بالصغيرة؟! انكما تمران بنزوة مع رجل متزوج فهو لم يفكر في الزواج لا بك ولا بصديقتك.. إذن ماذا يريد؟ ثم بعد ذلك يطالبكما بالتضحية قربانا لرضائه علي من تخضع له وتقع في هواه ياعزيزتي الطفلة غير البريئة.. لا تحاولي اللعب بالألفاظ ففي جيلكم هناك اشياء كثيرة طرحها الإعلام المرئي والمقروء.. جحيلكم يعلم كل شيء وهذا هو واقع العصر.. فكيف لا تعرفين؟! ثم تعالي معاً لنناقش معني الحب.. ما هو الحب؟! ومن يجب أن أحب كما سألت؟ الحب هو أن تجدي من تحتاجين إليه تبادلينه العطاء.. تكملان بعضكما البعض.. تكونان وجهين لعملة واحدة أمام الجميع ولا يوجد خفاء ولا يوجد سرية عن الأعين وإلا تحول للصوصية وليس بالحب البرئ أما ما يحدث بينكما له اسم آخر.. أنه قرصنة عاطفية. أما عن سؤالك من هو الشخص الذي يجب أن تبادلينه العاطفة.. فهو من يناسبك سنا وفكراً وعاطفة.. إنسان يحترم فيك كل شيء عقلك وجسدك وذاتك وأسرتك ويتقي الله فيك. اما هذا القرصان فهو لا يعرف معني الحب لأنه ليس ما يبحث عنه.. هو يبحث عن متعته الشخصية متناسياً كل الأعراف.. الأديان.. ناسياً أنك زميلة أخته التي يستخدمها "سنارة" لصيد البنات وبنات ذوات طبيعة خاصة.. بنات يسهل السيطرة علي مشاعرهن.. وأجسادهن. احمدي الله أنك نجوت منه.. أما حبك له فهو وهم فكيف تحبين من يحتقرك ويعاملك تلك المعاملة البدائية.. الخالية من الاحترام والتقديس.. كيف تحترمين وتحبين من يحاول سرقتك!! وسرقة شرفك وعاطفتك.. إلا اذا كنت بلهاء.. والفرق كبير بين البراءة والبلاهة.. ليتك تفكرين وتبتعدين عنه وإذا كان هناك خوف فهو الذي يجب أن يخاف.. فقط هدديه بأن تقولي لأهلك ما حدث.. وفي هذه الحالة قد يبتعد عنكما معاً.. ولا تخافا فهو لا يريد تهديدكما إلا لشيء واحد فإن لم يحصل عليه.. سيبتعد عنكما باحثاً عن صيد جديد هذا هو حبيكما ذئب دنس يبحث عن متعته بأبخس الأثمان. أتمني أن تكون تلك التجربة مفيدة لك ولصديقتك وأتمني أن تنضجي ولا تستخدمي ألفاظاً في غير مواضعها وأن تسمي الاشياء بمسمياتها.. وتأكدي أننا لا نحتقر أي انسان ولو كان مخطئاً فلسنا آلهة لنعاقب وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.